هل أخطأ أحمد شوبير فى حق مرتضى منصور حتى يفعل الأخير كل ما فعل، نعم بكل تأكيد، كل من تابع برامج شوبير فى الأعوام الثلاثة الأخيرة يعرف جيداً أنه اعتاد الهجوم على من يختلفون معه مستغلا جماهيريته الكبيرة؛ مبتعدا عن تخصصه الأساسي؛ وهو تحليل مباريات كرة القدم متجها بقوة -دفع ثمنها غاليا- لإعلام تصفية الحسابات والهجوم حسب الأهواء. هل أخطأ شوبير عندما قال إن عضواً فى اتحاد الكرة خطط لما حدث لحافلة لاعبى الجزائر، نعم بالطبع لأنه لم يذكر أى دليل على ما قال، أخطأ لأنه وجه اتهامات مرسلة، لا لأنه أحرج مصر بالمناسبة، فلو كان ما قاله شوبير صحيحاً لكان من المفترض أن تحقق الجهات المسؤولة فيما حدث، وتكشف من كذب على المصريين منذ يوم المباراة الأولى، وعرض مصر للعنة جديدة من لعنات مونديال 2010 التى بدأت بالصفر الشهير، ونتمنى أن تكون قد انتهت بعقوبات الفيفا التى اعتبرها سمير زاهر نصرا له!! نعم أخطأ شوبير كثيرا ويبدو أنه لا يريد أن يتعلم، رغم أنه فقد رسميا مقعده فى مجلس الشعب، حيث أصبح ترشحه على قوائم الحزب الوطنى من رابع المستحيلات، ورغم أنه فقد الظهور على الشاشة منذ ثلاثة شهور وقد يطول الغياب بعد الأزمة الأخيرة، لكن ردة الفعل المبالغ فيها تجاه الخطأ الأخير تؤكد أن من يلعبون بسمعة هذه البلد لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية، الكل فى حالة حرب، يرتعون فى مناطق نفوذهم، ويضربون بعضهم البعض دون شفقة أو رحمة، ويقسمون للناس أنهم يحبون مصر، ويفعلون ذلك من أجلها، والأسخف أنهم باتوا مدركين أن الناس كشفت شخصياتهم جميعاً، لكنهم مستمرون فى المسرحية السخيفة لأن الإيرادات لا تأتى من الشارع المستسلم لبرامج التوك شو، وإنما الإيرادات قادمة دائماً من البلد التى يسيء لها مثل هؤلاء. فعندما يصدر أنس الفقى وزير الإعلام قراراً بمنع ظهور أحمد شوبير على شاشات ومحطات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فهو بذلك يستخدم نفوذه بشكل غير قانونى لأنه لا يوجد نص يخول له إصدار هذا القرار، يفعل أنس الفقى ذلك لأنه مطمئن إلى أن أحداً لن يسأله عن نتائج التحقيقات التى قال إنه طلب إجراءها بعد الحلقة الفضيحة بين مرتضى منصور وأحمد شوبير فى "مصر النهاردة"، أين ذهبت النتائج يا سيادة الوزير، ولو كان شوبير يستحق المنع من وقتها لماذا لم يصدر القرار مبكراً؟ أيضا عندما تنطلق شائعة تهديد قناة otv بقطع الشارة فى حالة ظهور أحمد شوبير عليها، فإن الأمر يعكس صورة بالغة السوء عن إدارة النايل سات فى مصر، لا قوانين ولا أصول، من حق أى مسؤول أن يأمر بقطع شارة البث عن قناة استعانت بشخص غير مرغوب فيه، هكذا بكل سهولة ثم نتعجب من إعلان قطر استعدادها إطلاق قمر صناعى منافس. إذا كان الكبار يريدون تأديب أحمد شوبير، فهو أمامهم يمكنهم استدعاءه بسهولة ليقولوا له "ابق فى بيتك" وسيفعل، لكن أن تهدد أرزاق كل من يعملون مع شوبير أو مع القناة التى غامرت بالتعاقد معه، وتصبح حياتهم ومصائرهم مرتبطة بنهاية الصراع بين شوبير وأعدائه؛ فهذا تصرف غير إنسانى بكل تأكيد. كان من الممكن بكل بساطة أن يصدر اتحاد الكرة بياناً يكذب فيه ادعاءات شوبير ويحرك دعوى قضائية ضده، لكن أن يتراجع أعضاء الاتحاد عن قرار بيع حق بث مباريات كأس مصر لقناة يطل عليها شوبير، فهذا تصرف لا يمكن أن يصدر من أشخاص واثقين فى براءتهم، ومؤمنين بما أنجزوه، ويحترمون تعاقداتهم ويدركون أن لكل قناة جمهور له الحق فى متابعة المباريات والاستوديو التحليلى واختيار من يقدمه، من حق الناس أن ترفض مشاهدة شوبير، لا أن نسمع عن تلك المقايضة الرخيصة بين اتحاد الكرة والقناة، "ابعدوا شوبير نعطيكم المباريات". كل ما سبق إهانة لسمعة مصر الإعلامية والرياضية، كل ما حدث ويحدث فى هذا الملف البغيض يهدر كل ما حققه المنتخب القومى فى السنوات الست الماضية، ويؤكد أننا فعلا كنا نفوز باجتهاد مجموعة من اللاعبين ومدربهم المحترم، لا بإدارة قوية تثق فى نفسها وترعى الله فى وطنها. لو استمرت الرياضة فى مصر على هذا الحال وبهؤلاء الأشخاص، لن نصل أبداً كأس العالم، فقط سنتجرع كأس العذاب.