فى مساء الأربعاء 28/4/2010 دخلت رولا خرسا إلى البيوت عبر قناة الحياة ومعها بعض الجالسين والقائمين على رصيف مجلس الشعب قبالة مجلس الوزراء كانوا على الرصيف يفترشونه ويلتحفون بسماء ابريل الباردة رجال ونساء وأطفال صرخوا بأعلى صوتهم مناشدين حرم الرئيس والرئيس نفسه بعد أن استصرخوا ولاة أمورهم ولكن لا مجيب فرأوا أن سيدة مصر الأولى هى الأمل وهى الأسرع وهى الأم الرؤوم لمن هم فى عمر الزهور من الجوعى والعطشى ولقد دار الحوار بينهم وبين الإعلامية العاقلة والواعية رولا 00 فى كل شىء بدءا من الطعام والشراب وحتى قضاء حاجتهم ثم ما يتعرضون له من المرض المصاحب لنزلات البرد وربما من يرى هذا المشهد لأول مرة يظن أن منتجا سينمائيا يعد لفيلم مأساوى عن أهالى غزة وسرعان ما تأتى الكاميرا على أسوار مجلس الشعب لترتد إلى حقيقة المشهد بأننا فى القاهرة 00 شباب متعلمون ضاقت عليهم موازنة الدولة أمام مسئول يعيش الرفاهية الكاملة ويصرخ فى وجه المظاليم بأنه لا يأتى بلوى الذراع وقد يظن البعض بان من يدخلون بوابات شارع مجلس الشعب من المسئولين بأنهم يلبسون نظارات بلا عدسات وبالتالى فتغيب عنهم الرؤية كما أنهم بالقرب من مكتب وزير الصحة الذى لا يسمع بكاء الأطفال وعلو صوت الكحة التى أصابت الأطفال من عوامل البرد القارص لقد كان فى أقوالهم عبارات ساخنة من أهمها الآتى:- 1. أنهم من أحباء الرئيس مبارك وأنهم لا ينتمون لأى اتجاه سياسى وأن بعض أصحاب الاتجاهات عرضوا عليهم بعض المساعدات فرفضوها وأعلنوا أنهم ليسو ضد النظام ولكنهم يحتجون على ما أصابهم من تجاهل كبير سواء كان هذا التجاهل من جانب أرباب العمل أو الحكومة. 2. أنهم يريدون عملا لائقاً بأجر معلوم يفى بحياة الكفاف . 3. أن بعضهم حصل على أعلى الدرجات العلمية ومرتبه 99 جنيهاً ويعول أسرة. 4. أنهم سقطوا من على السلم الاجتماعى الذى أورده الرئيس مبارك فى برنامجه الرئاسى الذى قدمه للأمة فى سبتمبر 2005. 5. أنهم اختاروا هذا المكان حتى يكونوا قريبا من السلطتين التنفيذية والتشريعية اللذين يمثلان قمة إدارة شئون المواطنين. 6. أن هؤلاء الذين ارتموا على رصيف مجلس الشعب لأيام طويلة طالت أيامهم عمر الزمن ومع ذلك فإن البعض من أصحاب القرار لن يروا ذلك، إن ما يحدث فى بلادنا يحتاج إلى الآتى: أولاً: تقييم المحافظين والنواب طبقاً لما ظهر فى أقاليمهم من آلام وجراح. ثانياً : تقييم الوزراء ومساعديهم فى الهيئات العامة والشركات القابضة والتابعة بمقدار ما حققوه من ايجابيات وسلبيات. ثالثاً : إذا كان أصحاب المشاكل من العاملين فى الشركات فانه يتم التعامل مع رجال الإدارة ، وكثيراً ما تكون الحلول فى وزارة الاستثمار سريعة التدخل كما حدث فى قطاع النسيج. رابعاً : أما إذا كانت المشاكل بفعل أصحاب العمل فإن الأمر يكون فى غاية السوء إذ إن هؤلاء ليس لهم كبير. فمن يعطى يقدم قرباناً لوطنه ومن لا يعطى يعلن أنه لن يأتى بلى الذراع وان المال ماله والأمثلة كثيرة من عشرات المستثمرين الذين يسيئون إلى المواطنة، ويكون من المفيد البحث عن راعى لمثل هؤلاء. أ – فهل يكون الراعى من اتحادات الصناعات والغرف التجارية واتحادات المستثمرين، الذين يكونون من بينهم مجلساً أعلى يلجأ إليه المظاليم وذلك بعد أن ارتفعوا بأنفسهم عن الدولة وعن الحكومة وعلى القانون وعلى القضاء وعلى الوساطات النقابية والسياسية، وبالتالى فالتعامل مع الحكومة وقطاع الأعمال أمر غير مستحيل. أما رجال الأعمال فمنهم من استحضر من سبقوه من الأغنياء الوطنيين وتعاملوا بمثل ما تعامل به عبود باشا وياسين باشا وطلعت حرب وكافورى وفرغلى، وغيرهم من السابقين حتى اليهود مثل شملا وشيكوريل وصيدناوى وداود وعدس. أما رجال المال الذين سطوا على نوافذ الصرف فى البنوك ونهبوها وقاموا بتهريب الأموال إلى الخارج، أو الإنفاق منها على شهواتهم وملذاتهم. وفى المقام فإنه يكون من المفيد أن تدعو الإعلامية الناجحة رولا خرسا إلى تكوين جمعية (إغاثة الملهوف وإطعام المحروم) وأن تتولى رئاستها للسعى نحو تضميد الجراح وإطعام الجوعى، ومحو الأمية بواسطة متعلمى الرصيف الذين حصلوا على الشهادات العليا وشهادات الذكاء من اجل إنقاذ روافد البشر من ذوى العاهات سواء كانت بدنية أو نفسية وسوف تجد من ينضمون إليها وأيضاً ستجد من أصحاب القلوب الرحيمة من يزكون عن أموالهم من المصريين فى الداخل وفى الخارج وكفانا حزنا على ساكنى الرصيف. *الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر