تمكن العلماء فى السنين الأخيرة من تحقيق اكتشافات علمية تذهل العقول، كان منها اكتشاف عدد كبير من الموصلات العصبية التى هى عبارة عن مركبات بروتينية موجودة فى دماغ الإنسان، وقد أطلق عليها اسم المورفينات الدماغية أو الإيندورفينات ومن أهم هذه المواد الاندروفين والاينكفالين والداينورفين، وتعمل هذه المركبات بطريقة أبدعها الخالق، بحيث تؤثر على الجهاز العصبى وعمله وعلى مجموعة وظائف هامة مختلفة فى جسم الإنسان وبالتالى على الحياة كلها نذكر من وظائفها: تقوم بنقل التعليمات والأوامر من الخلية العصبية إلى الخلية التى تليها. لها دور هام فى رفع درجة تحمل الإنسان للآلام فهى تمنع أو تخفف الإحساس بالألم تماماً كما يفعل المورفين وتجعل الإنسان أكثر مقدرة على الصبر والتحمل، وهى بذلك تمكنه من الاستمرار فى الحياة دون ألم، وقد اكتشف العلماء فى جسم المرأة الحامل كميات إضافية من المورفينات الدماغية أثناء فترة الحمل وتبين أن كمية هذه المورفينات تزداد أثناء المخاض والولادة مما يجعلها تتحمل الألم بنسبة قد تصل إلى ضعف الحالة الطبيعية وكذلك تمكنها من تحمل آلام الوضع المبرّحة وتعطيها شعوراً بالبهجة والسرور وتجعلها أكثر صبراً وتحملاً أثناء الولادة. لها تأثير قوى على الذاكرة وعلى مقدرة الإنسان العقلية بشكل عام، وهى التى تجعل الإنسان مدركاً لأفعاله وأقواله، كما تؤثر على إمكانية تذكر الماضى والتفكير فى المستقبل. تؤثر على نشاط الجسم وعلى حيويته وعلى العمليات الفسيولوجية المختلفة. لها دور بارز فى إفراز الهرمونات كلها بشكل عام وتؤثر على الهرمونات الجنسية وهرمونات التناسل وعلى تطور الأعضاء التناسلية والجنسية وعلى الرغبة الجنسية تؤثر تأثيراً كبيراً فى شخصية المرء كلها وعلى أفعالة واتزانه وهدوئه أو اضطرابه وخوفه وعدم استقراره على حال. تؤثر على الحالة المزاجية للشخص وعلى سلوكه وتصرفاته وأحاسيسه وهى التى تسبب له الشعور بالسعادة والانشراح والنشوة أو تسبب له الكآبة والحزن. تبين أن زيادة الإندروفينات فى الجسم يؤدى إلى زيادة مقاومة الجسم للأمراض وأن نقصها يؤدى إلى الضعف والوهن وقلة المقاومة. لذلك كله يؤدى نقصها أو فقدنها إلى اضطراب شخصية الإنسان وعقله وتصرفاته لدرجة بعيدة جدا ويسبب بالتالى عدم المقدرة على تحمل الآلام مهما كانت بسيطة ونفاذ الصبر بسرعة، والجزع والخوف من كل شىء، كما يسبب اضطراب الذاكرة والأفكار وينعدم الترابط بينها، ويؤدى إلى الخمول والكسل وضعف المقدرة والرغبة الجنسية وضعف الانتصاب عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء. وقد أثبت الباحثون بالتجربة أن جزيئا واحدا من الاينكفالين له نفس مفعول جزىء واحد من المورفين تقريبا أو أكثر، وتبين أن مفعوله فى تسكين الألم وتهدئة الإنسان وجعله ميالاً للنوم يشابه تماماً مفعول المورفين. والذى يحدث عندما يتناول الإنسان المورفين الخارجى أن الجسم يحصل على ما يحتاجه من مورفينات من المصدر الخا رجى فيتوقف عن إفراز مورفيناته الدماغية الطبيعية، معنى هذا أن المورفين يوقف أو يقلل من إفراز الجسم للأندورفينات الدماغية الطبيعية فإذا انخفض الوارد من المورفين الخارجى عند المدمن فى الوقت الذى يكون جسمه خالياً من المورفين الطبيعى فإنه يصاب باضطراب شديد فى شخصيته وعقله وتفكيره وسلوكه ويشعر بكآبه فائقة وبآلام شديدة. وكذلك فقد اتسعت الأبحاث حول الأمراض العقلية ومحاولة ربطها بنقص فى مادة أو أكثر من هذه المواد الدماغية التى تعمل كموصلات عصبية. تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على [email protected]