وصف المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية مشروع القانون الذى تقدم به جون ماكين مرشح الرئاسة الأمريكية السابق وعضو الكونجرس حول دعم الديمقراطية فى مصر بال"مشبوه" والذى يسعى إلى ضرب الأمن القومى المصرى وإحداث وقيعة بين مصر وشركائها محليا وإقليميا وعربيا وإسلاميا، حيث تضمنت مبررات المشروع أن مصر تمثل أمنا قوميا أمريكيا مما يدل على خبث ومكر وسخف شديد ينال من قدر مصر. وأشار المحافظ إلى أن هذا الهجوم غير المبرر على مصر يؤكد أنها مستهدفة وأن كل محاولات البعض لنقد النظام تهدف إلى إهالة المصريين مما يتطلب العمل على الحفاظ على كيان هذا الوطن والوقوف ضد التهديدات لهدمه. جاء ذلك خلال مؤتمر حوار القوى الوطنية الذى بدأ بالأمس بمطرانية شبرا الخيمة ونظمته منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان "الايرو" وحضره المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية والفنان عادل إمام ورجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب. كما شهد المؤتمر مفاجأه حيث انسحب المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية من الجلسات التى عقدت اليوم، السبت، بعد الكلمة التى انتقد رجب هلال حميدة خلالها الأوضاع السياسية فى مصر ورئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف وقال: "توجد أزمة ثقة بين الشعب المصرى والحكومة بعد أن أصبحت من التغيرات الأساسية التى لا تعترف بأن هناك أزمة، وأضاف أن الحكومة تحمل المواطن المصرى أية أزمة وكأنه المخطئ دائما، وأن تلك الأزمة بدأت منذ ثورة يوليو التى أبقت على الاقتصاد الموجه دون الاقتصاد الحر وجاء الرئيس مبارك برؤية جديدة فى الحياة السياسية والاقتصادية ولكنها زادت أزمة الثقة. وقال المستشار عدلى حسين إنه حضر المؤتمر احتراما للكنيسة ولكنه لم يكن يعلم بموضوع المؤتمر، محذرا من تصاعد نبرة هدم الرموز السياسية والتجريح لهم والتى تصاعدت هذه الأيام، على حد قوله، كما هاجم محافظ القليوبية، نجيب جبرائيل منظم المؤتمر واتهمه بإهالة التراب على هذا الوطن،كما هاجم قناة الجزيرة القطرية لحضورها لتغطية أحداث مؤتمر القوى الوطنية قائلا: "إن هذه القناة تفنن فى عداء المصريين وتسرف على إبراز كل ما هو سلبى". بينما قالت علا شوشة الناشطة الحقوقية: "إن عدلى حسين ظن أنه خرج منتصرا، وتساءلت كيف تأتى إلى مؤتمر لا تعرف مضمونه وأنت مسئول كبير؟ وأضافت أن اعتراض حسين على الجزيرة هو تناقض مع دعوته للديمقراطية وحقوق الإنسان. أما الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة فقال: لا أتحدث عن السياسة كثيرا فى حين أن بلدنا بها مشاكل ولكننا بالمقارنة بدول أخرى نجدها هى الأفضل وتمنى مرقس أن يتساوى كل المصريين فى الحقوق دون تمييز، وأضاف انه منذ 32 سنة وهو يعمل فى مطرانية شبرا الخيمة لم يجد رجلا سياسيا مخلصا مثل المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية. وتحدث الفنان عادل إمام سفير النوايا الحسنة لدى الأممالمتحدة لشئون اللاجئين عن المشكلات التى تواجه الفقراء والمطحونين فى العالم بأسره وبخاصة الذين يموتون جوعا أو عطشا من فقراء أفريقيا، مؤكدا ضرورة تنشيط حقوق الإنسان وكفل أبسط الحقوق التى تحفظ لهم الحياة، وتحديدا بتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية ولقمة العيش والمأوى لهؤلاء البسطاء فى كل أنحاء أفريقيا الفقيرة. وقال الفنان عادل إمام "إن مفيش حاجة اسمها "فتن طائفية" لأ مصر بلد الحرية والمسلمين والمسيحيين إخوة وعايشين من زمان نسيج واحد يجمع الاثنان في بلدنا مصر. وأضاف أن من أيام محمد نجيب لم يكن في انتخابات مثلما حدث في عصر الرئيس مبارك وتختار من تريده. و رفض إمام إعطاء أي تصاريح عن عمليات الاختفاء للبنات المسيحيات قائلا: "معرفش الكلام ده" مشيرا إلى أن مصر تعيش حالة من الديمقراطية ومن جانبه أكد نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان وجود أزمة ثقة بين المواطن والحكومة فى مصر بسبب غياب حقوق الإنسان رغم الزعم بأننا من أولى الدول التى تحترم حقوق الإنسان. وأشار إلى أن الحكومة المصرية فقدت روح الابتكار وتحولت لحكومة تسيير أعمال، أو حكومة الأيدى الناعمة بعد أن تحولت الحقوق إلى منح والمسئوليات إلى تكليفات وتوجيهات يصدرها الرئيس مبارك الذى يشعر بالمواطن وسط اهتماماته ومشاغله العديدة. وأوضح جبرائيل أن سبب انهيار المجتمع هو زواج السلطة ورأس المال مما تسبب فى تفشى الفساد الإدارى والمالى والاعتداء على المال العام الذى أصبح واحدا من أهم أكبر الظواهر الأكثر انتشارا، مشيرا إلى أن ذلك لا يرتبط بمستوى الفقر أو البطالة أو الحالة الأمنية لأن جرائم المال العام أصبحت جرائم للصفوة مما تسبب فى تغيير الشكل الهرمى للجريمة. من ناحية أخرى شن جبرائيل هجوما حادا على أداء عدة وزارات فى الحكومة مشيرا إلى أن ما يتم الإعلان عنه من إنجازات لا يعود بتأثير على حال المواطن مشيرا إلى أن الإحصائيات الدولية كشفت أن 22%من المصريين أصبحوا تحت خط الفقر أى ما يمثل 25 مليون مواطن يقل دخلهم عن 7 جنيهات يوميا منتقدا تصريحات د. عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية بأن سبب هذه الإحصائيات هو الأزمة المالية العالمية. وأضاف جبرائيل أن مصر أصبحت أسوأ خامس دولة على مقياس الفقر العالمى وشكك جبرائيل فى إحصائيات وزارة التنمية الاقتصادية بأن التضخم بلغ 10%والبطالة بلغت 9,1% وكذا إحصائيات وزارة المالية بأن حصيلة الضرائب بلغت 127 مليار جنيه ولم ينعكس ذلك على تحسين حال المواطن مطالبا بتوحد كافة القوى السياسية لفض الاشتباك الحاصل فى المجتمع المصرى. وكان رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب قد أكد أن أزمة الثقة بين المواطن والحكومة أصبحت من التعبيرات الثابتة لأدبيات الحوار فى المجتمع المصرى والمعارضة مشيرا إلى أن الحكومة أصبحت لا تشعر بالمواطن وتحمله المسئولية كاملة لتدهور الوضع وتدنى الأوضاع رغم أن الأداء الحكومى هو السبب الرئيسى فى عدم ثقة المواطن فى الحكومة، مؤكدا أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم بل هى أزمة النظام السياسى منذ 1952، إلا أنه آن الأوان لإعادة الصياغة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهة الخلل السياسى فى مصر، حيث إن قيادات من المعارضة والإخوان تعقد صفقات مع الحكومة مما يتطلب أن نكون شركاء فى الوطن لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية المفقودة فى المجتمع المصرى حتى يشعر المواطن بالعدالة ويتم مواجهة الفساد والقضاء عليه.
