شدد مسئول ملف القدس فى منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع (أبوعلاء) الاثنين على ضرورة جعل ملف القدس النقطة الأولى فى أى مفاوضات قادمة مع إسرائيل. وقال قريع فى مؤتمر صحفى عقده فى مكتبه فى أبو ديس المحاذية للقدس الشرقية "فى ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة والممنهجة على مدينة القدس التى تهدف إلى إخراجها من أى حل واستكمال عملية ضمها بشكل نهائى، يجب أن تكون القدس أولا لتحديد مصيرها فى أى مفاوضات قادمة على أساس الشرعية الدولية". وشدد على أنه "لن يكون هناك حل من دون القدس، وواهم من يعتقد أنه من الممكن الوصول إلى حل من دون تحديد مصير القدس وفقا للشرعية الدولية". واعتبر أن القدس "تتعرض لحملة شرسة وممنهجة تقودها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وزادت وتيرتها الآن بشكل غير مسبوق بهدف تغيير واقعها الجغرافى والديموغرافى وتغيير معالمها الثقافية والحضارية والتاريخية والدينية، وطمس هويتها العربية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية". وتابع قريع الذى كان على الدوام من أبرز المشاركين فى المفاوضات مع إسرائيل "أن افتتاح ما يسمى بكنيس الخراب اليوم فى القدس الشريف على بعد أمتار من المسجد الأقصى، ما هو إلا استمرار لهذا البرنامج الخطير الذى يهدف إلى أسرلة وتهويد المدينة وتزوير تاريخها وواقعها". وقال "إن بناء قبة بهذا الحجم إلى جانب قبة الصخرة ما هو إلا محاولة لتغيير سماء القدس وصورتها". ووصف ما يجرى ب"الخطير جدا لأن القدس تتعرض إلى خطر حقيقى غير مسبوق يستهدف كافة مكوناتها أرضا وشعبا ومقدسات وتراثا وتاريخا"، كما حذر من المساس بالمسجد الأقصى مشيرا إلى "نوايا لدى غلاة المتطرفين الإسرائيليين لاقتحام المسجد الأقصى غد الثلاثاء". وفى رده على سؤال حول إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة قال "إن الانتفاضة لا تندلع بقرار من أحد، وإنما تكون نتيجة لمخزون القهر والظلم والعدوان والاستبداد الذى يتعرض له شعبنا كما حدث بالسابق". وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الاثنين الإبقاء على حالة التأهب فى القدسالشرقية، حيث سيتم تدشين كنيس الخراب فى الحى اليهودى والذى سيفتتح فى حفل رسمى. وتخشى الشرطة هذه المرة حصول تظاهرات عنيفة احتجاجا على تدشين كنيس الخراب. وازدادت حدة التوتر فى القدسالشرقية الأسبوع الماضى إثر قرار الحكومة الإسرائيلية السماح ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة فى الشطر الشرقى من القدس التى احتلتها إسرائيل فى 1967 وضمتها فى قرار لم يعترف به المجتمع الدولى.