فى حلقة مكاشفة ومصارحة غير مسبوقة تنم عن منهج وسطى معتدل من قناة «أزهرى»، استضاف الداعية الكبير الشيخ خالد الجندى، خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع» فى حلقة مساء الجمعة الماضى من برنامج «المجلس» واستنكر خلالها الجندى الهجوم الذى تعرضت له جريدة «اليوم السابع»، بسبب رواية كانت تدافع عن النبى محمد صلى الله وعليه وسلم، قائلا: «أين كان هؤلاء الدعاة قبل أن يقع الناس فى خطأ إهانة النبى عليه السلام؟، لماذا لم يعلموا الناس قدر الرسول ليحاسبوهم فى حالة الخطأ؟». وأضاف الجندى أنه كان الأحرى بهؤلاء الأئمة، الحوار مع الذين أخطأوا مستندا إلى بعض الآيات القرآنية التى تحث على السماحة والحوار، ومنها عندما رفض إبليس السجود لآدم فلم يغضب عليه الله مباشرة وإنما حاوره لمعرفة أسباب عدم سجوده، وأشاد الجندى بالموقف الشجاع الذى اتخذه خالد صلاح رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع» بالرجوع عن الخطأ. وقال صلاح إن اعتذار الجريدة جاء حباً لله ورسوله صلى الله وعليه وسلم، وليس لأى شخص آخر، وأنه صدم مثله مثل أى مسلم، لأنه يعلم مشاعر الناس تجاه مكانة الرسول الكريم، موضحا أنه ما كان موجها لوجه الله أصبح عملا لغير الله بسوء فهم. وكشف صلاح لأول مرة عن انتمائه فى وقت سابق إلى جماعة »الجهاد« التى انتشرت فى مصر خلال التسعينيات، وروى كيف انتمى لهذا التنظيم وحكاياته مع قياداته، وكيف أنه سجن فى سبيل آرائه الإسلامية التى كان يؤمن بها. وقال: ومنذ ذلك الوقت تيقنت أن علينا أن نناضل من أجل أن نعلى هذا الدين وما جاء به، وأنا لا أصدق أن أدان بالإساءة للنبى، مؤكدا أن اعتذار الجريدة جاء حباً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وليس لأى شخص آخر، وأنه صدم مثله مثل أى مسلم لأنه يعلم مشاعر الناس تجاه مكانة الرسول الكريم، موضحا أنه ما كان موجها لوجه الله أصبح عملا لغير الله بسوء فهم. وحيا الشيخ الداعية صفوت حجازى لكونه أول من بادر إلى الحوار واتاحة الفرصة لتوضيح موقف «اليوم السابع» عملاً بقيم الإسلام النبيلة. وأعلن صلاح خلال البرنامج عن مبادرة اندماج بين مؤسسة «اليوم السابع» وقناة «أزهرى» للتضامن والدفاع عن الإسلام وآرائه واعتداله الوسطى فى خندق الدين السمح، وأن «اليوم السابع» ستلتزم بهذا النهج حيال تغطية كل برامج قناة «أزهرى»، بالإضافة إلى وجود مستشار دينى لمراجعة بعض المواد المتعلقة بالدين وفق هذه المبادرة، وأخيراً نشر جميع أسئلة مسابقة العمرة للقناة فى نهاية الشهر على موقع «اليوم السابع». وضمت الحلقة عدداً من الأسئلة المهمة أجاب عنها ببراعة الداعية الكبير خالد الجندى، حيث جاءت إجاباته مركزة وواضحة ولا تحتمل التأويل. ويتميز جمهور قناة «أزهرى» بالوسطية والاعتدال، وتنوعت الأسئلة التى طرحها بين مختلف قضايا الأمة وسبل تمسكها بدينها الحنيف وأسباب تراجعها وانحدارها وكيف نعود إلى مجدنا السابق كما رسخه فينا نبينا الكريم صلى الله وعليه وسلم، وسار على نهجه من بعده الصحابة والتابعون، بجانب دعوات تضامن لأزمة الجريدة ومباركة كبيرة لمبادرة اندماج «اليوم السابع» و«أزهرى» معاً. وأشار خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع» إلى الهجمة الشرسة التى يتعرض لها رسول الله والإسلام على شبكة الإنترنت، مضيفا: أنا أقوم بحظر دخول أولادى على هذه المواقع التى يتصيد المشككون فى الإسلام من خلالها ضعاف النفوس من المسلمين الذين يقومون بالدخول إليها، ويجب أن نقرأ لمفكرين عصريين ومن الكتب الحديثة التى يصعب على شباب الجيل الحالى فهمها، وخاصة أن البعض لا يعرف تاريخ الحروب فى الديانات المختلفة حيث يعتقد المخطئون أن الإسلام، حاشا لله، هو الذى جاء بالحروب، فى حين أن الغرب هو الذى شرع فى الحروب، والحقيقة هى أن الدين الإسلامى هو أكثر الأديان السماوية التى يمكن أن تصل إليها بالعقل. وأثنى الشيخ خالد الجندى على تجربة «اليوم السابع» التى تفرد لكل التيارات من إخوان وأقباط وليبراليين والضغوط التى يتعرض لها الموقع لكنهم يؤمنون بالعدالة فى النشر ومنح الحق لكل الفئات لتعبر عن نفسها. وأشاد الجندى بالموقف الشجاع الذى اتخذه خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع بالرجوع عن الخطأ وبأن الجريدة حرصت منذ صدورها على أن تكون لغتها هى «الحوار» الواعى والعاقل، ولكن هناك خطأ بالنسبة للمؤلف وضع الجميع فى حرج.
