سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "ورشة الرضا" اسم على مسمى.. إعاقة الأسطى حسن الجسدية وحالة شقيقه الفكرية لم تمنعهما من العمل وكسب رزقهما.. صنايعى تلميع المعادن يطالب بمنحه رخصة قيادة ومساعدته على شراء سيارة للمعاقين
تتجسد مقولة "للناس من أسمائهم نصيب" حرفيًا فى ورشة الرضا لطلاء المعادن فى شارع أحمد يونس بمنطقة إمبابة، فالكل هنا يرضى بحالة وبمشيئة الله، الأسطى حسن حامد "36" عامًا لم تمنعه إعاقته الجسدية فى قدميه ويده اليسرى من العمل فى تلميع النحاس والإستلس وأيضًا النيكل والكروم بمعاونة شقيقه الأصغر محمد الذى يعانى من حالة تأخر فكرى، والذين يديران الورشة بعد تقدم والدهما فى السن، وعدم قدرته على متابعة الأعمال مثل الماضى. ما يزيد عن "25 عاما" تقريبًا قضاها حسن داخل الورشة البسيطة التى ظهرت عليها عوامل الزمن نظرًا لعدم تجديد أى شيء فيها منذ وقت طويل، يسترجع حسن ذكرياته فى الورشة قائلا: "منذ صغرى كنت أتواجد فيها بجوار والدى لا تعلم منه الصنعة.. وكانت الأوضاع تسير بشكل جيد.. فهذا المكان كان يضم ما يقرب من 6 صنايعية لكن مع مرور الوقت وفتح باب الاستيراد للمعادن وغلاء الأسعار، قل الإقبال تدريجيًا على التلميع حتى رحل كافة العاملين، ولم يتبق غيرى مع والدى، وكذلك شقيقى الذى يعاوننى حاليا قدر استطاعته".
إرادة حديدية ويضيف الأسطى حسن: لم أشغل بالى بإعاقتى الجسدية منذ صغرى، وكان كل تركيزى فى العمل وأحواله وحتى يومى هذا لا أفكر سوى فى رزقى، لأنى توليت المسئولية بالكامل بعد تقدم والدى فى السن، وعدم قدرته على العمل، وحاليًا أقوم بكل شىء فى الورشة سواء التوجه للتجار الذين أتعامل معهم فى شبرا وغيرها من المناطق لإحضار المستلزمات المفترض تلميعها سواء الشغل الخاص بالبوتاجازات من شويات وخلافه أو أى معدن يراد تلميعه". ويُضيف صاحب ال"36 عامًا" :"أتولى مسئولية كل من زوجتى وبناتى الاثنين فالكبيرة 4 سنوات، والصغيرة عمرها عام ونصف، وكذلك شقيقى له ظروف خاص ويساعدنى فى العمل، والكل يعيش فى خير والدى، مضيفًا: "الورشة لم تعد كسابق عهدها، فدخلها الشهرى لا يتجاوز الألف جنيه، وهذا الربح ليس صافيًا إنما يخرج منه قيمة المواد المستخدمة فى عملية التلميع، وباق المصروفات سوار فواتير كهرباء أو ضرائب، كما أنى أتقاضى 400 جنيهًا شهريا من وزارة التضامن، حصلت عليهم بعد معاناة مع الإجراءات الحكومية، لكنى أحمد الله على كل شىء".
رجل متعدد المهام صاحب ورشة الرضا لم تتوقف إرادته عند تلميع وطلاء المعادن، بل إنه استغل ميزة تعلمه قيادة السيارات منذ صغره، متجاوزًا فكرة إعاقته، وبالفعل ترجم تلك الميزة إلى شىء مفيد على أرض الواقع بعدما نجح والده منذ سنوات فى شراء سيارة نقل صغيرة بالتقسيط، استخدمها الأسطى حامد فى نقل بضائع الورشة، وأيضًا تقديم نقلات للأشياء المختلفة لمن يريد فى مقابل مادى يحدد وفقًا لمسافة المشوار. رغم كل محاولات الأسطى حسن المشار إليه أعلاه، للاعتماد على النفس وعدم التواكل على شخص أو جهة حكومية لإعانته لدرجة أنه يرفض الجلوس على كرسى متحرك حتى لا يشعر بالعجز، مفضلاً الزحف على أرضية الورشة. وهنا يقول الأسطى حسن: "المشكلة الأساسية بالنسبة لىّ أن الشغل لن يعد يأتى بهمه كما يقولون، فغلاء الأسعار على الجميع، والزبائن يرهقوننى بالفصال الزائد عن الحد، وللأسف السيارة النقل ساءت حالتها بسبب عدم قدرتى على إصلاحها أو تجديد أى مكوناتها منذ زمن بعيد، وأيضًا يصعب علىّ الخروج إلى المناطق البعيدة بسبب مشكلة التراخيص فالسيارة رخصتها لم تجدد منذ 3 سنوات، لعدم قدرتى على تجهيزها، وفى نفس الوقت انا غير قادر على استخراج رخصة بسبب ظروفى الشخصية".
معاق فى أعينهم فقط ويضيف صنايعى تلميع المعادن: "منذ عدة سنوات حاولت شراء سيارة من المجهزة، والخاصة بذوى الإعاقة، وتم إحالتى إلى قومسيون طبى فى مستشفى المنيرة العام، أثناء الكشف طلب منى طبيب رفع يدى اليسرى لكنى لم أتمكن، نظرًا لوجود نسبة عجز بها، لذا تم رفض منحى الرخصة، ووقتها قلت للطبيب أنى أقود سيارات منذ 10 سنوات، وأصدقائى ممن يحملون رخصة درجة أولى، لا يتمكنون من قيادة نوعية السيارات التى أقودها لسوء حالتها، وليست المجهزة". واختتم صاحب ورشة الرضا حديثه قائلا: "كل ما أرغب فيه حاليًا، يتمثل فى تجديد سيارتى أو تغييرها حتى أعمل عليها بشكل أفضل لأنه ترهقنى كثيرًا، كما أتمنى وجود استثنائى لحالتى من وزارة الداخلية حتى استخرج رخصة بشكل قانونى، ومستعد للخضوع لأى اختبارات حتى أثبت للجميع أن إعاقتى لا تمنعنى من العمل".