هل تذهب إلى عملك وأنت سعيد ومتحمس؟ هل تشعر أن هذا العمل يرضى طموحك؟ هل هذا العمل يلبى احتياجاتك؟ إن كانت الإجابة لا، فأنت ضمن كثيرين ممن يكرهون عملهم ويشعرون أنهم يذهبون للعمل رغما عنهم. انظر إلى من هم دونك: كم من أناس لا يعملون ويتمنون لو كانوا مكانك، كم من شخص لم يحصل على مثل الوظيفة التى حصلت أنت عليها. لا تنظر إلى من يتمتع بوظيفة أفضل، ولكن انظر إلى الكثيرين الذين سبقتهم، ليس بالضرورة أن تكون أكبر مدير ولا أن تكون أغنى إنسان.. هناك ملايين أقل منك دخلا ووظيفة.. وربما تكون سعيدا وأنت موظف صغير وتفقد هذه السعادة وأنت مدير كبير. لا بد أن تقوم بإعادة تقييم الأمور: هل ما لا يُعجبك فى العمل هو حقاً أمر كبير، أم أنه أمر بسيط ولكنك عظَّمته؟ هل هناك جوانب إيجابية كثيرة أغفلتها؟ هل يمكن أن تنظر إلى الأمر من زاوية إيجابية؟ إن كنت متضايقاً من كثرة العمل، فهل يمكن أن ترى الجانب المضىء وهو أنك تكتسب خبرات كثيرة وأن هذا يساعدك فى تطوير مستقبلك المهنى؟ إن كنت محبطا من عدم تقلدك لمنصب أعلى، فهل يمكن أن تنظر إلى الجانب المضىء وهو أنك غير محمل بمسئوليات مزعجة وأنك تنام مرتاح البال؟ إن كنت متضايقا من زملائك فى العمل، فهل يمكن أن تنظر إلى الجانب المضىء وهو اكتسابك لخبرة التعامل مع أشخاص غير مريحين؟ يقضى كل منا قرابة ثلث حياته أو يزيد فى عمله، فدوام يومى قرابة 8 ساعات، إضافة إلى ما يحتله عملك من وقت- خارج نطاق العمل الرسمى- من تفكير وحديثك سواء مع الزملاء أو الأصدقاء أو الأهل، وبالطبع هذا الوقت الكبير الذى يحتله العمل فى حياتنا سيؤثر فى حياة كل منا– سلبا أو إيجابا- بحسب ما إذا كان كل منا يحب الوظيفة التى يقوم بها أو لا؟ وهذا يتوقف على ما إذا كانت تلك الوظيفة تناسب شخصيتنا وإمكانياتنا ومهاراتنا وتفكيرنا واهتماماتنا وقيمنا. وغالبا ما يسعى كل إنسان منذ البداية لأن يبحث عن هذا التوفيق من خلال انتقاء الوظيفة التى تناسبه ويجد فيها نفسه، ولكن فى المقابل قد تضغط ظروف الحياة نفسها على الإنسان فيقبل بأى وظيفة قد لا تتوافق مع طموحه. حينها أمامه طريق من اثنين.. إما أن يظل يشعر بقهر الظروف وضغوط الواقع دائما، فحينها سيكون الفشل هو النتيجة المنتظرة وبالتالى الإقالة أو الاستقالة، ناهيك عما يكلف هذا أى مؤسسة من ضياع للوقت والجهد والمال، أما الطريق الثانى فهو أن يحاول أن يتكيف مع الوظيفة الجديدة ويدير بوصلة طموحه قليلا ليستطيع أن يوفق فى عمله، ومن الذكاء أن يعتبر الشخص أن حصوله على تلك الوظيفة ليس نهاية المطاف، ولكنه جسر تعبر من خلاله لما تريد الوصول له فى حياتك المهنية، دون أن يعنى هذا عدم اهتمامك بالعمل، بل بمعنى أن تنظر للنصف المملوء من الكوب، فمثلا يجب أن تدرك أنك تقوم بإضافة تجارب وخبرات جديدة لسيرتك الذاتية تجعلك تبدو شخصا ذا خبرات متكاملة ومتعددة.