"فين المسئولين؟، مفيش فايدة".. بهذه الكلمات عبر أهالى منطقة ناهيا عن فقدانهم للأمل من اهتمام المسئولين، بمشكلة مياه الصرف الصحى التى أغرقت أراضى بعض سكانها، وبعد شكاوى واستغاثات كثيرة دامت لسنوات، إلا أن أذن المسئولين قد صُمَت عن سماعها، على حد تعبيرهم. ربيع مطرة، يقع منزله بشارع المناخ، قال "عندى الصرف الصحى بقاله 8 سنين، وغلبت مش عارف أعمل إيه، والبيوت قربت تقع علينا، ولما نروح نشتكى بيجوا يبصوا على البيت ويشموا وخلاص على كده، روحت الوحدة المحلية كذا مرة، طلع عندى زى حرف الترعة وطلعلي غاب ومش عارف أحلق عليه، وكل ما حد يهد بيت بجيب الردش وأدفن بيه الغاب، والحاجات دى بتعمل حشرات وتعابين، ومفيش حد بيتحرك". وتابع"الريحة بتتعبني أنا وأطفالى والصرف اللي إتعمل ومحدش سائل فينا، وفى اللى بيقول الصرف مش نافع البلد، والبيارات بتطلع فى مياه"، متسائلاً "الأطفال دي ذنبها إيه، ومفيش لو عيل تعب نلاقى مستشفى جاهزة". فيما تحاصر مياه الصرف الصحى محول كهرباء كبير يغذى المنطقة بشارع دوار الزمر، وبالكاد تصل إليه.. الشيخ أحمد الطايش، مدرس بالأزهر، قال "محول الكهرباء، بجانبه غرفة تفتيش الصرف الصحى وبتضرب كل شوية مباشر وروحنا الوحدة المحلية عشان عربية الشفط تيجى تاخد المياه، قالولنا هاتولها جاز، وبعد ما اشتريناه جات خدت حمولة وسابت الباقى ومشيت، وقالولنا العربية عطلت، روحنا للجماعة بتوع الصرف الصحي، عملولنا خط على اللبيري، وقالولنا هيعملولنا خط تاني، ومش عارفين مين المسئول، ومفيش مساعدة من أى حد". وتابع "كل ما عربية تيجي تدوس على الكابل بيضرب كل أسبوع وبيحصل فرقعة، والمنطقة كلها فى قلق، ومشكلة الصرف دى من 2009 وما اتحلتش لحد دلوقتي". أما فوزية إبراهيم، مسنة تقوم بنزح مياه الصرف الصحى بنفسها بمساعدة أحفادها من أمام منزلها، قالت "المجارى موجودة هنا كل يوم، والكابل بيولع وبنسيب البيوت وبنخرج"، لافتة "الكابل ولع قبل كدة وسيبنا بيوتنا وخرجنا منها الساعة 3 بالليل". وفى الاتجاه المقابل للمنزل الغارق بالصرف الصحي، تغرق أرض زراعية فى نفس المياه، فبالكاد تستطيع أن تلمس قدماك أرضها بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحى، وخاصة خلف المنازل التى قد تسبب في انهيارها، حسبما قال عابد سطوحي، أحد السكان، والذى أوضح "الأرض باظت بسببب المجارى ولا فيها إنتاج زراع، وكلنا بنعانى من الصرف الصحى من 2009 ومحدش بيبصوا لينا ولا بيساعدنا ولا بيعاملنا على إننا بنى آدمين، والأطفال بتنزل تجيب الكرة من مياه كلها بلهارسيا وتجيب أمراض فظيعة، بدل ما نزرع فيها". وكشف سطوحى "من ساعة ما تطوير الصرف الصحى تم إسناده للشركات الخاصة تعمله، عمل لنا صرف صحى بديل بدون مواصفات، والعامل بيرمي الماسورة كده ومفيش حد بيراعيه ولا بيراقبه ومفيش مواصفات يمشي فيها، وكلنا بنعاني الأطفال والكبار عندهم بلهارسيا، ومفيش حقن بلهارسيا فى البلد، كل حاجة بنعاني منها". وأضاف "المياه اللى بنشربهم كلها مجارى، لأنها فى نفس المواسير، وبدفع فيها فلوس، عليا 800 جنيه مياه علشان مش راضى أدفع لأن مفيش مياه، وبشترى مياه الشرب ب3 جنيه كل يوم، والأطفال بتشرب لأنها ماتعرفش المياه السليمة من المجاري، وبعدها بيومين الطفل بيجيله مغص كلوى".