رصدت صحيفة الجارديان البريطانية الجدل الذى أحدثه الكاتب سيد القمنى بدعوته إلى إنشاء كعبة أخرى فى سيناء، مماثلة للكعبة الشريفة فى مكةالمكرمة. وقالت فى تقرير مراسلها للشئون الدينية رازات بوت، إن دعوة القمنى قد أحدثت خلافاً على الصعيد الدولى، مضيفة أن القمنى الذى وصفته بالتقدمى، اقترح إنشاء كعبة لكل الأديان على جبل سيناء من شأنها أن توفر الوجهة البديلة للفقراء من الحجاج وبأسعار معقولة، وكذلك توفير دخل يقدر بملايين الدولارات لمصر. وأشارت إلى أن القمنى اعتبر اقتراحه وسيلة لتحسين العلاقات بين الأديان السماوية الثلاثة لأن جبل سيناء له أهمية فى الإسلام والمسيحية واليهودية. وقالت الجارديان عن القمنى إنه شخصية مثيرة فى مصر وتعرض للازدراء مرات عديدة، كما أنه تلقى الكثير من التهديدات بالقتل، حيث اتهمه منتقدوه بالكفر والردة بسبب آرائه المنتقدة للإسلام وولعه بالعلمانية. وذكرت بتجربته المثيرة للجدل العام الماضى عندما حصل على جائزة الدولة التقديرية، وهو ما أثار حملة قانونية وإعلامية لسحب الجائزة منه. غير أن تصريحاته الأخيرة بشأن الكعبة قد أشعلت الآراء خارج مصر. ونقلت الصحيفة تعليق السفارة السعودية فى لندن على مسألة إنشاء كعبة فى سيناء، والذى قالت فيه إنه "أمر مستحيل، فلا يمكن أن يكون هناك سوى كعبة واحدة مقدسة لكل المسلمين"، فى حين قال الكاتب السعودى محمد دياب فى جريدة الشرق الأوسط إن القمنى قد سقط فى الهاوية، وإنه تحول رسمياً من قائمة الحمقى إلى قائمة المجانين. كما أشارت الصحيفة إلى رد فعل رابطة الحجاج البريطانيين الذى أدان "الاقتراح الوحشى" بالتحول إلى جبل سيناء كوجهة للحج والجذب السياحى. وقد سعى القمنى إلى نزع فتيل الغضب بإصراره على أنه كان يتحدث عن مكان للعبادة والروحانية يمكن أن يستفيد منه أتباع الديانات الثلاث وليس بديلاً عن الكعبة، وأنه استخدم كلمة كعبة لأهميتها ودلالاتها الدينية. وقال القمنى "إنه لا يوجد فرق بين الأديان فى سيناء، التى كان تجاهلها خطأً كبيراً، ليس دينياً فقط ولكن اقتصادياً أيضا. فالبدو ليس لديهم مصدر للدخل، وأنا لا أنكر واجب أداء فريضة الحج على المسلمين، أنا لا أتدخل فى ذلك، كل ما سعيت إليه هو الخير وليس الشر، كنت أفكر فى السياحة الدينية".
