سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. أول حملة شعبية للحفاظ على النيل وترشيد استخدام المياه بمساجد الأقصر.. المحافظ: جولات مكثفة على حرم النهر وعقوبات مشددة لمن يخالفون القانون.. وقيادات شعبية تدعو لإزالة التعديات بالتراضى
تسود حالة من السعادة بين الأوساط الداخلية بمحافظة الأقصر، وذلك عقب إعلان المهندس صلاح عز، رئيس قطاع حماية النيل بوزارة الرى، تدشين أول مبادرة للحفاظ على نهر النيل من التعديات، وإزالة القائم منها بالحوار الشعبى ودون تدخل من قوات الشرطة بمحافظة الأقصر، ومشاركة عدد من الجمعيات تنفيذ حملات للتوعية بالمياه وترشيد استخدامها فى المساجد، حيث دعا عدد من القيادات السياسية والأهالى للمضى قدماً بكل قوة فى تنفيذ تلك المبادرة. وفى هذا الصدد أكد محمد سيد بدر، محافظ الأقصر، أنه يواصل جولاته بنهر النيل، برفقه رؤساء المدن وقيادات مديريات الرى وحماية النيل والأملاك والإدارة الهندسية، وذلك لبحث حالات التعدى على النيل وإزالتها بمدن المحافظة، حيث وجه المحافظ رؤساء المدن والأجهزة المعنية ببحث موقف التعديات علي النيل وإزالتها، مشدداً علي معاقبة المخالفين للقانون وتكليف إدارة حماية النيل بالمحافظة بالإخطار الفوري عن أى تعديات وإرسال تقرير أسبوعى عنها، مشددا على أن "النيل خط أحمر" ولا يجوز التعدى عليه.
كان محافظ الأقصر، قد عقد اجتماعاً موسعاً مع رؤساء المدن ومسئولى إزالة تعديات نهر النيل والمبانى المخالفة والأراضى الزراعية، لمناقشة مشكلة التعديات وتقنين سبل إزالتها فى اسرع وقت، مطالباً بضرورة وضع خطة زمنية لتحديد المخالفات والتعديات من خلال التنسيق المشترك مع مديريات الزراعة والرى واخطار الجهات الامنية، مشدداً على أهمية سرعة تنفيذ خطة الإزالات وأن المقصرين سيعرضون أنفسهم لأشد عقوبة.
وفي هذا الصدد قال المهندس صلاح عز، رئيس قطاع حماية النيل بوزارة الرى، إن المبادرة الشعبية لحماية نهر النيل قررت تطوير نشاطها ليشمل التوعية بأهمية نهر النيل والحفاظ على المياه من خلال ندوات تثقيفية بكل نجع وقرية، لأن الحكومة لا تستطيع أن تقوم بكل المهام الموكلة منها دون أن يكون المواطن مشاركا فى المسئولية، مطالبًا الحكومة بتطبيق أنظمة الرى المطور فى الحقول لترشيد استخدام المياه، مؤكداً أنه منذ إطلاق الحملة العام الماضى وإزالة التعديات لم تتوقف يومًا واحدًا، حيث قامت الحكومة بكل وزرائها بالتوقيع على وثيقة حماية النيل، كما قام الرئيس بنفسه بالتوقيع عليها، فى إشارة إلى الدعم الذى تم تقديمة للحملة.
وكانت الأقصر، قد فازت بالمركز الأول بين محافظات الجمهورية فى إزالة التعديات على نهر النيل، وتمكنت الإدارة العامة لحماية النيل، بالتنسيق مع سلطات المحافظة، والأجهزة الأمنية من إزالة 110 تعديا على حرم نهر النيل خلال الفترة الماضية، وذلك حسبما صرح بذلك المهندس هانى أبوالحجاج مدير إدارة حماية النيل بمدينة الأقصر.
وأضاف أبو الحجاج، أن الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، يتابع بشكل يومى معدل تنفيذ قرارات الإزالة، وإجراءات وقف القيام بأى تعديات جديدة ومنعها فى المهد.
وأوضح مدير إدارة حماية النيل بمدينة الأقصر، أن خطة العمل تضمنت وضع جدول زمنى لتنفيذ 400 قرار إزالة لتعديات متنوعة على حرم نهر النيل أغلبها تعديات بالردم، وأن المائة وعشرة قرار التى نفذت خلال الفترة الماضية كانت داخل نطاق مدينة الأقصر، بالإضافة إلي تنفيذ عشرات القرارات الأخرى داخل بقية مدن المحافظة، وتنص خطة العمل الجديدة على تقسيم المحافظة وفقا للمناطق الجغرافية، وتحديد جداول زمنية للقيام بحملات الإزالة على أن تستهدف قرارات الإزالة الصادرة لعام 2016.
كانت قد شهدت الأقصر إنطلاق مبادرة شعبية، أطلقتها أحزاب الوفد والشعب الجمهورى، واللجنة الشعبية لمكافحة الفساد، واللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية، ومركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، لدعم الجهود الحكومية فى إزالة التعديات على حرم نهر النيل وأراضى الدولة والأراضى الزراعية، وتمكنت من إزالة 13 تعديا على حرم نهرالنيل بقرية البعيرات بمدينة القرنة، وتعد المبادرة بحسب تصريحات محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية لتنفيذ عشر قرارت إزالة أخرى خلال الأيام المقبلة، وذلك على نفقة وبمعرفة المتعدين وبحضور ممثلى الإدارة العامة لحماية النيل وسلطات المحافظة.
وأضاف محمد صالح، منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر، أن المحافظة مستمرة فى الحملة ومبادرتها للحفاظ على النيل الذي طالما قدسه القدماء المصريين، وأقاموا له احتفالات سنوية اعترافا بفضله.
وأوضح صالح، في تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن المبادرة نجحت فى أولى حملاتها بمدينة القرنة غربى المحافظة، وجارٍ البدء فى حملات وجولات وزيارات لكافة قري المحافظة، بغرض تغيير ثقافة المواطن تجاه المياه، كما سيتم تنظيم مبادرة فى مركز أرمنت بإشراف عدد من الجمعيات لتوفير المياه فى المساجد، وتركيب "كومبروسر" فى كل مسجد يضخ الهواء فى مواسير المياه المستخدمة فى الوضوء، حيث ثبت توفيرها ل70% من المياه، وسيتم تعميم الفكرة بكافة مساجد الاقصر، مشيراً إلى أن سعر الكومبروسر 500 جنيه، وتكلفته لا تقدر بالمياه التى يوفرها.
وقال المهندس هانى أبو الحجاج، مفتش النيل بالأقصر، إنه تم التنسيق مع رؤساء المدن لوضع أكياس قمامة فى المناطق المزدحمة على النيل لعدم إلقائها فى المجرى المائى، لافتا إلى أن ثلثى المراسى النيلية فى الأقصر اقتنعت بضرورة الحفاظ على النيل وقامت بتركيب خزنات صرف صحى، لأن النيل ملك للجميع والأجيال المقبلة، بالتزامن مع التفتيش الدورى والمفاجئ على المراسى للتأكد من عدم القائها فى النيل، مؤكدًا أنه لا يمكن لوزارة الرى بمفردها الحفاظ على نهر النيل، دون أى مشاركة شعبية.
