فجر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادى بجماعة الأخوان المسلمين، خلال الندوة "المواطنة والديمقراطية" التى عقدت مساء أمس، الأربعاء، بنقابة الصحفيين، مفاجأة حول عدم رضائه بإعلان الجماعة رفض تولى المرأة لرئاسة الجمهورية بشكل معلن، مفضلا أن تكون الجماعة محتفظة برأيها فى هذا الشأن، خاصة مع عدم وجود نصا يحرم ذلك، منتقدا تراجع دور الأزهر الشريف فى المجالات المختلفة، وفى تقديم وتطوير العلوم الدينية، قائلاً: "الأزهر الشريف أصيب بالشلل بعدما اتبع الحكومة وأصبح ينفذ تعليماتها فقط". وبالنسبة لمفهوم المواطنة قال أبو الفتوح: "إن أى تمييز فى الحقوق والواجبات يعد جرحاً للمواطن، حيث إنها إحساس داخلى مرتبط بالأرض وليست خاضعة لتيارات سياسية أو أحزاب"، قائلاً" "إنه ليس فقط من ينتمى إلى الحزب الوطنى يعد مواطناً، حيث أصبح الوطنى نادى المصالح". واعتبر أن القيم الموجودة فى الإسلام والمسيحية هى أحد أهم أسباب استمرار الوحدة الوطنية، على الرغم من أن احتياج بعض القيم للمراجعة نتيجة اختلاف الزمان، مشيراً إلى أن البعض يلجأ إلى استخدام أسلوب "الإرهاب الفكرى" بناءً على قيم قديمة. بينما فسر د.حنا بولس، المفكر القبطى، مفهوم الديمقراطية ودورها فى التنمية وقال: "إن مصر تشهد حالياً بدء مرحلة المخاض فى الحياة السياسية وخروجها من غرفة الإنعاش، حيث يجب على الشعب المصرى استيعاب السلبيات الموجودة فى البلد لتصحيحها". وأشار أنه لا يوجد فى السلطة من يؤمن بمفهوم الحرية، وهو الشعور الذى أدى إلى تولد أزمة انعدام الثقة بين الشعب المصرى والسلطة، منتقداً غياب ثقافة الحقوق لدى الشعب الذى تعود على أن حصوله على حقوقه أصبح نوعاً من العطاءات والهدايا من الرؤساء، متناسيين أنها حقوق واجبة لهم فى المقام الأول والأخير، مضيفاً أن كل ما يشاع بأن الأغلبية على صواب دائماً هو مفهوم خاطئ، لأن هناك ما يسمى ب"استبداد الأغلبية". واعتبر المفكر القبطى أن السياق الذى تطرح فيه المواطنة سياق طائفى معيب، مشيراً إلى أن فكرة الوطن داخل مصر تبدو مُركبة ولا يمكن بناء وطن حر على استقطاعات تاريخية. وقال "تجرى حالياً مساومات سياسية بين أطراف متصارعة حول مفهوم المواطنة، ولا يوجد اتفاق مبدئى بين القوى السياسية المتحالفة عن حقوق المواطن، وكل القوى تفسر هذا المفهوم وفقاً لحساباتها، مما يضعف مكانتها فى الشارع السياسى". من جانبه قال المستشار محمود الخضيرى، منسق جماعة "مصريون من أجل انتخابات حرة ونزيهة" ونائب رئيس محكمة النقض المستقيل، إن معتقلى جماعة الإخوان المسلمين يشعرون بأنهم غير مواطنين. وتساءل الخضيرى قائلا: "هل الأغلبية هى التى تنادى بالإصلاح"؟، معلنا تحديه أن يترك الرئيس حسنى مبارك رئاسة الحزب الوطنى أو يتخلى عنه أو أن تجرى انتخابات حرة نزيهة، إلا إذا أُرغم على ذلك.