أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، أن المشاركة المصرية فى أعمال قمة فرنسا-أفريقيا الخامسة والعشرين التى تعقد فى فرنسا، مهمة لأن مصر دولة كبيرة فى القارة ولها اهتماماتها وتأثيراتها، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك سيكون المتحدث الثانى فى الجلسة الافتتاحية للقمة التى ستعقد غدا الاثنين، بعد كلمة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى رئيس القمة ورئيس الدولة المضيفة، لافتا إلى أن مصر سوف تستضيف قمة فرنسا-أفريقيا ال26 فى عام 2013. وأشار أبو الغيط إلى أن هناك محورين أساسيين لقمة فرنسا-أفريقيا، الأول على مستوى القمة وهو المحور السياسى، والثانى على مستوى الوزراء ويتعلق بالاقتصاد. وأشار إلى أن المحور الأول يتبنى 3 أذرع ، حيث إن الذراع الأول يتعلق بالحوكمة العالمية، أى ما هو الدور الأفريقى وكيف تتمكن القارة من المساهمة فى إدارة شئون العالم؟ ، والتى تتم من خلال الأممالمتحدة أو مجموعة العشرين أو من البنك الدولى ، أى المؤسسات والمنظمات الدولية. وأضاف أبو الغيط أن لدى مصر تأثيرها ودورها ووزنها ورؤيتها فى الحوكمة العالمية، لما تمتلكه من رؤية محددة فيما يتعلق بتوسيع مجلس الأمن ومجموعة العشرين، وهى الدول ذات التأثير الاقتصادى التى لها بعد سياسى. وأوضح وزير الخارجية أن مصر ترى على سبيل المثال فى هذه النقطة تحديدا أن يتم تمثيل أفريقيا بدولة واحدة ووحيدة بمجموعة العشرين، وقال إنه فيما يتعلق بتوسيع مجلس الأمن، فإن لمصر رؤية محددة وواضحة ، تتمثل فى الاتفاق السابق الذى تبنته على مدى خمس سنوات، ويقضى هذا الاتفاق بحصول أفريقيا على مقعدين دائمين فى مجلس الأمن عند توسيعه، وخمسة مقاعد غير دائمة، بالإضافة إلى تمتع الدول الأفريقية دائمة العضوية بحق الفيتو مثلها فى ذلك مثل بقية الدول دائمة العضوية الأخرى. وقال أبو الغيط إن مصر توافق على منهج الدول الأفريقية فى توسيع مجلس الأمن وبالتالى فإن لدى مصر مساهماتها من أجل إنجاز هذا الإطار. وأشار إلى أن البعد الآخر يتمثل فى عمليات الأمن والسلم ، وكيفية مساهمة أفريقيا فى أمن وسلم القارة السمراء ، مع كيفية تأمين مشاركات أفريقية حاسمة وقادرة فى الأمن الدولى. وتابع قائلا : إن لدى مصر أيضا رؤية واضحة فى مسائل حفظ السلام والأمن الدولى وكيفية تأمين أوضاع القارة وتحقيق التنمية الاقتصادية بها.. منوها إلى مشاركات مصر العديدة فى عمليات حفظ السلام على مستوى أفريقيا وعدة مناطق فى العالم. وأضاف أبو الغيط ، إن ثمة بعدا آخر فى الشق السياسى يتعلق بالبيئة وتغير المناخ ، وأن لمصر رؤيتها أيضا فى هذا الشأن ، وسبق وأن أوضحتها فى اجتماعات كوبنهاجن للتغير المناخى ، والقمة العربية التى عقدت فى مدينة سرت مؤخرا والقمة الأفريقية التى استضافتها أديس أبابا فى نهاية وأوائل فبراير الماضى، حيث تطالب بضرورة مراعاة ظروف واحتياجات القارة الأفريقية والدول النامية بشكل عام، مشيرا إلى أن مصر وعلى لسان الرئيس حسنى مبارك سوف تطرح هذه الرؤى بشكل مفصل ومجددا أمام القمة غدا. وفيما يتعلق بالمحور الثانى والخاص بالاقتصاد، أوضح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ، أن هذا المحور سيكون محل نقاش تفصيلى ومكثف فى عدد من ورش العمل التى تستهدف تنمية القارة ومساعدة شركاتها وبالتالى نموها اقتصاديا . ونوه فى هذا الخصوص إلى مشاركة مصر بشكل فعال فى هذه الورش بحضور وزيرى الاستثمار محمود محيى الدين ، والتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد. ووصف أبو الغيط المساهمات المصرية فى دعم التجارة البينية بين أفريقيا ودول العالم المتقدم، بأنها مساهمات قوية ومهمة. وحول التعاون الفرنسى الأفريقى والتعاون الأفريقى الصينى ، قال أبو الغيط إن هذه دولا كبيرة لها مصالح وتهتم بتأمين هذه المصالح ، فى حين أن الدول الأفريقية على الجانب الآخر سواء باتجاه فرنسا أو الصين ، تسعى إلى تأمين علاقات مستقرة مع هذه الأقطاب الكبيرة.
