نشر معهد كارنيجى الأمريكى للسلام دراسة عن تحول الجماعة لإسلامية من العنف إلى الاعتدال، وتقول هذه الدراسة التى ألفها الباحثان عمرو حمزاوى وسارة جريبوسكى إن اعتراف أكبر الجماعات الجهادية فى مصر بأن العنف قد فشل فى تحقيق التغيير السياسى وأنه فى واقع الأمر كانت له آثار عكسية، قد أدى بالجماعة إلى إحداث تغيير جذرى فى منهجها. فبعد سنوات من المواجهة العنيفة مع الحكومة والمجتمع، وهزيمة أمام قوات الأمن، بدأت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد فى تقبل فشلها فى إحداث التغيير السياسى والمجتمع، وفى الاعتراف بحجم الضرر الذى تسببت فيه أنشطتهم العنيفة، التى برروها دينياً، وتأثيرها على المسلمين وغير المسلمين على حد السواء.. وقد أعطت هذه التطورات فرصة لإعادة النظر فى مفهوم الجهاد بشكل ينبذ العنف ويعيد صياغة الاتجاهات المتعلقة بالدولة والسياسة والمجتمع. وتمضى الدراسة التى جاءت تحت عنوان "من العنف إلى الاعتدال: الجماعة الإسلامية والجهاد" فى القول بأن نفس المفاهيم الإسلامية التى استخدمت من قبل لتبرير العنف، قد تم إعادة تفسيرها لتحث على النشاط الاجتماعى والسياسى السلمى. وقد قدمت الوثائق الإصلاحية للجماعة الإسلامية تحليلاً هاماً يستبعد استخدام العنف لتحقيق أهداف الجماعة وهناك مجموعة من العوامل التى منعت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد من التنفيذ الكامل لهذه الآراء، منها رفض النظام الحاكم السماح لأعضاء الجماعة بالإندماج فى نسيج البلاد السياسى والاجتماعى، وتحدى جماعة الجهاد بشكل محدد لنشر الأفكار الإصلاحية من خلال حركتها المجزأة التى لا تزال إلى حد كبير تتغاضى عن العنف، لكن على أية حال، كما تشير الدراسة إعادة النظر فى مفهوم الجهاد قد أدى بكلا الجماعتين إلى التخلى عن العنف وتحول المناخ الإسلامى فى مصر نحو الاعتدال.