إنه شخصية فريدة وعجيبة كما وصفها فضيلة شيخ الأزهر الوقور الدكتور/ أحمد الطيب بأن شخصية المسيح مليئة بالحنان والرحمة– دعونا نتأمل ونبحر فى هذه الشخصية بمناسبة القيامة.. قال السيد المسيح وهو على الصليب "قد أكمل" وقد قالها قبل أن يسلم الروح فهى أقوى وأعمق ما نطق به فهى تدل على أن موت المسيح الفدائى على الصليب هو خلاص كامل مقدم لكل البشرية ووجدنا فى هذه الشخصية الفريدة عندما قدم المسيح نفسه للصلب قد أشبع قلب الله الأب أى أن العدل الإلهى قد استوفى حقه كاملا أى أنه قد سدد كل مديونيات العالم بكل ما عليه من أعمال شر وإثم وخطية فى حق الأب. ووجدنا فى هذه الشخصية العظيمة أنه يدعو للاتضاع قائلا فى (فى 2 :15-11) "فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضا الذى إذا كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائر فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب "تميزت طاعة المسيح بتلك الصفة غير المتغيرة صفة التوافق الكامل مع تلك الإرادة فكان دائما فى غير إبطاء وغير تردد، لذلك كانت طاعة المسيح على أسمى درجة لا يمكن أن يداينها شىء (أحد). فهى إذن مستوى الكمال الذى يجب على أتباع السيد المسيح أن يجاهدوا للوصول إليه، قد تكون الطاعة بين الناس نتيجة للافتراء أو ربما للإرهاب والإرادة المعاندة وقد تكون بالتوسلات الرقيقة أو بالعقوبات الرادعة التى توقعها إرادة عليا أخرى لكن طاعة ربنا يسوع المسيح لم يكن فيها هذا الخليط لكنها نقية من منبعها لقد كان طعامه أن يعمل مشيئة الذى أرسله ويتمم عمله (يو4 :34) وتلك الطاعة الكاملة لمشيئة الله على الأرض أرضت ايضا قلب الله تمام الرضا– أن طاعة الشخصية أى شخصية المسيح المقام من الأموات هى الآن القياس والمثال الذى عليه ينسج منواله فى سلوكنا فى طاعتنا لكلمة الله وأن الطاعة المقبولة هى أن نطيع عن طريق حفظ وصايا الله وأن يكون لنا شوق مقدس إلى معرفة إرادة الله وغيرة مقدسة فى تنفيذها، الطاعة الكاملة تنشر رائحة المسيح الذكية المقبولة عند الله أبينا لنتذكر كل ما جاء فى (صم 15 :22) "هو ذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش". وبعد إشباع قلب الله فى طاعة المسيح له وصلبه فكان موت المسيح حقيقيا ولذلك دفن لكنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب كانت قيامته ثمرة موته والبرهان على أنه قد انتصر على الموت ولم ينهزم وهذا هو الدليل الأكيد على أن الله قد قبل ذبيحته وبدون قيامة المسيح لا حياة لنا ولا لنا استحقاق المصالحة مع الله ولا نقدر أن نسدد دين الشر والخطية ولا نستطيع أن نحصل على التبرير، إنه شخصية عجيبة وفريدة قدم كل شىء لإسعاد البشرية وأيضا أشبع قلب الله وصالحنا فى جسم بشريته جعل على الأرض السلام فى ميلاده وترك السلام لنا بعد قيامته وقبل صعوده إذ قال "سلامى أعطيكم سلامى أترك لكم" ويدعونا أن نعيش بهذا السلام لنتمتع بالحياة هنا على الأرض وأيضا لتكون لنا أبدية سعيدة بعد تمتعنا بالسلام بعد تبريرنا. وأنتهز هذه الفرصة لكى أدعو كل البشرية أن تعيش فى سلام فى العالم بصفة عامة وفى مصر بصفة خاصة نجمع ولا نفرق نعيش بالحب لا على الحقد والضغائن نعيش بسلام لا على الفتن وعدم الاستقرار. دعوة لكل المصريين أن نقدم الخير للجميع ولنبدأ بداية صحيحة مخلصة لإنقاذ بلدنا من شر الفتن نصلى أن الرب يحفظ بلادنا مصر ويهب سلامه لكل المصريين وأيضا نصلى بأن الرب يحفظ رئيسنا المحبوب محمد حسنى مبارك. رئيس الطائفة المعمدانية يبد