- الأخ العقيد معمر القذافى.. قائد الثورة الليبية ورئيس القمة.. - الأخ الرئيس موثاريكا .. رئيس مالاوى ورئيس الاتحاد الإفريقى.. - القادة والزعماء رؤساء الدول والحكومات.. - السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية.. - السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى.. - السيدات والسادة.. "يسعدنى أن ألتقى بكم جميعا على أرض عربية وأفريقية.. نحمل لها ولقائدها - عربا وأفارقة - مشاعر الاعتزاز والتقدير، كما يسعدنى أن أتوجه بالتحية والإشادة للأخ العزيز العقيد معمر القذافى وللشعب الليبى الشقيق، لاستضافته هذه القمة الهامة". "لقد طال انتظارنا نحن العرب والأفارقة لهذه القمة.. منذ انعقاد القمة الإفريقية العربية الأولى فى القاهرة عام 1977، وبعد أن أرست تلك القمة طابعا مؤسسيا.. ودشنت أطرا وآليات التعاون بين شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية.. تطلعا لتحقيق المصالح المشتركة.. ولفتح آفاق جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين". "كانت مصر سباقة فى مبادرتها للدعوة للقمة الأولى.. منذ ثلاثة وثلاثين عاما.. انطلاقا من اقتناعها الراسخ بالروابط الجغرافية والتاريخية.. والسياسية والاقتصادية.. والقواسم الثقافية المشتركة فيما بين المنطقة العربية وإفريقيا.. فضلا عن المسيرة الطويلة للتضامن معا فى الكفاح من أجل الاستقلال.. وللقضاء على التفرقة العنصرية.. وما يجمعنا من وحدة الهدف والمصير على طريق تحقيق النمو والتنمية والحياة الأفضل لشعوبنا". "إن مصر عندما دعت للقمة العربية الإفريقية الأولى كانت - وسوف تظل - على وعى بكل ذلك، فجامعة الدول العربية تضم فى عضويتها تسع دول إفريقية يمثل سكانها نحو (70%) من سكان العالم العربى، ونحو (20%) من سكان أفريقيا.. وقد آن الأوان لتفعيل الشراكة فيما بيننا تحت مظلة الاتحاد الإفريقى والجامعة العربية تحقيقا لأولويات التعاون الإفريقى العربى المشترك.. ولكى نعوض الفرص التى أهدرت لتطوير هذه الشراكة وهذا التعاون طوال الأعوام الماضية". "إننا فى مصر عازمون على بذل كل ما فى وسعنا تحقيقا لهذا الهدف.. وملتزمون بمواصلة السعى إليه.. فلقد كانت مصر على الدوام جسرا بين العالم العربى وأفريقيا.. وكانت - وسوف تبقى - مخلصة لهويتها العربية الإفريقية.. التى أهلتها لاستضافة أول قمة عربية.. وأول قمة أفريقية.. وأول قمة مشتركة فيما بين الجانبين". - القادة والزعماء.. "لقد شهد العالم تحولات عديدة منذ انعقاد قمتنا الأولى فى القاهرة.. وتنعقد قمتنا اليوم وسط تحديات صعبة فى عالم مغاير يموج بالأزمات. شهدت السنوات القليلة الماضية..أزمة عالمية فى أسعار الغذاء.. وأزمة مالية دخلت بالاقتصاد العالمى فى ركود حاد.. لا نزال فى مرحلة التعافى من تداعياته مازلنا معا فى مواجهة تهديدات تغير المناخ.. والتذبذب فى أسعار الطاقة والسلع الأساسية والمواد الأولية.. وتراجع شروط التجارة فى غير صالح الدول النامية.. وتعثر (جولة الدوحة) للمفاوضات متعددة الأطراف، هذا فضلا عما نواجهه من النزاعات وبؤر التوتر وعوامل زعزعة الاستقرار فى أفريقيا والعالم العربى". "إن هذه الأزمات والتحديات تفرض علينا دفع التعاون فيما بيننا إلى الأمام بتفعيل الآليات والهياكل المؤسسية التى أرسيناها معا فى قمة القاهرة عام 1977، كما تفرض علينا المزيد من تنسيق المواقف وتعزيز التعاون العربى الإفريقى على الساحة الدولية". "إننى أتطلع مخلصا إلى تطوير هذا التعاون ودعم آلياته ليصبح - بحق - شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لإستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ فى إطار زمنى متفق عليه تحقق لنا جميعا المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وتعزز التعاون بين الجانبين فى شتى المجالات". "وفى هذا الإطار فإننى أعبر عن الإشادة والتقدير للجهود التى بذلتها مفوضية الاتحاد الإفريقى والأمانة العامة لجامعة الدول العربية للإعداد لانعقاد قمتنا اليوم، وهى جهود أسفرت عن إستراتيجية جديدة للشراكة الإفريقية العربية تضع إطارا للتعاون طويل المدى.. وخطة للعمل خلال الفترة (2011 - 2016) وفقا لأولويات محددة فى مجالات السلم والأمن والتعاون الاقتصادى والمالى والتنمية الزراعية والأمن الغذائى.. فضلا عن تعاون مماثل فى المجالات الاجتماعية والثقافية.. مما يرسى أساسا متينا لهذه الشراكة.. يحقق طموحنا.. ويرقى لمستوى ما نمتلكه من إمكانيات فى العام العربى وإفريقيا". - القادة والزعماء الأفارقة والعرب.. - السيدات والسادة.. "إننا نعى العلاقة العضوية الهامة بين السلم والأمن من جهة.. وتحقيق النمو المتواصل والتنمية الشاملة.. من جهة ثانية.. ونحن فى إفريقيا والعالم العربى..لا نزال فى سعى دائم لتحقيق السلام والأمن والاستقرار.. كجزء لا يتجزأ من سعينا نحو الحياة الأفضل لشعوبنا". "كانت القضية الفلسطينية - وسوف تظل - نموذجا حيا للتضامن العربى الإفريقى.. فلقد وقفت إفريقيا – ولا تزال - إلى جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية.. دعما للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما فى ذلك حقه فى التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية". "وهنا فى إفريقيا تتواصل جهودنا المشتركة لتسوية نزاعات مؤسفة.. تستنزف ثروات القارة وأرواح أبنائها فى السودان والصومال وفى منطقة البحيرات العظمى وجزر القمر.. إننى أتوجه بالتحية للجهود المشتركة للاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية لاحتواء النزاعات التى تقع فى أراض عربية إفريقية.. كما أحذر - فى ذات الوقت - من محاولات تصوير أى نزاع على أنه نزاع عربى أفريقى بالتغاضى عن مسبباته ودوافعه الحقيقية على نحو ما حدث فى "دارفور". "إن تعزيز الشراكة الأفريقية العربية.. هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن.. وقضايا التنمية، نتطلع للمزيد من التشاور والتنسيق السياسى دعما لمواقف بعضنا البعض فى المحافل الإقليمية والدولية، وللمزيد من التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة.. وللمزيد من الاستثمار فى قطاعات عديدة.. مثل التعدين..والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعى.. ومشروعات الطاقة.. وتطوير إدارة الموارد المائية.. والرعاية الصحية.. والتدريب وبناء الكوادر والقدرات.. وغير ذلك من المجالات ذات الأولوية". "إننى إذ أسلم رئاسة القمة الأفريقية العربية لأخى العزيز معمر القذافى قائد الثورة الليبية أثق كل الثقة أننا نخطو فى هذه القمة الثانية خطوات هامة على الطريق .. نعتمد معا إستراتيجية شاملة للشراكة وخطة عمل محددة للتعاون فيما بيننا يدفعنا إلى الأمام التزام سياسى على مستوى القادة والزعماء.. ويتعين أن نمضى معا - يدا بيد - لنضع الشراكة بين إفريقيا والعالم العربى.. على مسار جديد، لكم جميعا تقديرى وتمنياتى.." أشكركم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،