يأتى إلينا فى كل موسم انتخابى بمندرة العائلة مرشحون من كل فج سواء كانوا مرشحين بالنظام الفردى أو القوائم، وأجد قريتى على موعد انتخابى واهتمام مؤقت منقطع النظير من طرف المرشحين. يحملون إلينا وابل من الوعود الزائفة، وكل الأحزاب والقوائم الانتخابية اعتبروا الصعيد خزان أصوات يدفعهم للفوز بنسبه معتبره فى مقاعد البرلمان، لينفض المولد الانتخابى ولا نرى شيئاً من الوعود الا الذكرى القبيحة، هذا يحدث بعد أن ظننا انه سيتغير وسنودع حلقات الكوميديا السوداء المكملة للمسلسل الهزلى بعد الثورة، لكن يبدو أننا كنا واهمين لقد أصبح المواطن حائراً أمام وعود متشابهة لا فرق بينها الا فى اختلاف توقيت زيارة المرشح للمندرة. رأينا مرشحين فى قوائم الصعيد لم نسمع أنهم زاروا الصعيد من قبل وإن زاروه كان فقط من اجل قضاء اسبوع استمتاع بفصل الشتاء، فكل من يدعى انه صعيدى وهو يعيش بالقاهرة منذ عقود فهو مخادع لانه لا يعرف عن الصعايدة شىء من المعاناة، فهل هو يشعر بنسبه الفقر التى تجاوزت ال 60 %، أو نسبة الأمية والبطالة أو آلام الفلاح أو آلام الغربة، نعم يعرفها، فقط من اجل استغلالها فى الدعاية الانتخابية واللعب على وترها، وانه سيكون منقذ الصعيد من فقره، على اساس انه يمتلك مفتاح الحياة لتنمية الصعيد. لقد اصبح الصعيد مهجورا لهجرة ابنائه الذين يخرجون أو يفرون هاربين على حد قول بعضهم للبحث عن لقمة العيش فى اى مكان مهما كان. يذهبون لليبيا والسعودية والكويت والإمارات وغيرها من البلدان العربية والأجنبية فقط للبحث عن مصدر رزق بعد أن ضاقت بهم الدنيا فى بلادهم، والكثير منهم عادوا قبل أن تقتلهم داعش فى ليبيا. لقد جاءت الانتخابات فى الصعيد محملة بأطنان من الوعود.. فعليكم يا صعايدة الا تصدقوهم من خلال الكلام المعسول الذى يصيب بالتخمة الكلامية، ليس معنى هذا أن تقاطع الانتخابات، لكن ادعوك فقط يا صعيدى أن تختار بعناية وصدق، بدون تاثير للقبلية التى تغلغلت فى العقول بان تقول هذا ابن قبيلة فلان وذاك ابن قبيلة علان ولا تختار بشعار ( انصر ابن قبيلتك)، نحن نحتاج من يمثلنا بصدق وينقل الهموم والألم لكل مصر ويشرع قوانين تحقق لنا ما لم يحققه الأف المرشحين خلال العقود الماضية. أن الاستثمار فى الصعيد يحتاج إلى قرارات وليس شو إعلامى، فالصعيد لم ينل حقه من حجم الاستثمارات الكلية فى مصر ولا من مشروعات البنية الأساسية أيضا، فالتعليم متراجع والرعاية الصحية سيئة للغاية، وتكفى جولة واحدة من وزير التربية والتعليم ومعه وزيرة الصحة ليتفقدا الخدمات التعليمية والصحية فى بعض محافظات الصعيد وعندها سوف يدركان أن معاناة أبناء الصعيد أبر مما يتصور الجميع خصوصا أولئك المتحدثين فى نوادى القاهرة وصالوناتها الفكرية وفضائياتها الزاعقة. فمحافظات الصعيد ظلمت كثيرًا فى الفترات الماضية على مدار أزمنة طويلة لم يكن هناك نظرة تنموية حقيقة من المسئولين لها، فمصر ليست القاهرة الكبرى فقط. والاهتمام بتنمية الصعيد اقتصاديا ودفع الاستثمارات إلى مدنه وقراه أصبح أمرا ضروريًا حتى يشعر الجميع بالشراكة الحقيقية فى وطن ننتمى إليه جميعًا ولا تمييز بين أبنائه، لذلك فنحن مطالبون بإعادة توزيع خريطة الاستثمارات وتوطين الصناعات مع تخصيص للمناطق الأكثر حاجة والأشد معاناة، وهو أمر تتصدر فيه بعض محافظات الصعيد. وبحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، تصدرت محافظة أسيوط أكثر المحافظات فقرًا، حيث بلغت نسبة الفقراء بها 60%، بينما قنا 58%، وسوهاج 55%، أما الأقصر 47%. وتتزايد معدلات الفقر فى مصر وخاصة فى الصعيد فى ظل عدم قدرة الحكومة على رفع معدلات النمو بشكل حقيقى، لينعكس آثار هذا النمو على المواطنين، فضلاً عن أن تزايد معدلات الفقر. وان كان الصعيدى لا يستطيع تحمل نفقة السفر للخليج يذهب للقاهرة والإسكندرية بحثا عن عمل ؛ وعليه ايجاد فرصة العمل الصعبة فى ظل تواجد ابناء القاهرة ؛ مما يدفعه ذلك للعمل عامل اجرى أو مساعد نجار أو مساعد مبيض محارة أو غيرها من المهن ؛ وعليه نسيان مؤهله تمام رغم انه حاصل على كلية هندسة أو زراعة أو تجارة ؛ وكم من مهندس ذهب لمقاول امى ليعمل معه عامل خرسانه حتى يستطيع تحمل متاعب الحياة التى تواجهه ليلا نهارا..... فى النهاية عليكم يا صعايدة أن تختاروا صح من اجل مستقبلكم ومستقبل ابنائكم.