سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب أمريكى يدعو "أوباما" لدعم مصر سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.. ديفيد أجناتيوس: صلابة الجيش المصرى إضافة للأمن الإقليمى.. ويؤكد أهمية قوة مصر لاستعادة توازن الإسلام المعتدل فى مواجهة إرهاب "داعش"
تحدث الكاتب الأمريكى البارز ديفيد أجناتيوس، فى مقاله اليوم بصحيفة واشنطن بوست، عن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة، وقال تحت عنوان "أمريكا هى الحليف الذى تحتاجه مصر"، إن أحد المسئولين فى واشنطن اعترف بأن قرار إدارة الرئيس باراك أوباما التواصل مع مصر هو نموذج لكيفية تغلب الواقعية السياسية على المثالية، إلا أنها أيضا السياسة الصحيحة فى الوقت الصحيح، كما يقول أجناتيوس. وأضاف الكاتب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يسهل الأمور بالتأكيد فى ظل حملته على المعارضة، حيث اتسعت الحملة على الإخوان المسلمين لتشمل أيضاً النشطاء العلمانيين الذين ساعد بعضهم فى وصوله إلى السلطة، إلا أن مصر مهمة، لاسيما الآن فى الوقت الذى يهز فيه العالم العربى زلزالى إيران وداعش، ويجب أن يقدم الرئيس أوباما لمصر الدعم السياسى والعسكرى والاقتصادى، لأن مخاطر انزلاق مصر فادحة للغاية حتى إن أى إدارة عاقلة لا تستطيع أن تتجاهلها. ومضى أجناتيوس قائلا، إنه لو كان أوباما قد قرر أن مصر القوية أساسية، فلا يجب أن يحاول أن يقف على جانبين، فالشعب المصرى الذى صدمته أربع سنوات من الثورة والثورة المضادة بحاجة لأن يعرف أن الولاياتالمتحدة هى حليف بحق، ويجب أن تستمر الانتقادات لانتهاكات حقوق الإنسان، لكن ينبغى أن توضح واشنطن أنها تأتى من دولة صديقة تريد لمصر النجاح. ونقل أجناتيوس عن ستيفين هادلى، مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق الذى زار السيسى، قوله إن مصر أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية الآن أكثر مما كانت فى الماضى، لأن إرساء الاستقرار فى الشرق الأوسط أمر مهم، وليس لدينا الكثير من الشركاء للمساعدة، ولو انزلقت مصر إلى الفوضى، فإن المشكلة ستزداد تعقيدا. إلا أن هادلى يحذر من أن السيسى لا يستطيع أن "يقمع فى طريقه لتحقيق الاستقرار"، على حد قوله، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيفشل ما لم يتنبى نهجا أكثر شمولا، وتابع هادلى قائلا، "بدلا من الضغط على الرئيس المصرى للتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين التى أصبحت بلا مصداقية أمام أغلب المصريين، فإن على الولاياتالمتحدة أن تحث السيسى على التواصل مع المحتجين الشباب الذين قاموا بثورة يناير". وأشار أجناتيوس إلى أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى كان الصوت الرائد فى الدعوة للتواصل مع مصر، ويريد كيرى، وهو محق، التركيز على المساعدة الاقتصادية، ويخطط لحضور مؤتمر التنمية الاقتصادى المقرر الشهر المقبل فى شرم الشيخ، وسيحاول إقناع المستثمرين أن مصر مفتوحة أمام الاستثمارات مجددا، وقد عزز صندوق النقد الدولى وضع الاقتصاد حيث توقع ارتفاع معدل النمو من 2% إلى 3.8% هذا العام، وبالتدريج حتى يصل إلى 5%، وهذه أنباء سعيدة، لكنه سيصل بالكاد إلى المستويات التى كانت موجودة فى عهد مبارك، كما أن مصر تريد المساعدات العسكرية أيضا، كما يقول أجناتيوس، موضحاً أن القاهرة تجارب بنشاط داعش، وبعد تأجيل المساعدات العسكرية فى ديسمبر الماضى، فإن الكونجرس يحث الإدارة لتقديم 1.3 مليار دولار من أجل توفير طائرات الإف 16 ودبابات الأبرامز والأسلحة الأخرى، وهذه الأسلحة لن تساعد كثيرا فى ظل أصعب المشكلات الأمنية التى تواجه مصر، وهى الإرهاب فى سيناء والتفجيرات المستمرة فى القاهرة، لكنها لن تضر أيضا، فوجود جيش مصرى قوى مسلح ومدرب من قبل الولاياتالمتحدة هو إضافة للأمن الإقليمى. وأكد الكاتب أن وجود مصر قوية مدعومة من الولاياتالمتحدة يمكن أن يدعم العمود الفقرى للعالم السنى ويخفف المخاوف من أن واشنطن تشكل تحالفا جديدا مع إيران، وهذا أفضل مبرر لمساعدة السيسى، وهو أن باستطاعته استعادة التوازن فى العالم السنى الذى يعتمد عليه الاستقرار الإقليمى، لاسيما بعد التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران. وشدد أجناتيوس على أهمية الدور المتنامى الذى تلعبه مصر على الجانب الإيديولوجى للمعركة ضد التطرف، مشيرا إلى اقتراح السيسى ثورة دينية لإنقاذ العالم الإسلامى. ودعوة د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إصلاح التعليم الدينى لتصحيح المفاهيم التى سمحت بتنامى التطرف.