قللت صحيفة "ذى تليجراف" البريطانية، من احتمالية أن يتسبب حادث إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية فى انزلاق موسكو والغرب إلى حرب عالمية ثالثة؛ بيد أنها أكدت أن هذه الحادثة لا تزال تظهر مدى خطورة الأزمة السورية على العالم بأسره. وأوضحت الصحيفة البريطانية -فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء- أن "الإسقاط الواضح" للطائرة الحربية الروسية، التى قالت تركيا إنها انتهكت مجالها الجوى رغم تحذيرها عشر مرات، يعد لحظة خطيرة على نحو استثنائى فى الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات. ولكن فى سياق العلاقات الدبلوماسية الدافئة مع موسكو والمخاطر غير العادية للتصعيد، فمن المحتمل أن يتحرك حلفاء تركيا الغربيون بأقصى درجات الحيطة والحذر، بحسب الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن حادثة كهذه كانت ستحدث لا محالة ولا مفر من ذلك على الأغلب؛ فتركيا كانت قد اشتكت فى مطلع أكتوبر الماضى من الانتهاكات الجوية المتكررة للطائرات الروسية، ودعت حزب شمال الأطلسى (ناتو) إلى إعلان اعتراضه. وفى وقت لاحق من الشهر نفسه، أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية كما اعتقدت، قبل أن يتضح أنها طائرة روسية بدون طيار، وأنه مع ازدحام الطائرات الحربية متعددة الجنسيات فى سماء سوريا (تشمل طائرات روسية وسورية وأمريكية وفرنسية وبريطانية وكندية)، ووسط اقتراب طائرات روسية من أخرى أمريكية فى الأجواء السورية، كانت هناك دائما احتمالات لحدوث أزمة وشيكة. وقالت "ذى تليجراف" أن هذه المرة ليست الأولى التى يتم فيها إسقاط طائرة روسية عن طريق طائرات أمريكية الصنع، أو العكس، بدون إثارة مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة. وأعادت للأذهان إسقاط باكستان لطائرة سوفييتية باستخدام طائرة أمريكية الصنع فى أواخر الثمانينيات خلال الحرب الأخيرة فى أفغانستان، وأعادت للذاكرة إسقاط طائرة (أر يو-8 سيمينول) التابعة للجيش الأمريكى فوق أجواء أرمينيا التى كانت حينئذ تابعة للاتحاد السوفييتي.. وغيرها من الحوادث الأخرى المشابهة، مشيرة إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها إسقاط طائرة حربية روسية عن طريق دولة عضو فى الناتو منذ انتهاء الحرب الباردة. ولفتت "ذى تليجراف" إلى أنه رغم إصرار تركيا على أنه من حقها إسقاط أى طائرة تنتهك مجالها الجوى بعد حوادث متكررة الشهر الماضي، إلا أن أن حلفاء تركيا فى الناتو سيرغبون فى التركيز على الحد من تصاعد التوترات مع روسيا. وتساءلت الصحيفة بقولها "ما الذى ستقوم به روسيا؟.. مجيبة بقولها "مثل أى زعيم، سيتعرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لضغوط كبيرة للرد على هذا الهجوم. ولكن من المحتمل أن تسمح مزاعم روسيا المتصلبة التى تقول إن طائرتها كانت فى المجال السوري، بالتوصل إلى تسوية لحفظ ماء الوجه، وذلك من خلال صب بوتين غضبه على المعارضة السورية بدلا من توجيهه إلى تركيا. ومع إصرار المتحدث باسم الكرملين على أن الطائرة أسقطت من الأرض، فسيكون لذلك تأثير مهدئ للموقف".