أكدت نسرين دبوس- رئيس جمعية حياة بلا تدخين- أن تطبيق قرار وزارة الصحة بتفعيل قانون حظر التدخين لن يؤتى بثماره دون تحمل الشعب المصرى المسئولية وخروجه من حالة السلبية تجاه المدخنين، واعتبرت القرار سلاح أعطته الحكومة لغير المدخنين لحماية أنفسهم وأصبحت مطالبنا إلزام وليس إقناعا. وأوضحت نسرين فى تصريحاتها ل"اليوم السابع"- تعليقا على قرار تنفيذ القانون 145 لسنة 2007 الذى اتخذته وزارة الصحة مؤخرا – أن القانون سيضيق النطاق على المدخنين وسيحجم حركتهم بعد أن منع التدخين فى الأماكن العامة لحماية المواطنين وهو ما يعنى حظر اتخاذه هذا السلوك الخاطئ سوى فى بيته. وقالت "إذا كان الشخص توقف عن التدخين فى الأماكن العامة حتى لا يضر الآخرين الذين لا يعرفهم، فماذا عن أهل بيته أطفاله أو زوجته أو والديه؟، لن يكون أمامه إلا الخروج إلى البلكونة وهو ما سيشعره أنه منبوذ وغير مرغوب فى سلوكه". وأضافت: "سيحتاج تطبيق القانون إلى وقت طويل لأنه ليس مجرد تنفيذ غرامات والتى ستكون مجرد أداة تخويف سيلتزم بها المصريون لتجنب الغرامات وهو ما سيشبه تطبيق غرامة ربط الحزام، أما الجانب الأهم هو تغيير ثقافة الناس فى المطالبة بحقوقهم وتشبثهم بحماية أنفسهم من التدخين السلبى، وبعد أن كان المدخن يجادل دون الاعتراف بهذا الحق على اعتبار أنه جزء من خصوصيته ، أصبح حاليا ملزم بالانصياع لمطالبنا وسيجعل أصحاب المنشآت مجبرين على تنفيذ حظر التدخين سواء مقتنعين أو غير مقتنعين لتفادى الغرامة التى تتراوح من 1000 إلى 10 آلاف جنيه، لكن ذلك سيحتاج إلى مجتمع إيجابى يطالب بحقه حتى لا يفتح الأمر أماكن خفية يمارس فيها المدخنون هذا السلوك". اعتبرت نسرين أن القرار سيوفر المليارات التى ينفقها المصريين على السجائر والشيشة، بالإضافة إلى حمايتنا من السرطان الذى أصبح ينهش فى أجساد الكبير قبل الصغير، وبدلا من جمع التبرعات لإنشاء مستشفيات السرطان نقضى على هذا المرض نهائيا ، ونزيل من شوارعنا مظهر غير حضارى من انتشار المقاهى التى "تسترزق" من إتاحة تدخين الشيشة والسجائر. ودعت نسرين إلى ضرورة تعاون الجمعيات الأهلية المختصة بالمطالبة بحظر التدخين "القليلة" على حد قولها، لزيادة حملات تغيير نظرة المجتمع تجاه الظاهرة ، مدللة بحملة "مين معانا" التى أطلقتها الجمعية قبل رمضان، تستهدف من خلالها اتحاد كافة فئات الشعب المصرى من مهندسين وأطباء وآباء وأمهات وشباب ورجال أعمال وإعلام لاستغلال تحرك المسئولين لدعم مطالبنا. وقالت: "تتسم قضية حظر التدخين بخصوصية، لارتباطه بمزاج الناس الذين تعودوا عليه وتأصلت متعته معهم فى الإعلام منذ قديم الأزل، وهو ما انتبهنا له فى الأعوام الماضية وبدأنا نرصد سلوكيات الفنانين الخاطئة والتى ربطت بين مشاهد التفكير أو تفريغ الغضب أو التركيز وشرب السجائر والمتعة التى تتحقق من خلال تدخينها". وأضافت: "نعمل فى هذه القضية منذ 5 سنوات تقريبا، وبالفعل تطور المشهد كثيرا فى الشارع المصرى لكنه ما زال بطيئا، على عكس الدول الغربية التى وصلت لدرجة أن الموظف ينزل من شركته مذلولا فى ظل البرد الشديد وبشرط أن يبتعد عدة أمتار عن المقر حتى يشرب السيجارة، ولم يصلوا إلى هذا المشهد من فراغ وإنما من تعاونهم للتصدى لهذه الظاهرة والوعى بخطورتها". وتساءلت دبوس: "لماذا لا نضع شروطا مجتمعية نساعد فيها على تطبيق القانون مثل اشتراط حصول الوظيفة بعدم التدخين، وهو الأمر الذى يزيد من فعالية العامل الذى أثبتت الدراسة إصابته بالأمراض وتشتته بسبب السجائر ويقلل من أدائه. ونادت فى نهاية حديثها كل فرد بألا يخاف أو يخجل من المطالبة التوقف عن التدخين، وإذا لزم الأمر فليتجه إلى عمل محضر، وألا يسمحوا بتحول الأمر إلى مجاملة، قائلة: "إحنا معانا الحق، والقانون حجة قاطعة يدين المؤيدين".