استقبل الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية، وفدًا بلجيكيًّا برئاسة جيير موييل- مدير العلاقات الثنائية بالخارجية البلجيكية، وجل هيفارت، سفير بلجيكا فى القاهرة، لعقد مباحثات حول كيفية التعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب. وأكد مفتى الجمهورية خلال اللقاء أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى انتشار مثل هذه الأفكار المتطرفة خاصة بين الشباب، ولكنها مجموعة مركبة من الأسباب. وأضاف المفتى أننا بحاجة إلى دراسة مستفيضة لأسباب انتشار ظاهرة التطرف والانضمام إلى الجماعات الإرهابية بين الشباب الأوروبى؛ حتى يمكننا التعامل معها بشكل منهجى وعلمى. وقال إن معالجة التطرف تحتاج إلى السير بالتوازى فى مرحلتين الأولى وقائية لحماية الشباب وغيرهم من تلك الأفكار المتشددة وتفكيكها والتى تؤدى بهم إلى الانضمام لداعش، ومرحلة علاجية لهؤلاء الشباب الذى عاد من براثن داعش من أجل احتوائهم وتصحيح فكرهم. وأشار مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء كان موقفها واضحًا منذ البداية، وهو الرفض التام والتصدى لتلك الممارسات الإجرامية، وكشف الغطاء الشرعى الذى أعطته داعش لأفعالها الإرهابية عبر تصحيح تلك المفاهيم المشوهة التى تستند إليها داعش. وأكد أنه لا ينبغى أبدًا إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامى بسبب مجموعة من المنحرفين الذين ابتعدوا عن التعاليم الإسلامية السمحة، وتبنوا فكرًا معوجًا للنصوص لتسخيرها من أجل تحقيق أغراضهم الدنيئة. ولفت مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء استخدمت وسائل التواصل الحديثة مثل شبكات التواصل الاجتماعى لتتبع تلك الظاهرة؛ حيث أنشأت صفحة بالعربية وأخرى بالإنجليزية للرد على داعش وتفكيك أفكارهم، كما أصدرت مجلة إلكترونية للرد على مجلة دابق التى يصدرها التنظيم الإرهابى. من جانبه أشاد مدير العلاقات الثنائية بالخارجية البلجيكية بجولة فضيلة المفتى الأوروبية التى أجراها مؤخرًا، ومن قبلها زيارته للاتحاد الأوروبى، وما حققته من نجاح كبير. كما أثنى على المجهودات التى تبذلها دار الإفتاء لمواجهة التطرف والإرهاب، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، من أجل القضاء على هذا الخطر الداهم.