سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضيلة المفتى د. شوقى عبد الكريم علام يكتب: إلى خير أجناد الأرض.. كل مصرى وطنى حر أصيل عليه أن يفتخر بانتمائه لوطنه.. شعبنا يصبر على الجوع ولا يقبل المساس بكرامته
لكل مصرى وطنى حر أصيل أن يفخر بأنه ينتمى إلى وطنه مصر؛ معدن العروبة، وحصن الإسلام، ومنبع الأخلاق والقيم والحضارة. كلنا يفخر بأن لمصر جيشًا قويًا مقدامًا قد بلغ أرقى وأسمى درجات المجد والعزة والكرامة، وحلّق فى سماء القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، بما يحمله من تاريخ طويل مشرف فى الدفاع عن القيم والأخلاق، والحفاظ على العزة والكرامة التى تجعل رأس كل مصرى تلامس عنان السماء. بتنا ليلة الاعتداء على أبناء مصر فى حزن وكمد وهم وضيق، بسبب ما ارتكبته اليد المجرمة الآثمة فى حقهم، وأصبحنا فى عزة وكرامة عندما قامت قواتنا الباسلة فجر اليوم التالى بإرسال نسورها الخفاقة للأخذ بثأر أبناء مصر الذين قتلهم الخوارج، أو من يتشبه بهم بدم بارد. بتنا فى حيرة من تقدير الموقف، هل ستصمت مصر وتنام على الضيم والذل، وليس هذا من شيمها ولا من أخلاق فرسانها البواسل؟ هل سيسكت الشعب المصرى الذى تعلم فى مدرسة قيمه الحضارية والتاريخية أن يصبر على العطش والجوع، ولا يصبر على الاستهانة بكرامته أو النيل من عزته؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه: « وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ» البقرة: 190. ويقول أيضا: «ولَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ» الشورى: 41، 42. وقد روى الإمام أحمد والحاكم بإسناد صحيح عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون فى أمتى اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل والقال ويسيئون الفعل، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا يا رسول الله ما سيماهم قال: التحليق. وروى الترمذى وابن ماجة وأحمد: عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير الناس يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم فإن فى قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم. وروى الترمذى وأحمد أن أبا أمامة الباهلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى مصرع بعض الخوارج من فرقة الأزارقة قال: كلاب النار ثلاث مرات، هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء، وخير قتلى قتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء. وفى كتاب الإمام على بن أبى طالب إلى الخوارج: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا، حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بيننا وبينكم: ألا تسفكوا دمًا حرامًا أو تقطعوا سبيلًا أو تظلموا ذمة لأنكم إن فعلتم نبذنا إليكم الحرب على السواء، إن الله لا يحب الخائنين، تقول السيدة عائشة للراوى ابن شداد: فقد قتلهم! فقال: والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، وسفكوا الدم، واستحلوا أهل الذمة. وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه خوارج اليوم بخوارج الأمس، يقطعون الطريق، وينزلون الناس من سياراتهم، ويقتلونهم على قارعة الطريق على الهوية دونما ذنب اقترفوه، ويستحلون أهل الذمة من غير المسلمين، ويسفكون دماءهم التى حرم الله عز وجل قتلها بغير حق. يا سيادة الرئيس، سر على بركة الله عز وجل، فحربكم الشريفة على الإرهاب هى دفاع عن النفس، ودفاع عن العرض، ودفاع عن الدين، ودفاع عن مصر وما حولها من الدول الشقيقة. سر يا سيادة الرئيس على بركة الله، وشعب مصر وراءك بالدعاء أن ينصر أبناءنا المجاهدين فى سبيل الله، وفى سبيل تطهير الإسلام من هؤلاء الإرهابيين الذين شوهوا صورته. نتذكر جيدًا يا سيادة الرئيس كلامك لأبنائك فى الجيش والشرطة، تذكرهم بأن حربهم ضد الإرهاب هى حرب فى سبيل الله، وفى سبيل استنقاذ الدين من براثن هذه الطائفة الآثمة التى هى عار على أى دين تنسب نفسها إليه، إذ إن كل أديان السموات والأرض لتتبرأ من صنيع هؤلاء. يا جنودنا البواسل، يا أبناء قواتنا المسلحة الأبية، اعلموا يقينًا أن حربكم ضد الإرهاب جهاد فى سبيل الله، وحرب مطهرة مجيدة، وتيقنوا أن الله سبحانه وتعالى ناصركم، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد كتب على جبين أعدائكم: «سيهزم الجمع ويولون الدبر». يا نسورنا الخفاقة فى سماء الوطن العزيز، مصر أمانة فى أعناقكم، أنتم لها ومنها، وهى لكم وبكم، فذودوا عنها، وكونوا على قلب رجل واحد يكن النصر بعون الله حليفكم. يا خير أجناد الأرض طوبى لكم، وبشرى لشعب أنتم حماة أوطانه، نصركم الله.. أيدكم الله.. آواكم الله.