على الفيس بوك قرأت بعض تعليقات البعض من معجبى لبنى عسل؛ مقدمة برنامج (الحياة اليوم) وما لفت نظرى هو تحول بعض من معجبيها إلى عرسان لها، فكل أسئلتهم تنصب على حياتها الشخصية، وهذا لم يحدث مع (لبنى عسل) وحدها ولكن حدث مع كثير من المذيعات والفنانات والمشاهير، فقد يتحول الإعجاب إلى وهم يعيش فيه صاحبه، فيتخيل تلك الفتاة المشهورة هى ملكه وحده، وينسج من وحى خياله قصصا وهمية تجمعه بها أو بغيرها، ويبدأ فى متابعة أخبارها فى كل الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية، ويقع قلبه عندما يسمع أو يقرأ بقرب زواج هذه المذيعة حتى ولو كانت شائعة، فيكتئب ويعاتب صورتها فى خياله وكأنها تعيش معه فى الحقيقة، فأصبح هذا الشخص لا يفرق بين حلم وحقيقة، أصبح لا يدرك المسافة التى بينه وبين هؤلاء المشهورات، أصبحت هذه المذيعة أوتلك الفنانة هى كل أمله فى الحياة، يرفض الارتباط بغيرها، يحتفظ بكل صورها وأحاديثها، يسمع صوتها كأنها تناديه وتتكلم معه، وعندما تنظر للكاميرا فى حديثها داخل البرنامج كأنها تنظر له هو، وعندما تبتسم يطير قلبه خارج محيط ضلوعه من السعادة، وعندما تغيب عن إحدى الحلقات، يغلق التلفزيون ولا يفتحه ويخاصم البرنامج، فهو ارتبط بها عاطفياً بدون قصد، فهذه المذيعة الجميلة التى تخرج على الهواء فى أبهى صورها كل يوم أصبحت حقه الذى لا يقبل أن يشاركه فيه أحد، وأصبحت أغلى أمانيه فى الحياة. ولعلكم تسألون لماذا اخترت المذيعة (لبنى عسل) بالتحديد مثالاً لما أتكلم عليه، ولهذه الحالات المرضية التى أصفها لكم، ولكنى سأجيبكم دون تأخير. أولاً / لأنى قرأت الكثير من تعليقات معجبيها والتى تعدت الإعجاب إلى طلب الزواج والغزل بالعبارات التى تصف جمالها ورقتها و(لدغه حرف السين) التى يصفوها بأجمل ما فيها ثانياً / أن لبنى غير متزوجة وبالتالى فى نظر هؤلاء مشروع زواج مستقبلى ولو على الورق حتى لا يشعرون بالعجز، فأغلب الشباب أصبحت حياتهم أحلاما فى أحلام بعيداً عن الواقع والحقيقة ثالثاً / قرأت عن انخفاض شديد فى نسبة مشاهدة برنامج الحياة اليوم عندما تغيب المذيعة لبنى عسل عن تقديمه، وهذا ليس تقليلا من شأن المذيع شريف عامر ولكنها علامة استفهام وقفت أمامها!! رابعاً / حادثة المذيع إيهاب صلاح الذى قتل زوجته، فقصته بتلك السيدة بدأت بالإعجاب من خلال الشاشة فهى اعتبرته حق لها، وملك خاص لقلبها، فتحركت لتحوّل هذه الأحلام الحبيسة بداخلها إلى حقيقة وأمر واقع فبدأت فى مطاردته حتى تزوجها (والحديث لراوى القصة). وتذكرت أيضاً قصة فيلم للفنان محمود عبد العزيز مع الفنانة إسعاد يونس وكانت تتكلم عن نفس القصة فكان الفنان محمود عبد العزيز مذيع مشهور وكانت إسعاد يونس تطارده وتعتبره حقها، أظن أن اسم الفيلم (المجنونة). نعم لقد أشفقت على المذيعة (لبنى عسل) من كل التعليقات التى قرأتها، حتى وصل الأمر إلى معاكسة أحدهم لها على الهواء خلال استضافتها له، وتدارك الأمر زميلها شريف. وأظن أن هذا لا يحدث مع جميع المذيعين أو الفنانات ولكن مع بعضهن فقط، ممن يجمعون صفات فتاة أحلام الشباب؛ فعندما تكون المذيعة أو الفنانة ترتدى ملابس خليعة أو تتكلم بأسلوب غير لائق، فهذه النوعية لا تجذب الشباب، ولكن الجمال الملائكى وطيبة الطبع والهدوء والتأثر بما تنقله هذه المذيعة من أخبار هو ما يجذب إليها مشاعر هؤلاء، ليتعدى الأمر من مجرد إعجاب إلى حب مرضى. وفعلاً: (لكل مهنة ضريبة لابد أن يدفعها الإنسان)