لست مدينة...... أنت مشاعر ,حنين ,قلب ,فطره أنت ذكرى. لم أسكنك يوما ولكنك سكنتنى بل احتللتى كل جوانحى.. لم تكونى يوما كأى بلد فأنت تاريخ.. أنت هبة من الله لنا. فأنت بحر حزين جائعٌ للحب ,للعشق ,للاهتمام...... أنت حياة يضخها النيل الذى يجرى بين ثناياك دون استحياء. نيلٌ عرف بالكرم فهو يعد مصدر الرزق لك ولأهلك لا يضن عليكِ. نيلٌ أذكره دائما.. كم تحادثنا أنا وإياه ,كم مدّنى بالطاقة والتفاؤل.. بل مدنى بالحياة. أنت أحجار تعانقت سويا لتحتضن نيلك.. تعشقه.. تصاحبه أينما غدا أو راح تفخر بحبه وتتباهى بصحبته فهو النيل هبة مصر والمصريين من ذى المنن رب العالمين. أنت موطن المليون نخله.. نخيلك شامخ رافع الرأس يتباهى بتاريخ بلاده.. يمن على أهلها بأطيب الثمرات. أنت نسمات معطرة بالتاريخ ,بالحنين الذى لم يتغير منذ عرفتك.... منذ ولدت. أنت فطرة.. أناس عاشوا على فطرتهم مثل الطبيعة الساحرة التى تحفهم. تلك الفطرة التى تجعلك تعشق هذا الوطن من النظرة الأولى. رشيد لم أسكنك يوما ولكن......... يسكنك أغلى من يملك المرء يسكنك وللأبد جسد وروح فارقنى ليتفانى فيك يذوب فى ترابك. من بعده فقط عرفت معنى الحرمان.. الفقد.. الاشتياق.. عرفت معنى الحنين. رحل إليك بنفس لهفته وشوقه لكِ فى حياته أصبح جزءا منكِ وأصبحتِ جزءا منى.... لأنكِ ذكرى.. ذكرى أبى