أكد د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مصر لم تجر فيها منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن انتخابات نزيهة ولو مرة واحدة، وأعتبر أن جميع الانتخابات كانت مزوَّرة ولا تعبر عن هيئة الناخبين، ولا تسفر إلا عن التأييد الساحق لمرشحى الحكومة، سواء كانت الانتخابات تشريعية أو محلية، ذلك رغم أن مصر عرفت الانتخابات البرلمانية وتداول السلطة فى ظل دستور 1923. وأوضح بديع فى رسالته الأسبوعية بعنوان "إرادة الأمة بين التزوير والتعذيب" أن اللجوء إلى التزوير عادة ما يسبقه انحراف تشريعى بإصدار تشريعات تنظم الانتخابات وتخالف الدستور، وتهدف هذه التعديلات إلى استمرار الحزب الحاكم فى السلطة، ضاربا مثلا بما حدث بتعديل المادة 76 من الدستور، وما ترتب عليها من إهدار إرادة الناخبين وإهدار مبدأ تكافؤ الفرص، ومنع المواطنين من إبداء الرأى، وانتشار النفاق والكذب فى مجتمع المثقفين، وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار السلبية واللجوء إلى العنف، لذلك فالمجالس سواء المحلية أو البرلمانية أو الشعبية غير شرعية، على حد قول بديع، مما يطعن فى شرعية النظام الحاكم بل النظام السياسى بأكمله. واستعرض المرشد العام للإخوان بعض المواقف، مثلما حدث فى انتخابات 2005، والتى انتهى الأمر بقتل أربعة عشر مواطنًا فى سبيل التزوير، ولم يحرِّك أحد ساكنًا، مشيرا إلى أنه لو كان هذا فى بلد آخر لقامت الدنيا ولم تقعد. وأشار بديع إلى استغرابه من موقف أمريكا التى انتقدت التعذيب فى مصر فى وقت أقامت سلخانات التعذيب فى أفغانستان والعراق وفى سجون جوانتانامو. وانتهى بديع إلى أن الحرية السياسية ليست إلا فرعًا لأصل إسلامى عام هو حرية الإنسان، وللأمة حرية اختيار حاكمها، ومن حقها أن يشاورها فيما يريد تنفيذه فيما يتعلق بشئونها ولا تكون قرارات الحاكم فردية، أو غير موافقة لرأى الأمة وللأمة الحق فى مراقبة الحاكم ومحاسبته على أعماله وأعمال معاونيه، مناشداً الأمة أن تبادر بالذود عن حقوقها واستعادتها من أيدى مغتصبيها وأن يقوموا على حراستها من المتربصين بها، ويعلموا أنها ليست منحة من بشر يحق له أن يسلبها منهم أو يهبها إياهم، وحينئذ نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح للقيام بدورنا. وقال بديع إن الإسلام حرّم إيذاء الإنسان دون ذنب وصان كل حقوق غير المسلمين بشكل قاطع، مشيراً إلى أن أمريكا عاشت تجربة التفرقة العنصرية فى الستينيات، إلا أن السود استطاعوا أن يحصلوا على حقوقهم، بل واستطاعوا أن يكون لهم أول رئيس أسود فى تاريخ أمريكا لأن هناك آلية للوصول إلى الحق وهى الانتخابات، كما أن هناك حرية الاختيار بدون تزوير وتزييف، وإذا كانت الحرية فى الغرب تتحلل من كل القيود، فإن الحرية فى الإسلام
