بعد عشرة أيام من وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، وخلو منصبه، ما زال الأمر غامضا حول الاسم الذى سيشغل المنصب خلفا لطنطاوى.. وبعدما هدأت موجة العزاء وصدمة الحزن على الفقيد بدأت كل الأسماء المرشحة فى ترتيب أوراقها مرة أخرى لتعرف حجم الفرصة التى ستنالها، وإن كان التكهن الآن باسم محدد يصبح ضربا من الخيال، خاصة وأن المسافة بين الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر والدكتور على جمعة مفتى الديار بدأت تتضاءل فى ظل نشاط مكثف للأخير بعد وفاة طنطاوى، حيث إنه أعلن خلال الأيام الماضية عن إنشاء قسم جديد بدارا الإفتاء يختص بالعمليات الحسابية والمعاملات التجارية، كما قام بالانتهاء من أرشفة الفتوى إلكترونيا، وكذلك استقبل السفير الألمانى بمكتبه للاطمئنان منه على صحة الرئيس، وهو نفس الموضوع الذى سيتناوله فى خطبته بصلاة الجمعة اليوم. وفيما يخص الدكتور أحمد الطيب، فقد خسر نقاطا من نصيبه فى المنافسة لأسباب عدة، أولها وكما يتردد داخل المؤسسة الدينية بأن الرجل يزهد فى هذا المنصب ولا يسعى وراءه، كما هو واضح من إحجامه قليلا عن التصريحات بعد العزاء، والسبب الآخر هو أنه دون أن يدرى ناله بعض من اللوم على التعامل الرسمى "الركيك" مع تفاصيل وفاة الشيخ، وإن كانت ليست مسئوليته مباشرة فى هذا الأمر، ولكنه كان متصدرا منذ البداية وصاحب الرأى والمشورة فى أسبوع العزاء. الوضع يختلف قليلا بالنسبة للدكتور محمود حمدى زقزوق، حيث يمتلك ثقة فى التعامل مع التكهنات حول الشيخ القادم، وهى الثقة التى وصفها المقربون منه بأنه ينتظر خبرا سعيدا بعد ما وصف بأنه "إشارات جيدة تلقاها بأنه الأنسب للمنصب"، وإن كانت فرصه مازالت أقل من سابقيه جمعة والطيب. الدكتور محمد عبد العزيز واصل، كان أيضا ممن اتجهت إليهم الأنظار عند وفاة الشيخ ليكون خلفا له، إلا أن الرجل أبدى رأيا قاطعا فى عدم رغبته فى تولى المنصب، وقال لليوم السابع "نحن سنتعامل مع أى شيخ يتولى المنصب، سائلين الله أن يولى من يصلح، ولكن بالنسبة لى أنا لا أطمح فى هذا المنصب"، وواصل هو الآن القائم بأعمال الشيخ بحكم القانون، وإن كانت هناك أمور كثيرة مؤجلة تنتظر الحسم على مكتب الشيخ القادم، حيث يقوم واصل الآن بتسيير الأمور الإدارية فقط، حتى إنه تردد كثيرا قبل أن يوافق على عقد جلسة لمجمع البحوث لتأبين طنطاوى. ومن بين السيناريوهات المتوقعة لاختيار شيخ أزهر جديد ظهر سيناريو يقول إن الغموض الحالى سيستمر حتى عودة الرئيس مبارك من ألمانيا قادما من رحلة العلاج الأخيرة، ليدرس بنفسه عددا من الأسماء المطروحة ليختار منها، أما السيناريو الآخر فيذهب إلى أن اختيار الشيخ سيكون من الصف الثانى بالأزهر، ويكون اسما غير متداول ليخالف جميع التوقعات، والخروج من مأزق الوجوه المعروفة الحالية والتى تتردد أسماؤها للترشح.
