حقق العرض المسرحى "الممثل" حضورا كبيرا وإعجابا واسعا خلال عرضه مؤخرا فى قصر الأممالمتحدة فى سويسرا. واستطاع العمل الذى قدمته فرقة المسرح القومى فى اللاذقية تلبية لدعوة نادى الكتاب العربى فى جنيف أن يقدم صورة لائقة للمسرح السورى من خلال مسرحية عكست فى مفرداتها الفنية عمقا إبداعيا ثريا على مستوى النص والأداء والإخراج. ويتناول العرض شخصية الممثل عموما بأبعادها الإنسانية العميقة بعيدا عن الخشبة، والتى غالبا ما تكون غير مرئية بالنسبة للمتفرج الذى يستمتع بأداء الفنان فى عروضه الفنية دون ملامسة ما يتفاعل حقيقة فى داخله من هموم وهواجس حياتية بعد إسدال الستارة. ويسلط العمل المأخوذ عن قصة للكاتب الروسى، أنطوان تشيخوف، الضوء على النظرة الاجتماعية القاصرة التى أحاطت بشخصية الممثل عبر التاريخ. حضر العرض المسرحى السورى جمهور متنوع من مختلف الجاليات العربية، إضافة إلى حشد من الأوروبيين والدبلوماسيين السوريين والعرب والأجانب وعدد من وسائل الإعلام. وأعقب العرض حوار فكرى استطاع أن يمنحه آفاقا أكثر اتساعا، حيث عبر الحاضرون عن دهشتهم بالمستوى الفنى للعمل الذى رأوا أنه يأتى انعكاسا للتجربة السورية المهمة فى الحقل المسرحى لتعريف العالم بالمشهد الثقافى السورى بصورة أكثر وضوحا.