ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الأحد 2 يونيو    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس شعبة المخابز يتحدث عن تطبيق قرار الخبز    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    الصحة العالمية تُحذر من أزمة صحية جديدة: الجائحة التالية مسألة وقت    سيناتور أمريكي: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته أمام الكونجرس    وسام أبو علي: كهربا يوجهني دائمًا    خلال ساعات.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الفيوم    مصرع سيدة وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    339 طالبًا بالثانوية الأزهرية بشمال سيناء يؤدون امتحاني الفقه والإنشاء    الفنان أحمد جلال عبدالقوي يقدم استئناف على حكم حبسه بقضية المخدرات    عاجل.. هذه الدولة العربية هي الوحيدة التي تحتفل بعيد الأضحى يوم الإثنين.. تعرف عليها    عبير صبري: وثائقي «أم الدنيا» ممتع ومليء بالتفاصيل الساحرة    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    توقيف يوتيوبر عالمي شهير نشر مقاطع مع العصابات حول العالم (فيديو)    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارةً جويةً جنوب لبنان    مواعيد القطارات اليوم الأحد على خطوط السكك الحديد    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن واّيات الله.. العلاقة المحرمة بعد الثورة الإسلامية.. «روحانى» يهاتف رئيس أمريكا لأول مرة منذ 43 عاما فى 2014 ويعقد اتفاقا نوويا تاريخيا فى 2015


نقلا عن اليومى...
شاه إيران ارتمى فى أحضان.. أمريكا ورفضت استقباله بعد الثورة.. و«الخمينى».. وافق على صفقة أسلحة أمريكية.. و«خاتمى» دعا للحوار
اتسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وشاه إيران محمد رضا بهلوى بالحميمية، وقد ظلت العلاقة ممتازة مع رجل أمريكا القوى، وشرطى الخليج، بعد أن استدعته وثبتت حكمه فى إيران 1941 ليخلف والده رضا شاه الذى أقلق واشنطن ودول الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية من تعاونه مع ألمانيا النازية بقيادة هتلر وتزويدها بالنفط الإيرانى.
كان لدى محمد رضا بهلوى الابن ولعًا بالغرب، وحلمًا بتحويل بلاده لدولة عظمى، فارتمى فى أحضان أمريكا، وانتهج سياسات الحفاظ على المصالح الأمريكية خلال السنوات الطويلة، ومنح واشنطن فى بلاده امتيازات وأدخل مستشارين عسكريين أمريكيين لمراقبة الأوضاع فى إيران بهدف الحفاظ على مصالح أمريكا، كذلك كانت تتحكم أمريكا فى تعيين نواب البرلمان وتحديد أدوارهم، وفرضت قانون الحصانة القضائية للأجانب «كابيتولاسيون» الذى يعفى بموجبه الأجانب من التساؤل القانونى على أرض إيران حتى لو ارتكبوا جرائم.
قدمت واشنطن دعما غير محدود للشاه، وتأسس جهاز المخابرات السرية «السافاك» بمساعدة من وكالة المخابرات المركزية السى آى إيه والموساد الإسرائيلى فى عام 1957، وبحلول عام 1970 أصبح العمود الفقرى لإمبراطورية الشاه، حيث استخدمه فى تعذيب وقتل الآلاف من معارضيه.
1953.. الولايات المتحدة أعادت الشاه إلى حكمه بعد هروبه من إيران
أعادت الولايات المتحدة الأمريكية شاه إيران بعد هروبه خارج البلاد إثر خروج مظاهرات مناهضة لحكمه، بعد أن حاول أن يعزل رئيس الوزراء محمد مصدق الذى انتخبه الشعب الإيرانى بشكل ديمقراطى، وقام بتأميم شركات النفط التى كانت تخضع للسيطرة البريطانية، ودبرت الاستخبارات الأمريكية والبريطانية انقلابا للإطاحة برئيس الوزراء الإيرانى.
واعترفت واشنطن مؤخرا بذلك، وأفرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن وثائق تعترف رسميا بدورها الرئيسى فى الانقلاب الذى وقع فى إيران عام 1953 وأطاح برئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق.
وعاد الشاه إلى البلاد وحُكم على «مصدق» بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الخيانة، وبعد انتهاء المدة فرضت الإقامة الجبرية عليه فى منزله بقية حياته إلى أن توفى عام 1967.
بعد الانقلاب، استمر شاه إيران فى السلطة باعتباره مواليًا لأمريكا.
واشنطن تتخلى عن الشاه فى أعقاب الثورة وترفض استقباله
تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن حليفها الأول فى المنطقة، فى أعقاب الثورة الإسلامية وخروج مظاهرات وإضرابات مناهضة لنظام حكمه، اضطر محمد رضا بهلوى الذى كان يحظى بدعم أمريكى، إلى مغادرة البلاد فى 16 يناير 1979 بعد شهور من المظاهرات، ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية استقبال طائرته بعد اندلاع مظاهرة عارمة فى طهران ضدها بعد سماح الرئيس الأمريكى جيمى كارتر للشاه باللجوء إلى الأراضى الأمريكية.
بعد أسبوعين من تلك الأحداث عاد الزعيم الدينى الإسلامى آية الله الخمينى من منفاه ونصب على رأس الدولة بعد استفتاء فى الأول من إبريل.
«أزمة الرهائن 1979-1981»
مع اندلاع الثورة الإيرانية سنة 1978 انهارت العلاقات بين البلدين فى أعقاب الثورة الإسلامية وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران، حين قام طلبة إيرانيون فى نوفمبر عام 1979 باقتحام السفارة الأمريكية فى العاصمة طهران واحتجزوا 63 رهينة ثم نشروا صورهم وتمثل مطلبهم الأساسى فى تسليم الشاه للبلاد لمحاكمته.
وتحولت إلى أزمة سياسية حادة بين البلدين استمرت 444 يوما، مما دفع الإدارة الامريكية إلى تنفيذ عملية فى إبريل 1980 فى محاولة لإنقاذ الرهائن، غير أنها باءت بالفشل الذريع، وتسببت فى كارثة فقدت فيها أمريكا مروحية و8 جنود لقوا مصرعهم فى سماء إيران، وفشل ذريع أثر على شعبية جيمى كارتر وقاد فيما بعد إلى هزيمته فى الانتخابات الرئاسية.
بعد الثورة الإسلامية فى إيران، وقطع العلاقات بين واشنطن وأمريكا، ودخول إيران حربا مع القوات العراقية بأسلحة أمريكية الصنع كان اشتراها الشاه من واشنطن، ومع تقدم القوات العراقية شعرت إيران بالحاجه إلى أسلحة إضافية أو قطع غيار للأسلحة الأمريكية لديها، وبسبب قطع العلاقات بين البلدين، كان يساعدها فى ذلك تاجر سلاح إيرانى يدعى «مهدى قربانى فر» يعيش فى أمريكا وعلى علاقة بالأمريكيين منذ عهد الشاه، وكان يبيع لإيران الأسلحة التى تحتاجها بأسعار مضاعفة، وعندما علمت أمريكا بذلك، قامت بعرض صفقة على إيران، ببيع الأسلحة التى تحتاجها طهران مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن الأمريكيين احتجزهم حزب الله فى لبنان، وعرفت هذه الصفقة تاريخيا بقضية «إيران كونترا» وإعلاميا ب«فضيحة إيران جيت»، نظرًا للفضيحة التى تسببت فيها الصفقة للرئيس الأمريكى ريجان فى ذلك الوقت.
كان يدير هذه الصفقة الرئيس الإيرانى الأسبق هاشمى رفسنجانى المعتدل الذى كان يدعو للانفتاح، ووفقا لتصريحه فى إحدى الصحف الإيرانية، «تم عرض الصفقة على الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية وقائد الثورة آنذاك، وقبلها»، وقال: «خذوا منهم ما يكفى للحرب»، «الحرب العراقية الإيرانية».
وسافر وفد أمريكى دبلوماسى برئاسة مكفارلين بجوازات سفر إيرانية ومستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى رونالد ريجان إلى طهران ومعه حاوية مملوءة بالأسلحة، صاروخ «تاو» مضاد للدروع، وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات، ووفقا لرفسنجانى ظلت الصفقة سرية إلى أن كشفتها مجلة لبنانية وأحرجت الخمينى فأمر رفسنجانى بأن يعلنها للشعب الإيرانى.
1988.. أمريكا تطلق النار على طائرة مسافرين إيرانية
فى 3 يوليو عام 1988، دمرت سفينة فينسنس التابعة للبحرية الأمريكية طائرة الخطوط الإيرانية رقم 655، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب على متنها البالغ عددهم 290 راكبًا، منهم 66 طفلًا، وجميعهم كانوا من الإيرانيين.
وزعمت الحكومة الأمريكية أن سفينة فينسنس قد أخطأت فى التعرف على الطائرة المدنية الإيرانية باعتبارها مقاتلة إيرانية تقترب منها. استغرق الأمر أربع سنوات حتى تعترف الولايات المتحدة بأنّ السفينة فينسنس كانت فى المياه الإيرانية، وليست المياه الدولية، كما ادعت فى أعقاب الانفجار. كما استغرق الأمر ثمانى سنوات حتى أعرب المسؤولون الأمريكان عن أسفهم العميق ودفع تعويضات للحكومة الإيرانية وأسر الضحايا.
ومع ذلك، رفض مسؤولون أمريكان تحمل أية مسؤولية قانونية عن الحادث ولم يقدموا أى اعتذار رسمى، وأعلن جورج بوش الأب، الذى كان مرشحًا للرئاسة فى عام 1988، فى إشارة إلى فينسنس: «أنا لن أعتذر أبدًا نيابة عن الولايات المتحدة ... لا يهمنى ما هى الحقائق».
1997 - 2005.. محمد خاتمى يدعو لحوار مع الأمريكيين
أحد المواقف التى لا تنسى للرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى الذى ينتمى للإصلاحيين هو دعوته إلى «حوار مع الأمريكيين» وذلك خلال مقابلة خاصة مع شبكة سى إن إن التليفزيونية الأمريكية، وراجت وقتها توقعات بكسر الجمود فى العلاقات بين البلدين.
فى عام 2002 كشفت جماعة معارضة إيرانية أن طهران تسير بخطى حثيثة لتطوير منشآت نووية بما فى ذلك محطة ناتانز لتخصيب اليورانيوم ومفاعل للمياه الثقيلة فى آراك، واتهمت الولايات المتحدة إيران بتطوير برنامج أسلحة نووية سرا، وتلى ذلك عشر سنوات من تعاون إيرانى متقطع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ونشاط دبلوماسى.
وصدقت الأمم المتحدة على أربع دفعات من العقوبات على إيران بين عامى 2006 و2010 بشأن القضية النووية.
كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عقوبات على إيران وعززت إجراءات فى عام 2012 طالت القطاع المالى، كما انتهجت دول عدة نفس نهج العقوبات.
وزعمت وزارة الخزانة الأمريكية فى عام 2013 أن العملة الإيرانية فقدت ثلثى قيمتها خلال العامين الماضيين.
وخلال خطابه حالة اتحاد، انتقد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إيران ووصفها بأنها طرف ضمن «محور الشر» مع العراق وكوريا الشمالية.وتسبب الخطاب فى إثارة غضب إيران.
2005-2013.. رئاسة أحمدى نجاد المتشدد
وصلت العلاقات بين واشنطن وإيران أوج توترها فى عهد الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد، المتشدد، فى 2005، وأدت تصريحات نجاد المثيرة للجدل ومن بينها تشكيكه فى المحرقة النازية «الهولوكوست» إلى سوء العلاقات بين إيران والغرب.
كما أدت إعادة انتخابه فى عام 2009 إلى أسوأ اضطرابات داخلية منذ عام 1979، اتهمت طهران واشنطن بالوقوف إلى جانب هذه الاحتجاجات وزرع القلاقل فى البلاد.
وفى عام 2010، أشعل خطاب نجاد فى الأمم المتحدة احتجاجات بعد زعمه أن معظم الشعب يعتقد أن الحكومة الأمريكية متورطة فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر.
بعد انتخاب حسن روحانى، المحسوب على الجبهة الإصلاحية فى إيران، كانت هناك توقعات بأن يظهر الرئيس الجديد مرونة أمام الإدارة الأمريكية، وخلال رحلته لحضور اجتماعات الجمعية العامة فى الأمم المتحدة فى نيويورك 2014، أجرى الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكى باراك أباما، وهو الاتصال الهاتفى الأول بين رئيسى الولايات المتحدة وإيران منذ 34 عاما.
وأعرب الرئيسان عن عزمهما على تسوية النزاع الدائر منذ فترة طويلة بشأن البرنامج النووى الإيرانى.
ووقّعت إيران والولايات المتحدة الأمريكية ودول مجموعة 5+1 اتفاقا نوويا تاريخيا فى 14 يوليو 2015، بعد محادثات ماراثونية، حظيت بدعم أمريكى كبير، وموافقة المرشد الأعلى فى طهران.
الرسائل المتبادلة بين «أوباما» و«خامنئى» مهدت لإذابة الجليد.. خطاب «روحانى» المعتدل فتح الباب لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين
فتحت الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن فى السنوات الأخيرة، الطريق أمام رغبة فى التوصل لاتفاق ينهى الأزمة النووية، ورغم إطلاق طهران شعارات «الموت لأمريكا» فى مناسباتها السياسية، فإن رد المرشد الأعلى على هذه الرسائل كانت مؤشرا قويا وعكس رغبة الطرفين فى التوصل لحل بشأن البرنامج النووى الذى استمر 12 عاما، بل رغبة فى التعاون لدحر تنظيم داعش الإرهابى، حسب الرسالة السرية الأخيرة من المرشد الأعلى آية الله على خامنئى والرئيس الأمريكى باراك أوباما،التى تم الإعلان عنها فى فبراير 2015 الماضى، وسواء خامنئى أو سلفه آية الله الخمينى، لم يكونا على اتصال مباشر مع الولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية.
خمس أو 6 رسائل تم تأييدها من قبل واشنطن وطهران، قدمت اقتراحات فى إحداها بالتعاون لمكافحة الإرهاب فى حال التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووى، وخطاب آخر كان قد بعثه خامنئى لأوباما عام 2009 عند توليه فترة رئاسته الأولى للولايات المتحدة، أشار إلى انتهاكات ارتكبتها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيرانى فى السنوات الستين الماضية، كما بعث أوباما إلى طهران رسالة ثالثة فى يناير 2012 عبر قناة سرية إلى المرشد الأعلى على خامنئى، بشأن القضايا المتعلقة بمضيق هرمز ودور البلدين.
لم تكن الرسائل وحدها تكفى، بل جاء خطاب روحانى أكثر اعتدالا عن سابقه نجاد الذى اتسم بالانتقادات اللاذعة لأمريكا وتكرار أن أمريكا هى العدو على الدوام، على العكس خاطب روحانى العالم الخارجى، ليقدم صورة جديدة لبلاده مغايرة للصورة التى ارتسمت فى أذهانه السنوات الأخيرة، وربما شجعت هذه النبرة المعتدلة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على التواصل المباشرة مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متناسيا شعارات الموت التى تطلق على بلاده بعد صلوات الجمعة وفى يوم القدس والمناسبات السياسية، واللافتات التى تندد بسياسات بلاده، وأجرى أول اتصال هاتفى منذ 34 عاما مع روحانى على هامش الجمعية العامة العام الماضى، مما دفع الطرفين لإذابة الجليد وربما التفكير بالمصالح المشتركة.
مسؤولون ومحللون أمريكيون يؤكدون استمرار خطر إيران «النووية».. «بايدن»: الاتفاق لا يلغى احتمالية استخدام القوة.. و«خامنئى» يحذر من دول لا يمكن الوثوق بها
بعد مرور نحو 40 عاما على احتجاز مجموعة من الطلاب الإسلاميين المتطرفين، فى إيران، نحو 52 مواطنا أمريكيا طيلة 444 يوما داخل مقر السفارة الأمريكية فى طهران، سبقهم إسقاط حكم الشاه محمد رضا بهلوى فى 1979، مما أسفر عن قطيعة وعداء طيلة قرابة 4 عقود، عقدت الولايات المتحدة وإيران هذا الشهر اتفاقا تاريخيا يؤكد انتصار الدبلوماسية على حساب القوة العسكرية.
الاتفاق الذى عقدته مجموعة 5+1، التى تضم دول الفيتو الخمس «الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا» بالإضافة إلى ألمانيا، ينص على أنه مقابل الرفع التدريجى للعقوبات الاقتصادية الدولية، فإن إيران سوف تخفض %98 من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بحيث يصبح 300 كيلوجرام بدلا من 10 آلاف كيلوجرام، والتى يمكن معالجتها لتصبح وقودا للقنابل، وكذلك تخفيص عدد أجهزة الطرد المركزية المستخدمة فى تخصيب هذا الوقود، بنسبة الثلث لتصل إلى 5060 بدلا من 9500.
لا بد من تقليص عدد أجهزة الطرد المركزية على مدى 10 أعوام، أما بالنسبة لليورانيوم فعلى مدى 15 عاما، فيما أن عملية الرصد الواسعة لسلسلة التوريد بأكملها، من تعدين اليورانيوم وطحنه، وصولاً إلى تحويل الكعكة الصفراء وتخصيب سداسى فلوريد اليورانيوم، أو UF6، ستستمر لمدة 25 عاما، كما يجب إزالة صلب مفاعل الماء الثقيل فى آراك وإعادة تصميمه، ولن يُسمح لإيران بامتلاك أى قدرات على إعادة المعالجة، وسوف يكون الإيرانيون ملزمين بمراعاة «البروتوكول الإضافى» ل«معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية» إلى الأبد.
أمريكا تتطلع لتعاون أوسع وإيران ترى فرص لعلاقات أفضل
يبشر الاتفاق بعلاقات جديدة بين إيران والولايات المتحدة، ففى تصريحات سبقت إتمام الاتفاق فى فيينا بأيام قليلة، قال مسؤول إيرانى بارز، شارك فى المحادثات، فى تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال: «إذا قطعنا اتفاقا بشأن القضية النووية، فستكون هناك فرص لعلاقات أفضل بين إيران والولايات المتحدة».
تطلع الولايات المتحدة لتعاون أوسع مع إيران على صعيد قضايا المنطقة، يؤكد تصريحات المسؤول الإيرانى، حيث صرح الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى اليوم التالى للاتفاق، بأن لإيران دورًا فى إنهاء الحرب الدامية فى سوريا، وأكد أوباما، أنه لا يوجد حل عسكرى للنزاع فى سوريا الذى استقطب عددا من الأطراف الدولية، وواصل بأن إيران أحد اللاعبين المهمين فى النزاع، مضيفا: «أعتقد أنه من المهم أن يكونوا «الإيرانيون» جزءا من هذا».
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه على الرغم من زيادة مخاوف الغرب من أن الاتفاق الذى تم الإعلان عنه، الثلاثاء الماضى، يشير إلى إمكانية تقوية العلاقات بين واشنطن وطهران، فإنه سيعمل على تغيير شكل العنف فى الشرق الأوسط، بل أشارت إلى أن الكثيرين داخل وخارج واشنطن، يرون أن التسرع الأمريكى فى الوصول لاتفاق مع إيران علامة على ابتعاد البيت الأبيض عن حلفائه التقليديين.
تراجع قلق الرأى العام الأمريكى من إيران
يرى معهد «جالوب» للأبحاث أنه مثلما لايزال مستقبل الاتفاق النووى غامضا، كذلك الأمر بالنسبة للعلاقات المستقبلية بين الغرب، بما فيه الولايات المتحدة، وإيران، غير أنه يشير وفقا لنتائج استطلاعات رأى على مدى السنوات السابقة إلى تراجع محدود فى القلق من إيران بين الأمريكيين، فبين عامى 2006 و2012، تصدرت إيران القائمة عندما سأل «جالوب» الأمريكيين عن أكبر عدو للولايات المتحدة.
وبحسب مقال لرئيس معهد جالوب، منشور على الموقع الإلكترونى لمركز الأبحاث الأمريكى، فإن نفس الاستطلاع الذى أعيد العام الماضى، أظهر تعادل إيران مع كوريا الشمالية، حيث جاءتا فى المركز الثانى خلف الصين، فيما تراجعت فى استطلاع 2015، خلف روسيا وكوريا الشمالية والصين، حيث عادلت تقريبا العراق بنسبة %9 من الآراء التى شاركت فى الاستطلاع.
إيران لا تزال تشكل خطرا وخامنئى يحذر من القوى الكبرى
بينما يتفق الكثير من المراقبين على أن الاتفاق النووى يمهد الطريق لعلاقات جديدة بين البلدين، فإن إيران تظل تشكل خطرا على الولايات المتحدة، من وجهة نظر كثيرين آخرين، لاسيما فى ظل وجود ما يصفه البعض ب«الثغرات» فى الاتفاق النووى.
وفضلا عن رفض الجمهوريين فى الكونجرس للاتفاق النووى بسبب شكوكهم فى مراوغة إيران فى الالتزام الجاد به، فإن الجنرال جوزيف دانفورد، المرشح لرئاسة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، لم يتوان فى القول: «إنه بغض النظر عن وجود اتفاق بين أمريكا وإيران أم لا، ستكون طهران دائما صاحبة التأثير الضار على جميع أنحاء المنطقة».
وفى المقابل حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله على خامنئى فى رسالة وجهها إلى الرئيس الإيرانى حسن روحانى من أن «بعض» القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها فى تطبيق الاتفاق النووى الإيرانى، وحثه على التيقظ لأى خرق.
خيار القوة العسكرية لايزال مطروحا
وقال جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى، إن الاتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى لا يلغى احتمالية استخدام بلاده القوة ضد طهران، إذا ما شكلت الأخيرة خطرا للأمن القومى الأمريكى، وبحسب عضو مجلس النواب جانيس شاكوفسكى، فإن «بايدن» أشار خلال لقائه مع كتلة الديمقراطيين فى الكونجرس إلى «عدم وجود أى شىء فى الاتفاقية يلغى احتمالية استخدام القوة العسكرية» ضد إيران، ليؤكد بذلك الموقف الأمريكى القديم الذى بموجبه «هم جاهزون لحماية أمنهم باستخدام أى قوة ووسيلة»، وهذا الموقف الذى تتبعه الإدارة الأمريكية تقليديا ليس فى حق إيران فقط، بل مع الدول الأخرى أيضا التى تمثل خطرًا للولايات المتحدة.
بالكاريكاتير.. مراحل تطور العلاقة بين طهران واشنطن..
بينما ينقسم الأمريكيون بين مرحب بالاتفاق النووى مع إيران باعتباره البديل الوحيد للحل العسكرى، وآخرين لايزالون يصرون على أن إيران دولة عدوة، ليبقى مستقبل العلاقات بين البلدين غامضا يطارده الماضى بقوة، صورت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى»، شكل هذه العلاقات على مدى أكثر من 3 عقود وتحديدا منذ عام 1979، فى سلسلة من الرسوم الكاريكاتيرية.
«Terroran»
رسم لمذيع أمريكى يعود لحقبة السبعينيات يقول «الآن مع أخر التطورات من «تيروران» حيث مزج بين كلمة «Terrorism» التى تعنى الإرهاب وإيران، مع إظهار خريطة إيران على الشاشة شمال المذيع. وفى أواخر السبعينيات وقعت الثورة الإيرانية التى أطاحت بالشاه الموالى لأمريكا، وصعود حكم الملالى بقيادة المرشد الأعلى آية الله الخمينى عام 1979، وقد بدأ الانهيار الحقيقى فى العلاقات بين البلدين مع احتجاز طلاب إسلاميين متطرفين لمجموعة من الرهائن الأمريكيين داخل السفارة الأمريكية فى طهران، ومنذ ذلك الحين فرضت أمريكا عقوبات ضد إيران وقطعت العلاقات الدبلوماسية، فيما ظل الأمريكيون ينظرون للجمهورية الإيرانية التى تحولت إلى إسلامية باعتبارها دولة إرهابية.
«إيران- كونترا»
ويبدو أن العلاقات بين البلدين لم تنقطع تماما، فخلال الثمانينيات، هيمنت فضيحة «إيران- كونترا» على عناوين الصحف الأمريكية، حيث عمدت الولايات المتحدة سرا على شحن أسلحة إلى إيران بزعم الحصول على مساعدة طهران فى الإفراج عن رهائن أمريكيين يحتجزهم حزب الله فى لبنان، وقيل إن العائدات من بيع الأسلحة ستستخدم فى تمويل متمردى الكونترا فى نيكاراجوا، وقد خلفت الفضيحة أزمة سياسية للرئيس الأمريكى رونالد ريجان، آنذاك. والكاريكاتير هناك يظهر ريجان واقفا أمام وسائل الإعلام بينما فى الواقع هو يركع أمام آية الله، ويمسك بيده ورقة مكتوبا عليها «الأسلحة فى مقابل تحرير الرهائن».
«محور الشر»:
فى حين كانت هناك عدم ثقة عميقة تجاه إيران داخل الولايات المتحدة على مدى عقود، فإنها لم تكن دائما العدو الأول للشعب الأمريكى، وفى عام 2001، أظهر استطلاع رأى أمريكى أن الأمريكيين يرون أن العراق تمثل التهديد الأكبر لهم تليها الصين، وفى ذلك الوقت كان %8 من الأمريكيين يرون إيران التهديد الأكبر، لكن بعد استخدم الرئيس الأسبق جورج بوش لتعبير دول «محور الشر»، التى تشمل إيران تغير الانطباع، والرسم يتحدث عن العقد الماضى حيث بدأت إيران اتخاذ خطوات جادة فى برنامجها النووى، وهو ما كان مثار توتر قوى خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ويظهر بوش ونظيره الروسى فلاديمير بوتين وخلفهما مخزون من الأسلحة النووية لبلادهما، ولكنهم يتحدثون إلى إيران وكوريا الشمالية اللذين لا يمتلكان الكثير من هذه الأسلحة، وإذ ببوتين يقول لهم: «ليس من اللطيف أن تلعبا بالأسلحة النووية.. افعلوا فقط ما نقوله وليس ما نفعله».
«القضية النووية»:
بحلول عام 2004، تزاحمت التساؤلات بشأن الطموحات النووية لإيران، وقد أقرت إيران بمعالجة «الكعكة الصفراء» الخاصة بتخصيب اليورانيوم، لكن الرئيس محمد خاتمى أصر وقتها أن الأغراض النووية لبلاده سلمية، وقد دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران وقتها لتعليق جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، والرسم يظهر عدم ثقة من جانب الغرب بشأن تصريحات القادة الإيرانيين الخاصة بسلمية أغراضهم حيث يظهر خاتمى ممسكا بأنبوب تجارب نووية، وإذ به يخرج ما يشير إلى الشر النووى، كناية عن الأسلحة النووية.
«الموت الإسرائيلى»
بحلول عام 2006، كان ينظر لإيران بوصفها البلد الذى يشكل أكبر تهديد لأمريكا، وفقا لاستطلاعات الرأى، وتزامن ذلك مع انتخاب الرئيس الجديد محمود أحمدى نجاد، الذى اكتسب سمعة سيئة لتصريحاته المثيرة للجدل تجاه إسرائيل والهجمات الإرهابية التى استهدفت أمريكا فى 11 سبتمبر 2001، والرسم يظهر دعم روسيا للبرنامج النووى الإيرانى فى مواجهة الولايات المتحدة، حيث يقود بوتين عجلة بخارية تحمل نجاد الذى كتب على مقعده «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا»، بينما يحتضن صاروخا نوويا.
«أحمدى نجاد»
كان الرئيس الإيرانى السابق المتشدد، أحمدى نجاد، يعتقد أن إيران لديها حق غير قابل للتصرف لإنتاج الوقود النووى، وهو ما جعله يزداد عنادا فى مواجهة العقوبات الصارمة التى فرضتها على بلاده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
«عراب الاتفاق»
الرسم يصور وزير الخارجية جون كيرى، الذى كان له الدور الأكبر فى الاتفاق النووى برئيس الوزراء البريطانى الشهير نيفيل تشامبرلين، الذى تميزت سياسته الخارجية بالحرص على السلام فترة حكمه بين عامى1937 و1940.
«عدم الثقة»
بحسب استطلاع أجرى عشية توقيع الاتفاق النووى، فإن النجاح الدبلوماسى لن يغير مخاوف الأمريكيين من إيران، الكاريكاتير يظهر كيرى مقدما غصن الزيتون لإيران كبادرة للسلام لتخليها عن التسليح النووى، لكن أحد متشدديها يقطع يد وزير الخارجية الأمريكى التى تحمل الزيتون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.