قلبى فى واد وعقلى فى واد.. من تحبنى وأحبها بلا مواربة ليست من أتباعى لا تماثلنى فكريا، لا تقتنع بآرائى السياسية ولا اتجاهاتى الدينية ولا الأيديلوجية.. أنا مقتنع أن الرجل يجب أن يكون قائد السفينة فكريا وأيدلوجيا ومن ثم سياسيا وفكريا.. يجب أن تتبعه المرأة فى ذلك.. السفينة لا يجب أن يكون فيها قطبين فى الفكر وطريقة التفكير.. نتجادل ونتناقش وتواجهنى بحججها ومنطقها الثابت وأصر وتصر وفى آخر الأمر لا تلبث أن تصمت حتى تمر العاصفة، وإذا استفزتنى نفسى لمزيد من الجدال تؤسرنى بجملة "مش مشكلة، احنا مش لازم نكون متفقين فى كل حاجة ..دى تبقى حاجة مملة حتى.." قلبى يرتاح لهذا المنطق وعقلى ومفاهيمى يرفضانه.. لقد ربانى مجتمعى وبيتى وأهلى أن "مراتى لازم تسمع كلامى".. هى ليست زوجتى ولكننى أعتبرها كذلك ولا أتخيل سواها شريكة لى، فقد استأجرت قلبى إيجارا بدون أن تدفع ولا أستطيع طردها. يراودنى سؤال دائم هل هى فرحة بعدم اتفاقنا أم تقلق وتحار؟ وربما تفكر فى تركى؟ لم أعهدها تخون مبادئها وتتظاهر بالموافقة على كلامى، أعرفها جيدا لا تقتنع بسهولة سوى بما يراه عقلها.. حبيبتى لا تخوننى وتأبى أن تخون مبادئها بل تؤثر الصمت النبيل ويتقطع قلبها بين حبها لى وأفكارها مبادئها.. الأصدقاء يتساءلون ولماذا أساسا تجادل امرأة؟ إنهم لا يتناقشون مع "زوجاتهم" فى السياسة والفكر والدين، إن المرأة فى حياتهم لدور محدد فقط.. يعرفونه وللأسف أدركه. وكل ما غرسه أهلى ومجتمعى بأن قائد السفينة هو الرجل والرجل فقط "فقد يخب أمر قوم حكمتهم امرأة" ومن هنا أكشر عن أنيابى متوعدا وأحايل روحى حتى يأتى العزم ويطلق قلبى صفارات الإنذار" يجب أن تطيعينى" .. ولو لزم الأمر لأمرك الله ورسوله "بالسجود لى.." وإذا وافقت على النقاش فيجب أن ينتهى لصالحى، إن الديموقراطية هنا هيكلية وإلا ستسود الفوضى.. يعود قلبى مرتعشا خائفا بسؤال ماذا لو لم نتفق، هل سنفارق أم نخوض حربا طرفاها عشاق، من يفوز؟ ومن يخسر؟ لماذا لا تتنازل هى؟ أليست المرأة هى من يجب عليه أن يتنازل، هى العنصر الأضعف كما أن السلف يقول "الأب يطفش والأم تعشش" نحن قوم تعودنا أن تحتوينا نساؤنا حتى إذا ضحكن علينا ومن هنا تربى فيهن المكر، لا يهم المهم ظاهريا يبدو أننى قائد السفينة. آآه ياربى! ماذا يربطنى بها إذا كانت أفكارنا لا تتلاقى إلا قليلا بل نادرا، كل منا على ثقة من آراءه كما على نفس الثقة من حبه للآخر.. أحيانا فى خضم النقاش أخاف أن أظهر مدى تبايننا معك حبيبتى حتى لا تتأثرى لكن عقلى ينادينى ويستحث ذكورتى قائلا "لا تخف.. جادلها.." أعلم بأنك ستصلين النقاش معى إلى نقطة اللاعودة وستؤثرين الصمت ولكن حتى هذا الصمت يقتلنى، فهل ستصبرين أم تدريجيا سيقل إقبالك على؟ أخشى أن تساندك قوة عقلك ومنطقك فتتخلين عنى منعا للصداع وهذا ما لن أحتمله لماذا لا يقل إقبالى عليك ولو لسنتيمترات رغم كل مناقشاتنا الحادة واختلافاتنا..؟ لست كالهرة التى تطارد من يطردها بدلال.. بل حائر وأعلم أنك تحارين مثلى.. حب امرأة مفكرة صعب ومغامرة تنسف الأدمغة نسفا، كل من أعرفهم لا يقعون فى حب امرأة تتطلع وتقرأ فى السياسة والمجتمع والدين لذا نقاط الاختلاف بينهم غالبا بسيطة وسطحية.. وهل هذه حياة؟ هل يجب على أن أبحث عن شريكة لى فى الحياة ثم بعد ذلك أبحث عن نديم لى فى الأحاديث والمسامرات والنقاش؟ من أحبها لم تسألنى يوما أسئلة نسائية معتادة "أتحبنى ؟" أو "أستظل تحبنى؟" كما لم تسألنى يوما "حلو اللبس دة ؟" هى تقرر ما ترتدى وحدها حتى دون أن تسأل صديقاتها. أتمناها ترضى غرورى وتستشيرنى فى ملابسها وأعطى أحكامى العرفية وتتحايل لكى تفلت منها .... لماذا لا نتشاجر حول هذا؟ تلتزم هى بخلق الزى المحترم ولها ذوق راقٍ ولكن أين أنا من كل هذا؟ هى ملكى، هى لى حتى زيها.. رغم أننى أتوق أن أستشيرها فى ملابسى لكن تأبى نفسى، هى لا تستشيرنى عن عمد بل تقول "مخدتش بالى إن الرجالة يفهموا فى هدوم البنات ..!" أنا فعلا لا أفقه ولكننى أحب أن"تعممنى" حبيبتى وتضحك على متظاهره إن ذوقى راقى." هل هذا كثير؟ تحب حبيبتى حسن نصر الله وتميل ناحية الحلف الإيرانى السورى، وأنا أميل نحو الحلف الآخر وأؤثر "السلام" والتوازن الإستراتيجى، أغار من حسن نصر الله، حينما تتحدث عنه بشغف واحترام.. أحب أن تذهب لتحضر الدروس الدينية لشيخ ما بعينه ولا توافق، بل تفضل الاطلاع على القضايا الدينية من عدة مصادر.. لا تؤمن بقوة ونفوذ الدعاة فى حياتها وأنا مؤمن بضرورة وجودهم بحياتنا حتى يهدونا إلى الطريق القويم.. نختلف دائما ولا نتفق إلا على حبنا لبعضنا البعض. أعود من لقاءنا مستاء ومشتاق لجدل آخرمعها.