قلعة العريش الأثرية تواجه حالة من التدهور والإهمال تهدد وجودها، بعد أن تهدمت أسوارها الجانبية والوسطى، والسراديب تحولت إلى أوكار للدعارة، ومقلب للقمامة، وحظيرة للحيوانات، وسط تجاهل المجلس الأعلى للآثار لقيمة هذه القلعة التى شهدت عصورا مختلفة. القلعة معلم تاريخى يرجع إلى العصور الفرعونية الوسطى، وكانت محل اهتمام ملوك الفراعنة لتأمين الحدود الشرقية، كما شهدت القلعة توقيع اتفاقية العريش عام 1800 مع الفرنسيين. وأعرب أهالى العريش عن استيائهم الشديد من التهميش الممنهج الذى يطال قلعة العريش، وحملوا وزارة الثقافة مسؤولية إهمال هذا الصرح التاريخى. وقال حسن غريب أحمد، عضو اتحاد الكتاب، إن قلعة العريش كانت مجهزة بالمدافع فى العصر العثمانى للدفاع عن الحدود الشرقية لمصر وتحولت إلى خرابة ووكر للمخدرات وتعاطى البانجو، والأدهى أن هناك من يسهل العملية ليلا، وتتم ممارسة الدعارة بخمسين جنيها وسط غضب وضيق الأهالى المحيطين بها، وطالب غريب الوزير فاروق حسنى بالاهتمام بهذا الأثر الإسلامى الهام والتركيز عليه. أما عبدالله السلايمة، رئيس نادى القلم بالعريش، فيرى أن ما يحدث فى قلعة العريش الأثرية كارثة وإساءة لتاريخها وتاريخنا، مطالبا بتطويرها ووضعها على خريطة السياحة. كما طالب حاتم عبدالهادى السيد، رئيس رابطة الأدباء العرب، بسرعة ترميم القلعة والاهتمام بها، مشيرا إلى أنه لو تم الاهتمام بها لكانت الآن قبلة للسياح، وهى التى شهدت توقيع معاهدة العريش عام 1800. وقال الأديب محمد ناجى حبيشة، رئيس نادى الأدب المركزى بشمال سيناء، إنه رغم ما نسمعه من صرف ملايين لتطوير هذه القلعة منذ سنوات فإننا لم نر شيئا، بل ازداد الأمر سوءا، حيث تحولت إلى مقلب عمومى للقمامة، وسط تجاهل الآثار لقيمتها التى تعود إلى العصور الفرعونية الوسطى، وطورها السلطان العثمانى سليمان القانونى عام 1560. أما المهندس فتحى طلحة، مدير عام الآثار الإسلامية بشمال سيناء، فقال إنه لم يتم اعتماد أى مبالغ لتطوير القلعة، خاصة أنه لم يتم الانتهاء من عمليات الحفر التى بدأت منذ 3 سنوات للكشف عن آثارها.