"نفسى الحكومة تحس بيا وتوافق على منحى شقه فى منطقة تتوافر فيها المياه والصرف الصحى علشان أحس إنى بنى آدم".. هكذا بدأ عم سيد هيكل أحد سكان منطقة تل العقارب فى حى السيدة زينب، حديثه للكشف عن معاناة 8 أشهر من التنقل بين وزارتى التضامن والإسكان لمتابعة الطلب الذى تقدم به بخصوص توفير شقة فى إحدى المناطق تتوافر فيها مياه نقية وصرف صحى، وهى الخدمات التى تفتقر إليها منطقى تل العقارب التى يسكن فيها حاليا فى عقار آيل للسقوط. الرجل الخمسينى العمر الذى ينتمى إلى فئة العمالة غير المنتظمة حيث يعمل "بائع ولاعات"، يعانى من إعاقه واضحة فى أحد قدميه تمنعه من السير بسهوله إلى جانب تورم إحدى عينيه وظهور أعراض الضعف على جسده بسبب الأمراض التى زحفت عليه نتيجة التلوث وتراكم القمامة فى شوارع هذا الحى، يقول عم سيد: "أسكن فى منطقة تل العقارب منذ 40 عاما والتى تعانى من انعدام الخدمات سواء من مرافق أو صرف صحى أو مياه نظيفة وهو ما يدفع السكان إلى السير ما يقرب من محطتى أتوبيس للحصول على مياه نقيه سواء للشرب أو للأغراض المنزلية الأخرى. وتابع قائلا: رغم أن الأزمات السابقة ليست بجديدة على أهل المنطقه الذين اعتادوا على سماع التصريحات الورديه من الحكومة بخصوص تطوير المنطقة وإنهاء معاناة السكان هناك ولكن ما دفعنى إلى التقدم لمحافظة القاهره للحصول على شقه بديله هو أن العقار الذى أقيم فيه حالياً آيل للسقوط بعد ظهور العديد من التصدعات به". كان التوجه إلى محافظة القاهره هو بداية رحلة استمرت لأكثر من 8 أشهر قطعها عم سيد بين مكاتب الموظفين فى الوزارات المختلفة دون الوصول إلى نتيجة وهو ما يرويه بقوله" فى البداية تقدمت إلى محافظة القاهره للحصول على شقة والتى قامت بدورها بتحويل الطلب إلى وزارة التضامن التى أرسلت لجنه للتأكد من أحقيتى للشقة وهو ما أقرته اللجنة وقامت بإرسال تقرير بذلك إلى وزارة الإسكان يتضمن توصيه بسرعة تسليمى الشقة نظرا لحاجتى الشديدة لها، خاصة مع افتقاد المنطقة إلى المرافق الأساسية وخوفاً من تصدع العقار بعد أن شاهدت اللجنة العديد من التصدعات به". "فوت علينا بعد 15 يوما" هى الإجابة التى يتلقاها عم سيد على مدار أكثر من 3 أشهر من اللجنة السابقه من قبل موظفى وزارة الصحة والإسكان دون مراعاة لظروفه الصحية أو الخطر الذى ينتظره وهو الموت أسفل العقار وهو ما يعبر عنه بقوله" مش عارف أقول لهم أيه علشان يوافقوا على منحى الشقه أكثر من إنى مهدد بالموت".
