انتشرت ظاهرة تعاطى الترامادول بشكل فائق فى مصر، فالترامادول فى الأصل يُستخدم كمسكن للآلام والأوجاع وخاصة فى الأمراض المزمنة، وقد يسبب الترامادول إدماناً نفسياً أو جسدياً على العلاج، بحيث يصبح من الصعب الاستغناء عنه. كما يؤثر الترامادول على مستقبلات الدماغ المسئوله عن الشعور بالألم، والأمر نفسه بالنسبة للقوى العقلية، فتجد مدمن الترامادول دائمًا مضطرب التفكير وتصبح قدرته على التركيز ضعيفه وفى تراجع مستمر، فهو يجعل الفرد غير واعى وغير قادر على تحمل المسئولية وتضعف علاقاته الاجتماعية والعائلى. كما يتسبب الترامادول فى جعل الشخص الذى يتعاطاه يكره العمل وتزداد الاضطرابات النفسية والسلوكية التى تصيبه، ففى بداية إدمان الترامادول يختلط لدى الفرد التفكير ولا يحسن التمييز ويكون دائمًا منفعلاً ومتبلد الشعور، ومع تكرار التعاطى تظهر الاضطرابات النفسية والسلوكية للتعامل مع المجتمع محاولاً منه إخفاء ما به، فيظهر الكذب والخداع والتزوير والعديد من الحيل النفسية. وفى كثير من الحالات يؤدى الترامادول إلى الإصابة بالمرض العقلى، فتبدأ بشكل ضلالات الشك والاضطهاد للآخرين والإصابة بأعراض الاضطرابات الوجدانية الذهانية، وتظهر على مدمنيه الهلاوس السمعية والبصرية والحسية، فبعضهم يشعر بأن أطرافه بها ضمور وأن هناك حشرات تمشى على جلده، وذلك نتيجة زيادة الجرعة أو للانقطاع عنها أحيانًا، ويشخص ذلك بأنه أعراض الانسحاب. ولم تتوقف أضرار الترامادول عند هذا الحد، بل ثبت أنه يسبب اضطرابات بالكبد وأمراض الكلى ويؤدى إلى الاكتئاب والرغبة فى الانتحار، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وتجد المدمن دائمًا يعانى من آلام فى المعدة وتغييرات فى الشهية والقلق والتوتر والتعب بشكل زائد، وظهور لا مبالاة بشكل واضح لحياته بشكل عام، وعند التوقف عن الترامادول يرتفع ضغط الدم وتحدث التشنجات والخمول والتهيج وفقدان مؤقت للذاكرة، بجانب الأرق والكوابيس وصعوبة التركيز.
