قدم 4 من المخرجين المسرحيين تجاربهم الإخراجية وكيفية إيجاد آليات وطرق إنتاجية مختلفة وجديدة من خلال ندوة خصصها المهرجان القومى للمسرح فى دورته الثامنة تحت عنوان "آليات إنتاجية جديدة " أدارها الناقد المسرحى باسم صادق وحضرها المخرجون نادر صلاح الدين وأحمد العطار ومحمد جبر ومازن الغرباوى . فى البداية تحدث المخرج محمد جبر مخرج مسرحية ( 1980 وأنت طالع ) عن تجربته وكيفية إيجاده لطرق إنتاجية مختلفة قائلا: بساطة المسرحية ديكورا وأداءً هو السبب الرئيسى لنجاح العمل واعتماده فى دعايته للمسرحية على الشباب المشاركين فى العمل وبعدها بدأ الجمهور يأتى بنفسه". وأضاف جبر: أزمتنا بعد نجاح العرض فى المهرجان القومى وجود مسرح نقدم عليه التجربة وأنا رفضت العرض الذى قدمه لنا البيت الفنى للمسرح بإعادة إنتاج العمل وتقديمه على مسرح الدولة لأنى وجدت أن العمل نجح بما فيه من بساطة وأى تكليف آخر ربما يضر بالعرض أو ينقص من جماله فى بساطته وفى آلية إنتاجه بهذا الشكل. وتحدث المخرج مازن الغرباوى عن تجربته قائلا: التجربة المسرحية التى قدمتها مع محمد جبر كان الهدف منها واحد وهو الوصول للناس وتحطيم كل المعوقات فقد كنا نحلم بالوصول للناس ولكن هناك آليات تحكمنا فى الإنتاج سواء فى المسرح المستقل أو فى مسرح الدولة ولو تأملنا سنجد أن الروح الشبابية هى القاسم المشترك فى نجاح أى عمل مسرحى. وأضاف الغرباوى: لدينا مستويات متعددة فى شكل الإنتاج وعملنا بعد الثورة فى ظروف طاحنة وقاسية وكنا نواجه مشاكل كثيرة فى التسويق ولكن برغم التحديات استطاعت تجاربنا الوصول للكثير من الناس. الناقد أحمد خميس تدخل فى المناقشة قائلا :مازن الغرباوى دائماً يحدث مجالا مغناطيسيا لعرضه وهو شاطر جدا فى الإعلان عما يقدمه ودائما يوثق لعروضه بحضور النجوم وكتابتهم لآرائهم فيما شاهدوه لأن هناك غيابا حقيقيا كامل للدعاية فى البيت الفنى. وأضاف مازن: بعد تجربة "هنكتب دستور جديد" اكتشفت أننى أقدم تجارب ولا توثق وكنت أبذل مجهودا كبيرا وأقدم عروضا كثيرة ولا يوجد لدى أى مادة أرشيفية منه ففكرت فى ذلك الأمر وهو التوثيق لكل ما يقدم عن العمل سواء الزائرين أو المقالات النقدية التى تكتب وكل ما يخص العرض . المخرج أحمد العطار أحد أهم المخرجين المستقلين قال: شكرًا على دعوتى للندوة ولابد أن أفرق بين عملى كمخرج مسرحى وبين عملى ككاتب وبين عملى كرئيس ومؤسس لمهرجان مسرح "دى كاف" والمهرجان الذى أقدمه هدفه هو تقديم نوعية عروض مختلفة ومشاهدة الجمهور المصرى لما يحدث خارج مصر مضيفا أن المهرجان له آليات مختلفة والمسرح المصرى به إشكاليات ضخمة جدا أولها أننا فقدنا التفريق بين أنواع المسرح المختلفة فهناك مسرح قطاع خاص وهناك مسرح دولة ولا يوجد تفضيل ولكن هناك جمهور لكل نوع من أنواع المسرح ولا يجب أن تكون هناك ساحة مسرحية واحدة فقط ونوع واحد فقط. وأضاف العطار: مسرح الدولة أهدافه يجب أن تختلف عن مسرح القطاع الخاص فمسرح الدولة لابد أن يكون هدفه وصول المسرح كمنتج جيد لعدد كبير من الناس وليس هدفه الربح لأنه تحول حاليا لما يشبه مسرح القطاع الخاص وأضيف لذلك أن مسرح القطاع الخاص نفسه تم تدميره لأنه ابتعد عن وجود نص جيد وممثلين كفاءات فمثلا مسرحية "سيدتى الجميلة" استمتع بها كقيمة فنية وهى مسرح قطاع خاص. المخرج والسيناريست نادر صلاح الدين كان آخر المتحدثين وقال عن تجربته فى المسرح : مريت بنفس التجارب التى مر بها أى مخرج مسرحى وأنا قدمت فقط مسرحيتين فى مسرح الدولة وعرض بالثقافة الجماهيرية والسينما بعدها أخذتنى حتى جاء عام 2010 وقدمت عرض مسرحية ( براكسا ) والعرض ميزانيته 2 مليون جنيه وأجرت مسرح دار الأوبرا ودفعت 60 ألف جنيه للدولة غير الإكراميات والرشاوى وهذا العرض شارك فيه 92 ممثلا وممثلة وراقصا ومثلت مصر فى افتتاح الأوبرا فى سلطنة عمان. وأوضح نادر صلاح الدين : براكسا لم يخسر والحمد لله حقق تكلفته وزيادة بسيطة وهذا يؤكد أنه لا يوجد مستحيل، مشيرا إلى أن محمد صبحى قدم مسرحية ( هاملت ) وكانت تابعة للقطاع الخاص وأنا معترض على فكرة التصنيف بين القطاع العام والقطاع الخاص فنحن فى بداية ( براكسا) كنا نشحت الجمهور وبعدها أصبح الجمهور يأتى مرة أخرى لمشاهدة العرض . وأكد نادر فى نهاية الندوة أن أزمة مصر أنه لا توجد مسارح مؤهلة للعرض، وإذا كنت تريد تغييرا فلا تتعامل مع الدولة لأنها تحبطك باللوائح والقوانين.
