علقت صحيفة زمان التركية على النشاط الذى يقوم به المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، فى مصر من أجل المطالبة بالتغيير، وقالت إن البرادعى الذى وصفته بالمعارض الجديد والحقيقى للنظام الحالى ينطلق من أسس إصلاحية ولا يفعل ذلك بطريقة خجولة، فهو يقوم بحملة عبر الشارع ويتواصل مع الجماعات المختلفة ما بين المصلين المسلمين والمفكرين المسيحيين والفنانيين البارزين فى مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن البرادعى ذهب إلى الصلاة بأحد مساجد المحافظات ببساطة، وهو يجسد صورة تتجاوز ما وراء المصالح الطبقية الضيقة والإيدولوجيات المختلفة، حيث يبدو أن البرادعى يتواصل مع الناس من مختلف مناحى الحياة والجوانب الاجتماعية، وما يوحد هذه الجماعات المختلفة هو تشوقها لمزيد من الحريات والسياسات الجديدة لتغيير المناخ الاستبدادى فى مصر. ويشبه شعار حملة البرادعى ذلك الذى تبناه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فهو يشير إلى أنه يحاول بناء توافق فى الآراء من أجل التغيير، وقد أسس البرادعى حملة وطنية لدعمه أهدافه تحمل اسم الائتلاف الوطنى من أجل التغيير، والتغيير فى حد ذاته كلمة مروعة لقوى الوضع الراهن، خاصة مع مساعى البرادعى ومؤيديه فى المعارضة لإقرار تعديلات دستورية وإجراء انتخابات حرة بدلاً من تلك المرتبة مسبقاً. ولايقوم البرادعى بحمع مفكرى الطبقة الوسطى فقط والنخب المعارضة حوله، فهو يعرف أنه بدون حشد الرجال والنساء فى الشوارع لن يوفر الضغط السياسى الذى يريده على النظام. وتحت هذا الضغط، فإن الحكومة ستقوم بارتكاب أخطاء، والخطأ الأكبر الذى يمكن أن ترتكبه محاولة ترويع البرادعى أو لإثنائه عن حملته، فالناس تتعاطف مع المستضعف لأنهم أنفسهم مستضعفون. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان من الممكن أن يكون تأثير البرادعى عابراً؟، وأجابت قائلة إنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن ما هو واضح أنه اختار حملة سلسة و غير خلافية من أجل البقاء على الساحة السياسية. فبدلاً من الكلام القاسى والانتقاد الحاد للنظام وكوادره، فهو يؤكد على ما ينبغى فعله من أجل الصالح العام لمصر.