رئيس جامعة طنطا يتفقد انتظام العملية التعليمية بكليتي الهندسة والتربية الرياضية    مقتل قيادي بالجماعة الإسلامية في غارة إسرائيلية على سهل البقاع اللبناني    4 شهداء و15 مصابًا في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين ببيت لاهيا    حسين لبيب عن تجديد عقد زيزو: «سيبونا نشتغل»    نجم الزمالك السابق: أجواء سوبر 94 مشابهه تمامًا ل2024.. والأهلي كان متخيل أنه ضمن الفوز    «كوت أوفسايد»: الموسم الحالي قد يكون الأخير ل محمد صلاح في ليفربول    قدرها 10 آلاف دولار.. 6 أفلام تتنافس على جائزة نجمة الجونة الخضراء    لمسات فنية.. معرض تشكيلي في ختام النشاط الصيفي بالإسماعيلية    بدء العمل في طريق مدرسة الشعراوي بالمدامود وفك شدة خشبية بدون ترخيص    محافظ المنيا يتفقد أعمال تطوير فندق الجامعة    ليبرمان يدعو إلى تدمير كل القرى الجنوبية الحدودية في لبنان جوا قبل اجتياحه بريا    هل قصد ناصر منسي الرد باحتفاله على رامي ربيعة وعمر كمال؟.. اللاعب يوضح    إخلاء سبيل متهمين بتجميع مدخرات العاملين فى الخارج بكفالة 10 آلاف جنيه    زيلينسكي: روسيا أسقطت 900 قنبلة على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي وحده    نقيب الأشراف ينعي شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم    المفتي يستقبل وفدًا رفيع المستوى من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا لتعزيز التعاون    "الجونة السينمائي" يكشف عن أفلام مسابقة الأفلام القصيرة بدورته السابعة    الأزهر يناقش مفهوم التربية الجمالية: كيف يكون جمال المظهر والمخبر    وزير المالية يفتتح مؤتمر «بورتفوليو إيجيبت» بحضور كبار الاقتصاديين غدا    بيان مهم بشأن حالة الطقس في الليلة الأخيرة من سبتمبر: «مفاجآت غير متوقعة غدًا»    "الأحوال المدنية" يواصل إيفاد القوافل المتنقلة لاستخراج بطاقات الرقم القومى والشهادات المميكنة    ضبط مواد غذائية مجهولة المصدر بحملة تموينية فى العاشر من رمضان    مصرع شاب في تصادم دراجة بخارية وتريلا بقنا    مصرع صياد غرقًا أثناء عمله في بحيرة المنزلة    ضبط 150 طن مخلفات بلاستيكية ومخصبات زراعية مجهولة المصدر بالقليوبية.. صور    رئيس حزب الاتحاد: الشرق الأوسط ينزلق إلى حرب شاملة    الأمانة العامة بالنواب تخطر الأعضاء بجدول الجلسات البرلمانية    مدير إدارة حدائق أكتوبر التعليمية تتفقد انتظام سير الدراسة بعدد من المدارس    محافظ أسوان يشدد على الانتهاء من إحلال وتجديد خطوط مياه الشرب والصرف بكسر الحجر    محافظ المنيا يتفقد أعمال تطوير فندق الجامعة ويؤكد: يسهم في تنشيط السياحة    بندارى: جماليات اللغة الساخرة والتفاصيل الصغيرة    «المالية»:تحسين الخدمات الضريبية وتوحيد المعاملات بالمناطق والمأموريات    الصحة تخصص خطا ساخنا للاستفسار عن أماكن توفر تطعيم السعار    ماء الليمون الأبرز.. 6 مشروبات صباحية لتقليل الإمساك وتحسين الهضم    نجاح الفريق الطبي بمعهد القلب في إجراء تدخل جراحي دقيق لإنقاذ حياة مريض    إعادة تشغيل الصيدلية التجارية بعيادة السلام للتأمين الصحي ببني سويف    رئيس جامعة القاهرة يشهد احتفالية تخرج دفعة 2024 بكلية الإعلام    سيارات تويوتا وجيب وبيجو للبيع في مزاد علني.. الشراء بالرقم القومي    عادل السنهوري ل شريف مدكور: عبقرية سيد درويش أن ألحانه تعيش منذ 100 عام    محمد صلاح ينضم لمعسكر منتخب مصر 7 أكتوبر استعدادا لمباراتي موريتانيا    ميقاتي: يجب وقف إطلاق النار على جميع الجبهات ومن ضمنها غزة حتى نتمكن من تطبيق القرار 1701    متفوقة علميًا وطيبة السمعة، الإدارية العليا تلغي استبعاد فتاة من وظيفة قضائية    احذر.. حبس وغرامة مليون جنيه عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص    بعد واقعة اكتشاف سحر مؤمن زكريا داخل المقابر.. ما رأي الدين في السحر والسحرة؟    هل اقترب موعد العمل العسكري؟.. تصريح قوي من وزير الخارجية بشأن سد النهضة    الرئيس السيسي: ندير أمورنا بشكل يحفظ أمن واستقرار بلادنا والمنطقة    بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور    نشاط مُكثف لوحدة السكان بالديوان العام بالشرقية    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص أمام مدخل الجبلاو بقنا    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    نشرة الأخبار، الكشف عن جنسية جاسوس أبلغ تل أبيب بمعلومات موقع حسن نصر الله، وإسرائيل اغتالته ب 85 قنبلة وطائرة F16    توزيع 1000 شنطة سلع غذائية على الأسر الأولى بالرعاية في كفر الشيخ    الصحة تنظم برنامجا تأهيليا لأطباء الصدرية بالتعاون مع الجمعية المصرية للشعب الهوائية    "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله    الرئيس السيسي يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة (بث مباشر)    أول تعليق من هانز فليك بعد رباعية اوساسونا    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    داعية إسلامي يضع حلًا دينيًا للتعامل مع ارتفاع الأسعار (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى فصول «البدارى».. السيدات يحاولن «فك الخط» وتعلم القراءة والكتابة بعد سنوات من الأمية.. «قناوية»: «بنتعلم علشان نقرأ الأسماء على «الموبايل».. و«هويدا»: «علشان نعرف نقرأ المكتوب على الأدوية»

بخطوط يبدو عليها الحذر أكثر من التلقائية تحاول «نبيلة» بكل ما أوتيت من طموح أن تسطر اسمها الثنائى مشابها لما كتبته لها معلمتها، لم تخجل من أن تقوم المعلمة التى تساوى تقريبا عمر بنت «نبيلة» الكبرى بإرشادها وتوجيهها، لتحقيق حلم تأخر 40 عاما، لكى تستطيع القراءة والكتابة «على الأقل اسمى»، تقول بخجل لا يتناسب مع عمرها.
12 فصلا فتحته مؤخرا إحدى الجمعيات فى قرى البدارى الحدودية لمحو الأمية، بتمويل من جمعية كاريتاس، لتعليم الفتيات، ليتوافد على الفصول سيدات القرية من مختلف الأعمار السنية، أملا فى تخطى ما فاتهن، تستيقظ «نبيلة» فى الفجر يوميا، لكى تنهى أعمالها المنزلية قبل أن تحمل طفلها على كتفها، وتتجه إلى الفصل الذى لا يبعد سوى شارع عن منزلها، وهو ما جعل زوجها يوافق على الالتحاق به.
«نبيلة» وسواها من الدارسات فى الفصل كن يتمنين تعلم كتابة أسمائهن أولا، حيث تقول «نبيلة» إنها أحبت شكل اسمها بعد كتابته، تتدخل قناوية، 37 سنة، قائلة: «علشان أعرف اقرأ الأسامى على التليفون المحمول»، وتساندها «هويدا» 40 سنة، قائلة: «علشان نعرف نقرأ أسامى الأدوية على الأقل».
تنقسم الفصول إلى 4 بقرية العتمانية و8 بقرية النواورة، يتولى التدريس فى الثلاث فصول التى زارتها «اليوم السابع» إحدى فتيات القرية واللاتى كن يحملن شهادة «دبلوم تجارة»، وهى أقصى شهادة تشجع الأسرة بناتها على الوصول إليها، لا تذهب إلى مكان إلا وتسمع أن الرغبة فى التعليم تزايدت كثيرا لدى الأسر، فالأسباب التى منعت الملتحقات بالدروس من استكمال تعليمهن وهى اعتبار تعليم الفتاة «عيب» أو تفضيل الذكر فى الأسرة على الفتاة فى التعليم، فى ظل ظروف اقتصادية لا يقوى فيها الأب سوى على اختيار واحد فقط من أولاده لاستكمال دراسته، ما يجعل الفتيات مرشحات ليكن ضحايا لهذه الظروف، حتى إن إحداهن ادعت لوالدها أنها صماء حتى لا تكمل دراستها، بينما كان والد أخرى يحبسها فى المنزل حتى لا تخرج، وترى الأطفال يذهبون إلى مدارسهم فتطالبه بالدراسة.
السيدات يحاولن عدم الخروج من حسابات التعليم، كما سقطن فى السابق، كيلا يخطئن فى إعطاء الأدوية لأولادهن مثل «سامية» التى كاد ابنها أن يضيع منها بسبب دواء «غلط» لولا إنقاذه فى الثوانى الأخيرة، هناك أيضا «زينب» ابنة الخمسة عشر عاما التى تعبت من العمل فى الغيط، وتتمنى أن تجد أى عمل آخر، لكن ذلك لن يحدث دون شهادة، و«فادية» التى تريد «فك الخط» حتى تستطيع أن تقضى مصالحها خارج القرية التى لم تخرج منها طوال عمرها البالغ 30 عاما، لأنها لا تعرف الطرق ولا أسامى الشوارع، وتخشى أن يخدعها من تسألهم عن الطريق.
3 فصول تعج بالسيدات اللائى يحكين تقريبا نفس الظروف التى لا يوجد أى أمل لكسرها سوى عبر جمعيات المجتمع المدنى، بينما يغيب فى حديثهن أى شىء يتعلق بدور الدولة فى مساعدتهن، ليبقى محو أميتهن الخطوة الأولى التى لا تستوعب فصولها سوى عدد محدد من السيدات اللواتى تسودهن الأمية، وتبقى أحلامهن فى أية مشاريع تنتشلهن من الفقر هو الهدف القادم التى ينتظرونه حاليا.
تراجع الأعمال التنموية بالقرى هنا، وتجاهل الدولة التام للقيام بأى دور لانتشال مواطنيها من مشاكلهم، يعكس العديد من الأوجه ليس فقط الأمية، فلا تعلم «أمينة» شيئا عن المتابعة الصحية للسيدات طوال فترة الحمل، كما ترد مع غيرها من السيدات أن الوحدة الصحية بالعتمانية لم يدخلها طبيب منذ عامين، ولا يوجد فيها سوى الممرضات.
بينما لا تقوى بعض السيدات على دفع الكشف للطبيب الخاص الذى يصل إلى 35 جنيها، ما زالت نساء أغلب القرى يتمسكن بزواج الأقارب، لا يعلمن شيئا عن الكشف الطبى ما قبل الزواج، كما أن أغلبهن يتزوجن من رجال كبار بالسن، كما يبلغ متوسط الإنجاب ما لا يقل عن 6 أطفال، مع وجود لبعض الحالات التى تتجاوز هذا المعدل، فهناك «هناء» لديها 11 طفلا، و«سلوى» لديها 10 أطفال، ومع ذلك يشكين سوء الأحوال المادية.
الخروج من قرى البدارى بالرغم من كل ما يشاع عنها من توتر أمنى وتأججها بالحوادث الثأرية والسلاح، إلا أنه لا يعكس سوى أن الدولة التى تشكو من ارتفاع مستوى الخروج عن القانون فى المركز وغيره من مراكز أسيوط المشتعلة، لم تأت يوما لتفقد تلك المناطق لكى تلمس المشكلات المجتمعية على أرض الواقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.