قال الكاتب الفلسطينى سمير غطاس "إننا كعرب بصفة عامة، ومجتمع مصرى بصفة خاصة، بحاجة أساسية إلى مراجعة مفهوم التطبيع، والانفتاح على الثقافات الأخرى، مضيفًا أنه من المؤسف أنّ "يسرى نصر الله" لم يذهب باسم عدم التطبيع لمناقشة فيلمه فى فلسطين، وهو من أهم الأفلام الوثائقية التى تناقش القضية الفلسطينية وتفتضح النكبة، فى حين أننا نجد نشطاء أوروبيين وغيرهم ينفتحون على ثقافات أخرى مع احتفاظهم الكامل بهويتهم ووطنيتهم". جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت مساء أمس، بحزب التجمع، لمناقشة كتاب "وقائع خروج أسرة يهودية من مصر" والصادر عن دار الطنانى للكاتبة "لوسيت لنيادو"، وشارك فى المناقشة الكاتب أمينة شفيق، والكاتب محمد حسين يونس، وغاب عن المناقشة كل من سعد هجرس، وعبلة الرويني، وعبد العال الباخورى، وأدارت المناقشة الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش، وحضرها عدد كبير من الكتاب والمثقفين. من جانبها قالت الكاتبة فريدة النقاش أن ما يميز الكتاب أنه ليس تاريخى بقدر ما هو تأريخ لسيرة ذاتية، حيث نقلت الكاتبة بلغة شاعرية وبمنتهى العذوبة والمشاعر الإنسانية تلك العلاقة التى كانت بين اليهود والمصريين فى فترة كان اليهود يقطنون شوارع مصر، كما أن الكتاب دعوة لإعادة النظر بين الطوائف المختلفة. وقالت الكاتبة أمينة شفيق: الكتاب أخذنى لرحلة تاريخية تدعونا من خلالها لمناقشة التعددية الدينية فى المجتمع الواحد، وكيفية التعايش كمواطنين مختلفين فى الدين واللون والثقافة، مضيفةً "لقد كانت النظم المصرية فى فترة الثورة قبلها وبعدها هشة وضعيفة ثقافيًا وفكريًا، فأدت إلى زعزعة الحالة الدينية فى مصر، كما أن وجود إسرائيل كدولة استيطانية ساعد على زعزعة وتفتيت هذا الكيان الاجتماعى فى مصر. وأشار الكاتب محمد حسين يونس إلى أن أهم ما يميز الكتاب أنه يعطينا صورة لمدى عمق علاقة المصرين باليهود العرب فى تلك الفترة، وأضاف "برأى إن الكتاب ليس تاريخيًا بقدر ما هو كتاب اجتماعى يناقش مسألة اندماج العلاقات بين أشخاص مختلفين فى اللون والدين.