جمعتنا الظروف كى نلتقى، وبعد التحية والسؤال وجدت ملامح وجهه تشى بالحزن.. فسألته مالك؟.. وبعد جهد جهيد رد ما فيش حشيش! أنا: هو أنت لسه بتشرب؟ رد وهو يقاوم رغبة فى الصراخ: هو أنا كنت بطلت إمتى؟ .. فرغ أسامة من الاتصال الذى كان معه وسألنى: هو وليد صوته عالى كده ليه؟ قلت له: ماعرفش ماشفتوش من زمان وبيستغرب على أنى بسأله بيشرب لسه ولا ربنا تاب عليه.. فقال لى: لا أطمئن.. لسه بيشرب شايف عامل ازاى من ساعة ما الحشيش بقى غالى وشاحح بقى زى المجنون بالضبط.. أهو وليد كان بيدخل على ّ بقرش الحشيش المعتبر ويقولى لازم تدوق.. هو القرش بقى بكام دلوقتى؟.. رد وليد عليه مغتاظا: أقل قرش بقى ب 2000 جنيه ومش لاقيين بعد ما كان ب ستميت سبعميت جنيه.. والموجود أكتره مضروب.. بلد تطهق حتى الحشيش يا عالم مش ملقى!. فقلت له مداعبا وأنا أمنع نفسى عن الاستمرار فى الضحك بصعوبة: عايز الحكومة توزعه على البطاقة؟! أو يمكن يا وليد الحكومة قاصدة أن الناس تفوق وتصحصح بقى.. ما هى البلد كده ما تنفعش وهى مسطولة.. رد وهو يضرب على المائدة بما عليها من عصائر وحلوى أكبر غلط إننا نفوق.. لو فقنا إحنا بالذات ها تيجى على دماغهم.. سألته بدهشة أنتم مين؟! قال لى: إحنا اللى بنشرب..اللى بتسموهم حشاشين مع إن المفروض تقولوا لنا حسسيين لأننا بنحس أكتر منكم وم الحكومة واحنا كتيييييييير أوى ولو اتعصبنا مش هانبقى على حاجة ماكل حاجه متنيله ..جات ع الحشيش يعنى ؟! فى تلك اللحظة كان أسامة يهرول ناحية العصائر التى انسكبت والحلوى التى تناثرت من على المائده لاكزا وليد فى كتفه حتى يهدأ بعد أن رأى إحمرار وجهه والضيق الذى بدا عليه وصوته العالى ..نظرت عامدا إلى ساعة يدى وكأنى على موعد فاستأذنت منصرفا حتى لا اقع مع وليد فى موضوع الحلال والحرام والسجال الذى كان يحدث بيننا كل مره من أن الحشيش مثله كمثل أى شئ مخدر وينطبق عليه التحريم .. لا..كما يقول من أن الحشيش أصبح يباع فى بعض الدول علنا مثله مثل باكو الشاى ! تتابعت على ذاكرتى وانا اسير كيف كان وليد فى تخصصه وكيف أصبح ..لقد تزوج من إنسانة محترمة من عائلة ميسورة بعد قصة حب ملتهبة لكنه كان أسيرا للمزاج فطلبت منه الطلاق وحدث.. وكان يبكى لحظة الطلاق مثل الطفل الذى ستغيب عنه أمه الى الأبد ومن فشل فى الزواج إلى فشل آخر.. ومن ارث تبقى له ولم يبق منه الا القليل مازال يحيا على هذا النهج الذى ارتضاه لنفسه بأن تكون حياته وسط الدخان الأزرق فهو عشقه فدعواتكم له فعسى أن يقبل الحياة بلا دخان !