سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. رواد التواصل الاجتماعى يعرضون غرق عدد من الدول ويقارنون بين تصرف مسئوليها ومسئولى الإسكندرية.. ويؤكدون: الدول المتقدمة تستطيع حماية مواطنيها.. وخبير أرصاد: خمس خطوات لتجنب ما حدث مرة أخرى
لم يكن ما حدث فى الإسكندرية مجرد حادثة عارضة لسيول وأمطار مصاحبة لفصل الشتاء بالمحافظة، لكن من الممكن أن نسميها بشكل أو بآخر "كارثة" خلفت وراءها قتلى ومصابين. ويعود هذا بنا إلى السؤال، هل مصر مستعدة للتعامل مع هذا النوع من المشاكل؟، وهل تتعرض الدول الأخرى لمشاهد مشابهة؟، وما هى الخطة المفترض أن توضع للتعامل مع الوضع. البداية مع صور تداولها عدد من رواد الموقع الاجتماعى "فيس بوك"، تظهر السيول والفيضانات فى دول أخرى من العالم، وتظهر فيها معالم الغرق الواضح للبلاد، ولكن هذه الدول تمكنت من حماية مواطنيها. فرنسا وإيطاليا تحمى مواطنيها بإجراءات احترازية رغم الاختلاف الواضح بين الموقفين فما حدث فى مصر كان مجرد أمطار تحولت إلى كارثة وخلفت قتلى ومصابين، فى حين أن ما يحدث فى الدول الأخرى فيضانات وعواصف، والتصرف معها من قبل المسئولين يكون مختلف فى الغالب. لم تتوقف تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعى عند هذه النقطة، ولكنها تطرقت أيضًا للأمطار فى الماضى، وما كان يحدث فى التعامل معها ونشروا صورًا توضح الأمطار فى الإسكندرية منذ عام 2009، وتوضح أن ما حدث هو أمر متكرر يحدث كل عام. الصور تضمنت حادث فيضان كالغارى عام 2013، فى كندا، والذى أدى إلى غرق المدينة فى السيول بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة أدت إلى فيضانات كارثية وانزلاق الأراضى، وانقطاع التيار الكهربائى. وقام عمدة المدينة وقتها بدعوة حوالى مائة ألف شخص إلى إخلاء المنطقة، كما قامت الفرق الأمنية بإجلاء حوالى عشرة آلاف شخص كانوا عالقين، بعد أن غمرت مياه الأمطار مناطقهم السكنية. وأعلنت السلطات الكندية وقتها، حالة الطوارئ فى حوالى عشرين بلدية من بلديات كالغارى، وقام حوالى ألف ومائتى جندى وعشرة مروحيات تابعة للجيش الكندى بالإشراف على إجلاء السكان العالقين فى الجهات المعرَّضة للأخطار. كما عرض رواد "فيس بوك" أيضًا عددًا من الصور لإعصار مدينة فينسيا الإيطالية عام 2012، حيث غمرت المياه وقتها نحو ثلثى مساحة مدينة البندقية، وسبح السائحون فى ميدان "سان مارك" الشهير، وأعلنت السلطات المحلية وقتها أن 70% من البندقية غرقت فى المياه التى غمرت المنازل والمتاجر والقصور. وقامت الحكومة الإيطالية ببناء سد ضخم لتجنب مثل هذه الكوارث التى تصيب البندقية، يتكون من 78 سدداً متحركاً يبلغ طولها مجتمعة 2 كيلو متر. تاريخ فيضانات إسكندرية بالعودة للتاريخ وحوادث مماثلة مرت بها الإسكندرية فكانت أكبر الكوارث التى شهدتها المحافظة، ما أطلق عليه زلزال "كريت" عام 365. فوقع الزلزال فى كريت وأثر على مناطق كاملة على البحر المتوسط ومنها الإسكندرية، وتبعه موجات تسومانى، وتسبب فى غرق مناطق بأكملها تحت مياه البحر المتوسط. خمس خطوات لحماية الإسكندرية من الغرق حول كيفية التعامل مع حوادث مماثلة فى الفترة المقبلة وكيف تجنب تكرار مشاهد مماثلة، يقول الدكتور محمد محمود عباس الرئيس السابق لهيئة الأرصاد، إنه لابد من الاهتمام بالدراسات المناخية، التى أعدها علماء المناخ والأرصاد، إضافة إلى الاستفادة والتنبؤ المستقبلى التى تصدره الهيئة العامة للأرصاد، وهو تنبؤ لمدة خمسة أيام. وأضاف عباس، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أنه لابد من الاستفادة بكميات الأمطار الهائلة، والتى لا يتم الاستفادة إلا بحوالى 15% منها، إضافة إلى تطهير المصارف والبالوعات الحالية. وطالب الرئيس السابق لهيئة الأرصاد بإنشاء شبكات جديدة لصرف مياه الأمطار، وتجميعها فى أحواض للاستفادة منها فى رى المحاصيل، وكذلك للاستفادة منها فى المحاصيل بالمناطق الصحراوية بدلاً من صرفها على شبكات الصرف الصحى وإضافة عبء عليها. وأكد عباس على ضرورة الاهتمام بمخرات السيول وتطهيرها الدائم، وتجميع هذه المياه فى آبار أو أحواض للاستفادة منها طوال العام، مشيرًا إلى أن مشاكل من هذا النوع تحدث كل عام فى الإسكندرية، لكنها زادت هذا العام مع عدم وضع خطة من قبل المحافظ أو المحليات المسئولة عن ذلك.