أكد السفير أشرف راشد، سفير مصر فى روما، أن المدلول الأساسى للقمة، المقرر عقدها يوم الأربعاء، المقبل بين الرئيس حسنى مبارك ورئيس الحكومة الإيطالى سيلفو بيرلسكونى مدلول إستراتيجى لأنها تتحدث عن رؤية إستراتيجية لشراكة مصرية إيطالية للتعامل مع القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائى أولا، ثم قضايا المنطقة ثانيا. وقال فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى روما: إنه بالنسبة للتعاون الثنائى هناك حرص كامل من الطرفين المصرى والإيطالى على أن تحقق القمة إضافة للمجالات التى تم الاتفاق بشأنها، وبالتالى نجد فى هذه القمة 15 اتفاقا جديدا للتعاون تغطى كثيرا من المجالات. وأضاف: "أعتقد أن من أهم المجالات هو مساهمة إيطاليا فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى منطقة الساحل الشمالى الغربى، وهو مشروع فى غاية الأهمية سعت مصر دائما للدفع به، حيث تنطلق أهميته، ليس فقط من المشاركة الإيطالية، ولكن الأهم هو أن إيطاليا سوف تعطى نموذجا للدول الأخرى للمساهمة فى التعامل مع الوضع الذى حال دون تنمية هذه المنطقة مشكلة الألغام وهذا يأتى فى اهتمام مصر بتنميتها لكونها تشغل نسبة خمس مساحة مصر، وهى منطقة إستراتيجية واسعة للتنمية سواء للزراعة أو السياحة والفندقة ولمشروعات عديدة. وأضاف: أنه يجب أن يعلم الشركاء أن هناك قدرا من المسئولية يقع عليهم.. ويجب أن يتعاونوا مع مصر لمواجهة هذه المشكلة، وإيطاليا سوف تعطى المثل لتكون أول دولة تدخل هذه المنطقة بمشروع تنموى اقتصادى واجتماعى. وقال: إن هناك أيضا التعاون التنموى الثنائى فى عدد من المشروعات بمصر تهدف إلى زيادة تنمية الموارد البشرية، وتدريب الكوادر المصرية، وإيجاد فرص عمل، والعلاقات الأكاديمية والجامعة المصرية الإيطالية، والآن قد تجاوزنا التحدث عن الخطوط العامة، ونتحدث عن خطوات التنفيذ، سيتم تنفيذها من قبل الطرفين لإقامة هذه الجامعة خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تم الاتفاق على تخصيص الأرض، وكوادر هيئة التدريس وغيرها. من جهته أبدى وزير الخارجية الإيطالى، فرانكو فراتينى، اهتماما كبيرا بالقمة المصرية الإيطالية المقرر عقدها بين الرئيس حسنى مبارك ورئيس الوزراء سلفيو بيرلسكونى يوم الأربعاء، المقبل بقصر مراسم رئاسة الوزراء " فيلا ماداما" بروما. وأكد فراتينى أن القمة تدعم الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، مشيرا إلى أن إيطاليا تعتبر مصر دائما، شريكا جوهريا لسياسة إيطاليا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بقضية السلام فى الشرق الأوسط وأيضا على مستوى التعاون الثنائى واصفا العلاقات بين البلدين بأنها أكثر من ممتازة. وأشار وزير الخارجية الإيطالى إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجارى والاقتصادى الأول أوروبيا لمصر وتحظى إيطاليا باستثمارات ضخمة فى مصر ارتقت خلال السنوات الثلاث الأخيرة لنحو 5 مليارات يورو.. كما يربطنا مصالح إستراتيجية كبيرة لمستقبل حوض المتوسط وأيضا مكافحة الإرهاب، واستقرار منطقة الشرق الأوسط، والإرادة القوية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى. وأوضح أن مصر وإيطاليا تمثلان قوتين ثقافيتين عظميين فى العالم، وهو ما ينعكس أيضا على علاقات الصداقة والاحترام الشخصى المتبادل بين القيادات السياسية للبلدين. وحول الموضوعات الرئيسية التى سوف تتناولها القمة قال " فراتينى": إن قمة روما، سوف تكون ثرية، بتوقيع حزمة من الاتفاقيات الثنائية تصل لخمس عشرة اتفاقية، فى مجالات عدة، من بينها مجال التجارة والطاقة، والبنية التحتية، والنقل، والثقافة، والعمل، وأيضا الوظائف والهجرة الموسمية المصرية لإيطاليا.. لدينا كثير من الاتفاقيات تنتظر التوقيع، تحقق خطوات كبيرة للأمام فى كل القطاعات. كما ستتيح القمة الثنائية، فرصة الاستماع لرؤية وتقييم الرئيس مبارك، حول مجمل القضايا الدولية، وأيضا قضية الحوار غير المباشر الذى بدأ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما سوف يكون هناك فرصة كبيرة أيضا لبحث سبل تعزيز مستقبل المتوسط.