تعرفنا بالأمس على أحداث أول يوم من تجربة ياسمين وكريم ومصطفى، روت لنا ياسمين تجربتها مع مارسيل الألمانية حول الأقليات التركية، وتجربة المخدرات بهولندا وكيف أنها تجربة ناجحة لديهم، كما روى لنا كريم تجربته ونقاشه مع صديقه الهولندى نيلز حول فيلم " فتنة " المسىء للإسلام، وعرفنا أيضا من مصطفى كيف تغيرت صورته النمطية عن الألمان، وعرف أنهم شعب منضبط ومنظم، يتسم بالطيبة. ولندخل اليوم تجربة جديدة مع ياسمين وكريم ومصطفى ونعيش معهم يوم جديد، وأجواء جديدة. تروى ياسمين تفاصيل يومها الثانى الملىء بالمغامرات والمفاجآت، تقول: "فى اليوم الثانى من رحلتنا بهولندا بالتحديد يوم 17 مايو 2009، استيقظت فى الصباح الباكر، اتجهت بعدها لورشة العمل المقامة فى الفندق، و قمنا فيها ببعض المناقشات والأنشطة المختلفة، بعد أن انتهينا من الورشة قررت أنا وفيدات، صديقتى من تركيا استغلال وقت الفراغ المتاح لنا، فقمنا بزيارة متحف العلوم الطبيعية، ذهبنا لزيارة مسجد الجامع الأكبر مسجد ببروكسل، دخلت فى البداية فيدات للصلاة، وعند باب الدخول سألتنى "هل ستدخلين أم تنتظرى فى الخارج؟ " وجدت نفسى أقول له بدون تردد أننى سأدخل بالطبع، فتوضأت وقمت فصليت العصر، بعد الصلاة جلست أذكر الله قليلا، فذكرنى هذا الموقف وقتها بأحلى أيام قضيتها فى مكة والمدينة، حيث كنت أؤدى العمرة فى شهر رمضان عام 2004 وعندما قمت بأداء العمرة فى شهر رمضان لم أكن أتوقع أن تكون أول مرة أقوم بذلك منذ حوالى 3 سنوات تكون فى بروكسل، فكانت أول مرة أصلى فيها منذ ثلاث سنوات فى المسجد الجامع ببروكسل، فكان لتلك الواقعة أثر كبير على معتقداتى حيث جعلتنى أشعر بأن الإسلام داخلى له مكانة كبيرة، فأدركت أن الإنسان ليس جسد وعقل فقط بل روح كذلك، روح تحتاج إلى تغذية. تكمل ياسمين تفاصيل يومها الثانى قائلة: "علمت فى المساء أن اليوم الثالث من البرنامج سيكون فى أمستردام، فوجدتها فكرة رائعة لزيارة حى الضوء الأحمر بأمستردام، لكى أرى بنفسى كيف يكون الحال فى منطقة الدعارة فيها قانونية، فقبل أن أذهب لهولندا كنت أكتب مشروع تخرجى حول حقوق المرأة فى إندونيسيا فى الجزء الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وخصصت جزءً كبيرا لمشكلة الدعارة فى إندونيسيا رغم أنها دولة إسلامية إلا أن معدلات الاتجار فى البشر والدعارة عالية جدا". كان يوم كريم الثانى ملئ بالنشاطات والتفكير أيضا، فكان أشبه بيوم تحليلى، يروى كريم تفاصيل يومه الثانى، فيقول: "أعجبنى جدا انعقاد النشاط الرسمى لربط الهوايات والدراما الاشتراكى، فقد كان مرحا وممتعا للغاية وكاسر للحواجز، كما جعلنى مهتما بالتعرف على المشاركين الآخرين من عدة دول مختلفة، أنه الفضول الذى يخص ثقافتهم، حياتهم، معتقداتهم وأفكارهم، فنحن فى مصر نعتقد أننا على علم بالحياة فى الغرب وهذا لأننا نتعرض لوسائل الإعلام الأمريكية والغربية، إلا أن النشاطات فى الدراما الاشتراكية جعلتنى أعتقد أن معظم ما أعرفه عن الغرب هو معرفة سطحية، وأنه على أن أغوص أكثر فى أعماق المعرفة. "بعد إجراء هذا النشاط توجهت للغذاء، فأتت الفرصة لكى أتحدث مع محمد، وهو هولندى من أصل تركى، روى لى محمد أثناء الغذاء مقارنة طريفة حول الغذاء فى هولندا وتركيا، فقال: "إذا كنت فى منزل صديق تركى وحان وقت الغذاء، فأصحاب البيت سيدعونك بالتأكيد للغذاء معهم، أما إذا كنت فى منزل صديق هولندى وجاء وقت الغذاء، فإنهم سيدعونك لزيارة مكان آخر حتى ينتهوا من طعامهم. فمن خلال هذه المقارنة وجدت شيئا هاما وهو أن هناك فرقا كبيرا بين المجتمع التركى، والمصرى القائم على الأسر والمجتمع الهولندى القائم على الفرد بذاته، فمحمد يعمل مصمم جرافيك يحصل على راتبه شهريا من جامعته، أما فى مصر أحصل على راتب شهرى من أسرتى، وعلمونى أفضل تعليم وحصلت على دعم من أسرتى، عكس محمد المعتمد على نفسه". أما تجربة مصطفى فى اليوم الثانى من البرنامج فقد كانت شيقة جدا، يروى مصطفى تفاصيل يومه الثانى قائلا: "بعد أن قمنا بالنشاط فى الصباح، وأثناء الغذاء بدأت نقاشا مفتوحا حول نظام الخدمة العسكرية فى البلاد التى جئنا منها، فطرحت وجهة نظر خاصة بى، وهى أن تبدل الخدمة العسكرية بالقيام ببعض الأعمال الاجتماعية، فحدث نقاش بينى وبين توماس من ألمانيا الذى أخبرنى بأنه لا يجب أن يكون الالتحاق بالخدمة العسكرية إجباريا حيث أنه من الممكن أن يكون المواطن أو المواطنة غير لائقين لأداء الخدمة، ولابد من وجود طريقة بديلة لخدمة البلد وعلى نفس المستوى، وقد كنت مقتنعا بكلامه تماما، وتمنيت أن يتم تطبيق ذلك فى مصر". ويكمل كريم كواليس حديثه مع توماس أثناء الغذاء، يقول: "كان هناك نقاش آخر مع توماس حول كيف أن حياتنا قريبة التشابه وكيف أن ذكريات كل منا فى بلده قريبة التشابه من الآخر، يبدو أن تشابهاتنا أكثر بكثير من اختلافاتنا كانت ذلك بمثابة مفاجئة لى لأننى كنت متوقع أن أراهم مختلفين تماما لكونهم من الألمان والمعروف عنهم أنهم الجنس الأكثر انضباطا وتنظيما على وجه الأرض على عكس المصريين تماما. انتظرونا غدا