الصراع بين قبائل وعائلات محافظة قنا وصل لذروته من أجل الفوز بمقاعد البرلمان، وسط محاولات الحزب الوطنى لضم أكبر عدد من المرشحين إليه، عن طريق توقيعهم على استمارة تضمن عدم ترشحهم فى حالة تخلى الحزب عنهم، وخاصة أصحاب النفوذ والعائلات التى تتمكن من السيطرة على لجانها ودوائرها، ولكن المرشحين المستقلين رفضوا التوقيع على الاستمارات، حتى لا يكونوا تحت رحمة الحزب الوطنى فى ترشيحهم. فى دائرة الرئيسية، التى أطلق عليها دائرة الدم والنار لما لها من تاريخ مأساوى بين أبناء العائلات للوصول إلى المقعد، تشتد الصراعات الداخلية لقبيلة الهمامية، أكبر عائلات الصعيد، وهناك منافسة قوية بين العميد طارق رسلان، أحد أبرز شخصيات أبناء الهمامية، والذى أصر أبناء عائلته على خوضه الانتخابات لشعبيته الكبيرة فى قرى الحلافى والرئيسية والشاورية، كما أنه يتمتع بثروة ونفوذ كبيرين داخل وخارج محافظة قنا، بالإضافة إلى ارتباطه بسيد المنوفى أحد أبرز مرشحى أبناء قبيلة العرب، وربما بسبب قوة هذين المرشحين حاول الحزب الوطنى بشتى الطرق ضمهما إليه، إلا أنهما رفضا. وينافس رسلان على مقعد الفئات ابن عمه اللواء عمر الطاهر خلف الله، النائب الحالى، والذى يعتمد على تأييد الحزب الوطنى، وعلى تنسيقه مع هشام عبدالنبى الشعينى، والذى يواجه أيضاً ابن عمه العقيد ناصر خلف الله، وكذلك حسين خلف كامل أحد شباب أبناء الهمامية، وهناك المقدم هشام الشعينى، النائب الحالى وصاحب الشعبية الكبيرة وسط أبناء عائلته، ونجل المرحوم عبدالنبى الشعينى النائب المخضرم لعدة سنوات. وشهد الاجتماع التمهيدى للمجمع الانتخابى لدائرة الرئيسية العديد من المشادات بين المرشحين الأربعة، وهو ما دفع أعضاء «الوطنى» لتقديم اقتراح بجعل الدائرة رباعية، لما يمتلكه المرشحون الأربعة من قوة ونفوذ. ومن ناحية أخرى، تشهد دائرة أبو تشت قوة ونفوذ قبيلة القليعات فى مواجهة مرشحى «الوطنى»، حيث رفض اللواء محمد فراج، أحد أبناء قبيلة القليعات، والمرشح على مقعد العمال، الانضمام إلى الحزب الوطنى، لما تتمتع به عائلته من أصوات ونفوذ، وتكاد المنافسة أن تحسم لصالحه.