من منا لا يحب وطنه، من منا لا يريد أن يرى وطنه فى المقدمة، من منا لا يغضب عندما يساء إلى وطنه، من منا لا يقدم كل ما هو غالى ونفيس من أجل وطنه، فإذا كان جوابنا جميعا نعم كلنا نحب أوطاننا وكلنا على استعداد أن نضحى من أجلها بالمال والأولاد وحتى بالأنفس، كلنا فى خدمه أوطاننا ونهتز فرحاً عندما نجدها فى تقدم، انظروا إلى جوابنا نحن نقدم أولادنا والغالى ونكون فخورين بهم إنهم أعطوا ودافعوا أو حتى استشهدوا فى سبيل رفعة الوطن، لنعيد اكتشاف أنفسنا ولنبحث من داخلنا على الحب الفطرى لأوطاننا فى ظل هذه التناقضات ولنقل اننا سوف نعطى لوطننا ساعة، لا نبخل عليه فهو أحق بها لنرى ما نحلم به واقع أمامنا. فليعطى الفلاح فى حقله والعامل فى مصنعه والتاجر فى تجارته والطالب فى مهمته والكل فى مكان عمله، ولنقول إننا إذا كنا نعمل 8 ساعات فلنجعلهم 9 ساعات وإذا كنا نعمل 11 ساعة فلنجعلهم 12 ساعة، هى ساعة واحده بصدق وإخلاص ولنجعلها ساعة عمل لتقدم وطننا ونجعلها لوجه الله، إلا يستحق وطننا أن نعمل من أجله، ألا تحتاج بلدنا إلى الكثير والكثير، ونصيحة لنفسى ولكم لا تنظروا إلى الآخرين وتقول نحن فقط الذين سوف نعطى والآخرين لا يعطون، أقول لك أعطى أنت ولا تنظر لغيرك، إن فعلنا هذا فان الغالبية العظمى سوف نجدها تعطى، وعلى سبيل المثال لو أن والداك احتاج إلى أى شىء وأنتم أخوه هل سوف تقول لماذا أنا، هل سوف تتأخر عليهم فى شى، ولنكن على يقين أن من لا يعملون ويسرقون هم من يثبطون الهمم ولا يريدون أن ينهض الوطن ويبقى فى مقدمة الأوطان، لأن قوتهم مستمدة من ضعفنا واستفادتهم مأخوذة من غفلتنا، إذا فلنقولها ولنعملها وطننا يحتاج إلى ساعة من كل واحد منا لتجعله فى المقدمة، ولتجعلنا نأكل من أرضنا لا نتسول طعامنا، ولتجعلنا نرى عبارة صنع فى مصر فعلا ليس شعار فى كل مكان، ولنجد علومنا واكتشافاتنا وأبحاثنا فى كل مجال حتى لا نتخلف عن الآخرين، لا بل نريد أن نسبقهم فعل وليس قول، وأخيراً لا نريد أن يتحجج البعض ويقول كلامًا جميلاً، لكنى أنا فى مصنع أو ما شابة ولا اقدر أن أعطى من تلقاء نفسى ساعة أو انقص ساعة، فنقول له اعمل الساعة فى شىء يستحق أن نتقدم فيه، على سبيل المثال زراعة فواكه وخضروات للبيت أو مساعدة محتاج أو قراءة كتاب أو ترجمه أشياء أو مناقشة أشياء نافعة وتفيد المجتمع، المهم الشىء الذى تفعله عندما تسأل نفسك سؤال عنه هل استفدت بعد هذه الساعة أنا أو غيرى؟ إن وجدت الإجابة نعم لقد استفاد اى منا أو استفاد مجتمعنا، فجوابى لك: أنت الآن تحب وطنك أنت الآن وطنى بمعنى الكلمة، فان الوطنية ليس شعارات وكلمات وخطب، إنما الوطنية أفعال وتضحيات، فلنعط ساعة من أجل وطننا هو الآن أحق بها من أى وقت آخر، لنسعد ويسعد أولادنا من بعدنا.