ذكرت صحيفة يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية أن المحقق الأمريكى ديفيد مكوبكى، أحد أقارب المستشار الرفيع للرئيس الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، دينس روس، كشف عن جملة الضمانات التى اقترحها الرئيس الأمريكى باراك أوباما على نتانياهو عبر رسالة خطية بعثها له، جاء فيها "أنه فى حالة موافقة إسرائيل على تمديد فترة تجميد البناء لشهريين إضافيين، فإن الولاياتالمتحدة ستوافق على تواجد عسكرى إسرائيلى فى غور الأردن حتى بعد قيام الدولة الفلسطينية مستقبلاً". وأوضح مكوبكى أن رسالة الرئيس الأمريكى تعتبر واحدة من سلسلة اللقاءات التى أجرها عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية مع نتانياهو خلال الأسابيع الأخيرة. وأشارت يديعوت إلى أن نتانياهو لم يرد بعد على تلك الرسالة، كما رفض مكتبه الإجابة عن أى أسئلة بخصوص هذا الموضوع. وفى السياق نفسه، أعلنت مصادر أمريكية أن نتانياهو غير قادر على تمديد فترة تجميد البناء لأسباب سياسية، مع أن الولاياتالمتحدة تعهدت بعدم طلب التجميد مرة ثانية بعد هذه الفترة المقترحة، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن فحوى الرسالة ينص على أن قضية المستوطنات ستبحث فيما بعد فى إطار الحل الدائم. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الرسالة تضمنت العديد من الضمانات الأخرى التى لم يسبق لها مثيل من واشنطن لتل أبيب، خاصة فى المجال الأمنى بدرجة استراتيجية عالية، مما يلبى العديد من المطالب التى كان نتنياهو يصبو إليها منذ زمن بعيد، وكذلك تعهدت الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقد الفيتو على كل قرار يصدر فى مجلس الأمن يخص الصراع الفلسطينى الإسرائيلى خلال العام المقبل. وتعهد أوباما أيضاً بمنح إسرائيل العديد من الضمانات الأمنية من أجل ضمان عدم تهريب الوسائل القتالية إلى داخل الدولة الفلسطينية عبر نهر الأردن، والقيام باتصالات مكثفة مع الدول العربية من أجل اتخاذ موقف موحد ضد النووى الإيرانى وإنجاز اتفاق أمنى إقليمى، والتوقيع عليه بعد إقامة الدولة الفلسطينية، كما تعهد بتزويد إسرائيل بالعديد من الوسائل القتالية المتقدمة وأجهزة الرادار والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى زيادة المساعدات العسكرية السنوية. وفى المقابل ذكرت يديعوت أحرانوت، أن انتقادات لاذعة وجهت فى إسرائيل لرفض نتانياهو مقترحات أوباما، وأعلنت مصادر رفيعة للصحيفة بأن نتانياهو يركب رأسه. وأضافت الصحيفة أن مسئولين كباراً فى الحكومة الإسرائيلية وفى الإدارة الأمريكية، فوجئوا من قرار نتانياهو رفض مذكرة التفاهمات الأمريكية التى تشتمل على التزامات أمريكية لم يسبق لها مثيل مقابل تمديد التجميد. وصرح مصدر إسرائيلى رفيع للصحيفة أنه إذا لم يتراجع نتانياهو عن هذا الرفض سنشعر بغضب الرئيس الأمريكى، فى الوقت الذى نفت فيه مصادر أمريكية فى واشنطن أن أوباما لم يبعث بأى رسالة رسمية بهذا الشأن إلى إسرائيل.