زعم تسيفى مزئيل، السفير الإسرائيلى السابق لدى القاهرة، أن مصر فشلت فى التصدى للخلايا الإرهابية النشطة فى شبه جزيرة سيناء. وواصل مزئيل الذى يشغل حاليا منصب خبير استراتيجى فى مركز "أورشليم" للأبحاث وشئون الإسرائيليين مزاعمه فى حوار إذاعى أجرته معه إذاعة الجيش الإسرائيلى صباح اليوم ، الاثنين "إن شبه جزيرة سيناء مساحتها واسعة وهناك قبائل بدوية لا تحب النظام الحاكم، وهى على خلافات شديدة معه، ومن السهل اندماج واتصال الجهات الإسلامية المتطرفة مثل الإخوان المسلمين وحماس وغيرهما بإحدى هذه القبائل"، مضيفا أن هذا الأمر بالغ الصعوبة والتعقيد للجهات المصرية الأمنية والذين يبذلون ما بوسعهم ولكن الوضع فى سيناء سىء"، على حد زعمه. وأضاف السفير الإسرائيلى السابق "أن الأجهزة الأمنية المصرية تبسط سيطرتها على جماعة الإخوان المسلمين فى المناطق المدنية، ولكن فى سيناء الأمر أصعب بكثير". وقال مزئيل: لا أعتقد أن بدو سيناء هم الهدف الأساسى الذى يعتمد عليه الإرهاب من أجل النمو والتوسع فلا يجب المبالغة، فالبدو موجودون تحت النظام المصرى ويحظون ببعض الميزات فى عدة مجالات مثل البناء والتعليم وأمور أخرى، ولكن هناك أطرافا تعادى النظام المصرى . وتابع مزئيل مزاعمه قائلا: "إنى أرجح أن حماس أو المنظمات الأخرى تدفع أموال لبعض للبدو للقيام ببعض العمليات ، ويرى أن هناك أمرا آخر يقف وراء عدم نجاح الجهات الأمنية المصرية فى محاربة النشاط الإرهابى فى سيناء، وهو عدم رغبة النظام الحاكم والجهات الأمنية فى دخول نزاعات واسعة النطاق فى شبه جزيرة سيناء، لأن سيناء أحد أهم المناطق التى تجذب السياح لمصر مثل شرم الشيخ ورأس محمد، فملايين السياح يصلون إلى سيناء سنويا". وأضاف السفير الإسرائيلى السابق "لذلك أقاموا فى مصر جدارا يحيط بمنطقة شرم الشيخ، بالإضافة للحواجز الأمنية المحيط بالمنتجع، وهم يحاولون بسط السيطرة الأمنية قدر الإمكان، ولذلك لم تقع هجمات تستهدف المنتجعات السياحية منذ وقت طويل، وهذا الجدار يفصل بين المنتجعات السياحية الساحلية وبقية شبه جزيرة سيناء، ولا يكثرون تناول موضوع هذا الجدار فى وسائل الإعلام وهذا الجدار يحقق نجاحا نسبيا"، وأوضح أن النظام المصرى لا يريد أن يدخل فى مواجهة واسعة النطاق قد تصل لوسائل الإعلام، قد تتسبب فى ضرر للسياحة المصرية، فلا يمكن لمصر أن تتخلى عن السياحة والتى هى مصدر دخل رئيسى، فسنويا تدخل السياحة على مصر ما بين 8 إلى 9 مليارات دولار. وقال مزئيل إن الوضع الاقتصادى المصرى يمر بأسوأ فتراته، فمصر تعيش مؤخرا مأزقا خصوصا بعد أن فرضت روسيا حظرا داخليا على تصدير القمح إلى الخارج، وتستهلك مصر كميات كبيرة من القمح فهى لا تزرع ما يكفى من القمح لسد احتياجات مواطنيها من الخبز، ولديهم كثير من المشاكل الأخرى لذلك يبذلون أقل ما يمكن فى محاربة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء. وردا على سؤال عن تأثير محاربة مصر ومكافحتها للإرهاب على الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل من الجهة الأمنية، قال السفير السابق: "لست أدرى هل تملك الأجهزة الأمنية فى مصر أرقاما دقيقة ورسمية بخصوص التغيرات التى حصلت، فبخصوص ما اتفق عليه فى اتفاقية السلام، نحن نعرف بالضبط عدد القوات الموجودة غرب سيناء وعدد الجنود وسط سيناء، وما يتعلق بالجهة الشرقية التى تطل علينا فنحن نعرف أنه توجد قوات شرطة فقط".
