أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التناقض بين المواقف الأمريكية حول سبل حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، حيث نشرت الصحيفة اليوم الأربعاء، تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى توقع فيها بدء المباحثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء مدة وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية بنهاية شهر سبتمبر المقبل، فى حين نشرت الصحيفة فى اليوم الذى سبق لقاء نتنياهو وأوباما تحقيقا استقصائيا كشفت فيه أن أموال التبرعات المعفاة من الضرائب فى الولاياتالمتحدة تستخدم فى مساعدة مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية. وكشفت الصحيفة أن هناك أربعين جمعية أمريكية على الأقل تمكنت من جمع أكثر من مائتى مليون دولار فى شكل هبات لمستوطنات يهودية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال السنوات العشر الماضية. وأضافت الصحيفة أنها تتبعت مسار تلك الأموال بعد اطلاعها على سجلات حكومية فى الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأظهرت تلك السجلات أن معظم الأموال تذهب لمدارس وكنائس يهودية ومراكز ترفيه وما شابهها من مشروعات يبيح القانون الإسرائيلى الصرف عليها. وذهبت نيويورك تايمز إلى أن بعض تلك الأموال تستغل أيضاً فى شراء مواد مشكوك فى شرعيتها، كالمساكن وكلاب الحراسة والسترات الواقية من الرصاص والبنادق وسيارات تأمين المستوطنات المقامة فى عمق الأراضى المحتلة. يأتى ذلك فى الوقت الذى أبدت فيه الصحيفة تفاؤلا بالجدول الزمنى الذى وضعه أوباما لمباحثات السلام بين الجانبين، مضيفه أنه يعكس "تحولا واضحا فى النهج الذى تتبعه الإدارة الأمريكية مع إسرائيل، خاصة بعدما سادت العلاقة بينهما احتقانات عديدة منذ تولى الرئيس أوباما لمقاليد الحكم فى يناير من العام الماضى". وخلصت الصحيفة إلى أن جلسة واحدة فى البيت الأبيض لن تحل خلافات سياسية عميقة حدثت خلال العام ونصف العام الماضيين، وربما يتمكن القائدان من إحراز بعض التقدم الملموس فى الشهور المقبلة، خاصة وأن صبر الرئيس أوباما بات محدودا بسبب عدم تحقيق أى تقدم فى عملية السلام.