أكدت ماريا دل بيلار جونثاليث مياوى مسئولة المعلومات والتوعية بمكتب الأممالمتحدة لمساندة الخطة العشرية الدولية "المياه مصدر الحياة" أن عدد ضحايا الأمراض الناجمة عن عدم جودة المياه يفوق عدد ضحايا الحروب فى العالم، مشيرة إلى أن 80% من الأمراض فى الدول النامية مصدرها تلوث المياه وأن 1200 مليون شخص فى العالم يعانون من الأمراض لاستهلاكهم مياه غير نقية. وقالت المسئولة الأممية - فى ندوة حول جودة المياه نظمها المركز الثقافى الأسبانى بالقاهرة "معهد ثربنانتس" - إن موقف المياه والصرف الصحى خلال عام 2010 غير مشجع على الإطلاق، فهناك 884 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على المياه النقية، معظمهم يعيشون فى المناطق الريفية وهناك ما يزيد عن 2600 مليون شخص فى العالم لا يتمتعون بنظام الصرف الصحى . وأضافت أن هذا الوضع المتعلق بالصرف الصحى له نتائج خطيرة على جودة المياه، لأن هذا يعنى صرف مياه الصرف الصحى غير المعالجة فى الأنهار، وغيرها من موارد المياه الأخرى وبالتالى يؤثر على جودة المياه، مشيرة إلى أن من 80 إلى 90% من المياه التى تصرف فى الأنهار غير معالجة على الإطلاق حيث إن هناك مليونى طن من مياه الصرف الصحى غير المعالجة تصرف فى الأنهار. وأشارت إلى أن كثيرا من الصناعات التى كانت تتعرض لقيود فى مجال الصرف فى الأنهار فى الدول المتقدمة أخذت تنتقل لدول أخرى لا يوجد فيها مثل هذه القيود. ولفتت إلى أن الموقف سيزداد سوءا، بسبب زيادة تعداد سكان العالم والهجرة من الريف للمدينة، حيث إن معدل إنشاء البنية التحتية للصرف الصحى لا يتواكب مع زيادة سكان المناطق الحضارية . وقالت ماريا دل بيلار جونثاليث مياوى مسئولة المعلومات والتوعية بمكتب الأممالمتحدة لمساندة الخطة العشرية الدولية "المياه مصدر الحياة" إن الأممالمتحدة تحاول معالجة هذا الوضع من خلال العمل فى عدة حقول منها تشجيع الدول على إبرام اتفاقيات دولية تحافظ على جودة المياه. وأشارت إلى أنه من أهم هذه الاتفاقيات اتفاقية حماية مصادر المياه وانتقالها من دول لأخرى، وهى تلزم الدول بمراقبة المياه والحفاظ على سلامتها ووقعت عليها 36 دولة، وهناك اتفاقيات أخرى تتعلق بصرف المياه الصناعية فى الأنهار، واتفاقيات تتعلق بصرف المواد الكيماوية مثل المبيدات الحشرية وغيرها، كما أن هناك اتفاقية ستوكهلم تتعلق بالملوثات العضوية فى المياه. ولفت إلى أن أغلب الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات دول أوروبية، وهناك حاجة لمزيد من الجهد من أجل توسيع العضوية فى الاتفاقيات. وقالت إن الأممالمتحدة تعمل أن تمتد هذه الاتفاقيات للمنطقة العربية، مشيرة إلى أنه فى هذا النوع من الاتفاقيات، السياسة شىء مهم، وضربت مثالا بالصعوبات التى تواجه التوصل لاتفاقية دول حوض النيل. وأضافت "أن الأممالمتحدة تصدر أدلة تبين درجة جودة المياه، وهى بمثابة عناصر إرشادية ليست ملزمة، ونحن ننصح أن تقترب مضمون الأدلة المحلية من الأدلة الدولية". وأشارت المسئولة الأممية إلى أن هناك برنامج جيمس ووتر يقوم بعملية مراقبة جودة المياه فى مختلف الفترات. ونوهت إلى أن الأممالمتحدة أنشأت منذ سنوات نظاما للتنسيق بين وكالاتها المختلفة المعنية بمجال جودة المياه، وهناك 26 وكالة تابعة للأمم المتحدة تشارك فى هذا البرنامج. وأكدت ماريا دل بيلار جونثاليث مياوى مسئولة المعلومات والتوعية بمكتب الأممالمتحدة لمساندة الخطة العشرية الدولية "المياه مصدر الحياة" أن أحد أهداف الأممالمتحدة أن يحصل كل فرد فى العالم على خدمة الصرف الصحى، مشيرة إلى أنه الأممالمتحدة تحتفل فى 22 مارس باليوم العالمى للمياه. وقالت إننا فى كثير من الأحيان نشارك دون أن ندرى فى تلويث المياه، مؤكدة على أهمية برامج التوعية لمواجهة هذا الأمر، وتربية الناس على التعامل مع المياه، والاهتمام كذلك بالبعد التقنى فى التعامل مع المياه. وأكدت على أهمية توفير الموارد المالية والبشرية والتعاون بين القطاعين العام والخاص فى التعامل مع المياه. وحذرت من أن عدم وجود رد فعل لهذه المشكلة فسوف يؤدى إلى المزيد من الضحايا، واختتم محاضرتها قائلة لدينا المعرفة والتقنية، ما بقى هو قوة الإرادة لعمل المزيد فى هذا السياق". من جانبه، قال الدكتور محمود هيكل الأستاذ بمعهد بحوث النيل إن المعهد يقوم برصد مياه نهر النيل فى أماكن متعددة موضحا أن مياه النيل غنية بالأكسجين وبالتنقية الذاتية وهى خالية من التلوث من العناصر الثقيلة لأنها تتأكسد داخل القاع. وقال إن مياه بحيرة ناصر ذات نوعية مياه جيدة، وأن مستوى تلوث مياه وقاع البحيرة بالعناصر الثقيلة لا يشكل فى الوقت الحالى أى مشكلة بيئية .