رفض وائل الجيار، المستشار السياسى لوزارة شئون الأسرة والاندماج بمقاطعة الراين الألمانية، وصف حادث الاعتداء على الصيدلانية المصرية فى ألمانيا مروة الشربينى بأنه تعبير عن السياسة العنصرية فى ألمانيا ضد المسلمين، قائلا: إن الجانى وهو مهاجر روسى، والمجنى عليها ليست ألمانية، فكيف نلصق الاتهام بألمانيا، فالحادث فردى له دوافع شخصية. وأضاف الجيار، فى ندوة عن ثقافة الاندماج فى المجتمع الألمانى بساقية الصاوى نظمها التليفزيون الألمانى "دويتشة فيلة "، أن حادث مروة الشربينى بشع، محملا الأمن الألمانى مسئولية ما حدث، وقال: "ما كان مفترضا أن يحدث مثل هذا الحادث الفردى ضد أى إنسان داخل قاعة محكمة". وردا على سؤال حول إن كانت فكرة العنصرية لدى الألمان قد تغيرت، قال الجيار "إن أى مجتمع فى العالم به نسبة من العنصرية، وبالتأكيد يوجد بعض العنصريين فى ألمانيا، ومنهم التيارات اليمنية المتطرفة، لكنهم لا يوجد لهم تمثيل فى البرلمان، ولا يحققون أى نجاح فى المجتمع الألمانى، لأنهم أقلية"، مشيرا إلى وجود تطور كبير حدث فى المجتمع الألمانى تجاه المسلمين، ففى الماضى كانوا يقولون عن المسلمين إنهم محمديون، لكن الآن العالم تغير وانفتح، والوضع اختلف، وهذا يرجع إلى أنه فى الماضى كان المسلمون داخل المجتمع الألمانى دخلاء، لكنهم الآن نابعون من داخل المجتمع، لدرجة أن وزير الداخلية الألمانى الأسبق قال فى كلمة سابقة له إن الإسلام جزء من ألمانيا، والمسلمون جزء من المجتمع الألمانى. وأشار الجيار إلى أن الألمان يريدون من المسلمين الموجودين فى ألمانيا أن ينظموا بعضهم وأن يعيشوا وفقا لنظام مؤسسى يجمعهم، لأن الدستور الألمانى يمنع فرض أى وسيلة للحياة على أى فئة. وحول دور الإعلام الألمانى فى تأجيج ثقافة العداء ضد المسلمين، قال وائل الجيار إن الإعلام فى ألمانيا كان لديه مشكلة فى أن الصور والمانشيتات التى كانت تتصدر الصحف كانت تسئ للإسلام، لكن الحكومة انتبهت لذلك وبدأت فى معالجة الموضوع، مشيرا إلى أن هناك دراسات صدرت أخيرا عن نجاح سياسة الاندماج فى المجتمع الألمانى، لأن الاندماج فى المجتمع الألمانى الجديد هدفه التعايش وصولا للدولة الألمانية الجديدة، فالسياسة الحالية أن الاندماج ليس طريقا من اتجاه واحد، وإنما من اتجاهين من جانب الألمان القدامى والمهاجرين إلى ألمانيا. وحول تعامل الألمان معه، باعتباره من أصول مصرية، قال الجيار: عندما يعلم الألمان أنى مصرى فيكونوا سعداء جدا لأن لمصر مكانة كبيرة فى قلوبهم.
