سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التايم: الإخوان وجهوا ضربة قاضية للبرادعى بخوضهم الانتخابات البرلمانية.. والعريان يؤكد: المشاركة تجبر النظام على المواجهة.. وخبير أمريكى: الانتخابات فرصة للتحقق من شعبية الجماعة
وصفت مجلة التايم الأمريكية إعلان جماعة الإخوان المسلمين فى مصر مشاركتهم فى الانتخابات البرلمانية، المقررة الشهر المقبل، بالضربة القوية لآمال محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى لفت الانتباه إلى ما أسمته عار الديمقراطية المصرية بمقاطعة الانتخابات. وأرجعت الصحيفة السبب فى ذلك إلى أن الإخوان يمثلون أكبر جماعة للمعارضة فى البلاد والوحيدة التى تمتلك قاعدة تنظيمية حقيقية على المستوى الشعبى. وتشير التايم إلى أنه رغم شغل الجماعة 20% من مقاعد البرلمان البالغ عددها 518، والتوقعات بأن القمع المباشر والتلاعب بالأصوات سيحرمها من المكاسب التى حققتها من قبل، إلا أن قادة الجماعة يعتقدون أنهم يحققون إنجازات بالمشاركة أكثر من المقاطعة. وترى المجلة الأمريكية أن تحقيق إنجاز للمعارضة السياسية فى مصر، هو بالطبع مصطلح نسبى، فليست الإنجازات بالمقاطعة أوالمشاركة فى انتخابات سيئة السمعة بسبب تخويف المعارضة وقمعها وضعف مشاركة الناخبين وتزوير الانتخابات لينتهى الأمر بإحكام الحزب الوطنى قبضته على السلطة. وبالنسبة للإخوان، فإن الانتخابات أكبر من مجرد الفوز بمقاعد فى البرلمان. حيث يرى جوشوا ستاتشر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كنت الأمريكية، أن الانتخابات فرصة للإخوان للتحقق من شعبيتهم فضلاً عن تجنيد أعضاء جدد. ويمضى الباحث الأمريكى فى القول إن الجماعة تتواصل مع المواطنين الذين يعيشون فى مناطق نفوذها، وهو ما يبدو بديهياً ومنطقياً، فى حين أن الحزب الوطنى لا يفعل ذلك، فالقائمون عليه يتحدثون عن توفير 7 ملايين وظيفة وتوسيع حقوق السياسية والمدنية وكل هذه الأمور. ويأملون أن يتفاعل أحد مع ما يقولونه لكنهم لا يتحدثون بشكل مباشر إلى الناخبين. وتصر التايم على أن خوض جماعة الإخوان المسلمين للانتخابات هو جزء من إستراتيجية طويلة الأمد ضد النظام، الذى لا يوجد أى نية لديه للتنازل عن السلطة والسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. ويتوقع المحللون عدم سماح الحكومة بتكرار ما حدث فى الانتخابات الماضية ووجود أقلية كبيرة مثلتها جماعة الإخوان فى البرلمان. وتنقل المجلة عن عبد الرحمن سمير، الناشط فى الجمعية الوطنية للتغيير، قوله إنه ليس من المستغرب أن قرار الإخوان لم يسعد مؤيدى البرادعى، وأضاف أن موقف الجماعة أحدث انقساماً داخل صفوف الجمعية. وانتقد سمير الإسلاميين لتقويضهم عملية المقاطعة من أجل تعزيز مؤسساتهم واستغلال نقاط الضعف لنشر أفكارهم بين فئات الشعب. أما عصام العريان، القيادى الإخوانى، فيرى أن الهدف من المشاركة فى الانتخابات هو "وضع النظام فى ركن". ويعترف بأن تزوير الانتخابات سيفسد مكاسب المعارضة، لكنه فى نفس الوقت يرى أن المقاطعة ستجعل النظام يقول إنه لم يحدث تزوير وأن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، فى حين أن المشاركة ستجعل النظام مضطراً لمواجهة المعارضة. أما وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجماعة الأمريكية بالقاهرة، فيعتقد أن الإخوان سيشاركون مهما كانت الظروف لأن ذلك يمنحهم التواجد، والمشاركة تمثل الإستراتيجية الأكثر ملاءمة للجماعة، لأن هذه ليست مجرد انتخابات بالنسبة لهم، ولكنها شىء أكبر من ذلك بكثير. بعض المحللين يعتقد أن الجماعة ربما تفوز بأكثر من ربع المقاعد الحالية لها فى مجلس الشعب، كما تقول التايم، لكن الانتخابات نفسها ومهما كانت نسبة التمثيل فى البرلمان ستمنح الجماعة منصة أخرى لإستراتيجيتها طويلة المدى فى بناء قاعدة نفوذ شعبية. وهذه القاعدة هى التى تعطى الجماعة وليس البرادعى أو غيره من الإصلاحيين، هذه القوه فى المعارضة المصرية، فكما يقول قزيحة، السبب الذى جعل جماعة الإخوان تستمر على مدار 80 عاماً فى حين أن غيرها من الحركات الأخرى يأتى ويذهب هو اهتمامها بالاستراتيجيات طويلة المدى وليس القصيرة. أما الإخوان من جانبهم فيرون أن هناك مكاسب يمكن أن تتحقق من خوض اللعبة حتى لو كان هناك تزوير وتلاعب. فيقول العريان: "إن العبرة لن تكون غائبة ولن تكون خارج المشهد، فنحن نعيش فى هذا المجتمع ونحن، أى الجماعة، نمثل قوة شعبية، فيجب أن تمثل شعبيتها ككل وفى إطار النظام".