سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكبير كبير.. رحلات "السيسى" المكوكية للدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن تهدف لحجز مقعد لمصر فى 2016.. والرئيس لديه قناعة بأن هدفه لن يتحقق إلا بتوفير مناخ قوى للاستثمار
المتابع للرحالات المكوكية التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مهام منصبه، يلاحظ أن زيارته الخارجية تستهدف الدول التى لها تأثير ونفوذ قوى بمجلس الأمن، حيث قام بزيارة 4 دول هى من أصل 5 دول ذات العضوية الدائمة بالمجلس، وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا والصين مؤخرا ولم يتبق سوى المملكة المتحدة. فخلال زيارته للولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال69 التقى على هامش الزيارة بالرئيس الأمريكى بارك أوباما، وربما كانت هذه الزيارة النواة التى بنيت عليها العلاقات المصرية- الأمريكية من جديد بعد الخلافات التى نشبت عقبة ثورة 30 يونيو، وفى الآونة الأخيرة هناك تأكيدات بأن مصر تسلمت بالفعل طائرات الأباتشى التى رفضت الإدارة الأمريكية إعادتها لمصر بعد عمل عمليات الصيانة الدورية لها. وبالنسبة للدب الروسى فالقاصى والدانى يعلم أن الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو عمل على إحياء العلاقات التاريخية مع موسكو فقام بزيارتها عندما كان وزيرا للدفاع برفقة وزير الخارجية نبيل فهمى وبعد توليه رئاسة الجمهورية حرص السيسى على أن تكون موسكو أول محطة أوربية تطأ قدامه فيها، ونتج عن هذه الزيارات إبرام صفقات عسكرية أهمها على الإطلاق صفقة صواريخ إس 300 وطائرات سوخوى المتقدمة، وإطلاق القمر الصناعى المصرى "إيجبت سات" الذى انطلق يوم 16 أبريل الماضى من قاعدة بايكونور بكازاخستان بسواعد مصرية روسية. وفى الخامس والعشرين من الشهر الماضى أجرى الرئيس زيارة لفرنسا كان هدفها تعزيز العلاقات الثنائية مع الدولة ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن، ووقع خلالها على العديد من الاتفاقيات لزيادة حجم الاستثمار الفرنسى فى مصر. وكان من أهم ثمار الزيارة إعلان "هنرى دو كاسترى" رئيس مجلس إدارة شركة "axa" الفرنسية التى تعد من أكبر الشركات العالمية فى مجال الخدمات المالية والتأمين، والتى تدير أصولا يبلغ إجمالى قيمتها 1.1 تريليون يورو بدء نشاط شركته فى السوق المصرية نظرا لتقديرها بوجود فرص هائلة لنمو قطاع التأمين فى مصر، وستكون الشركة أكبر مستثمر أجنبى يدخل السوق المصرية خلال العامين الماضيين. واتفق الرئيس مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند على تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب والقضاء على الجماعات المتطرفة والأصولية فى شمال أفريقيا، ومساندة مصر فى مكافحة الإرهاب الإخوانى فى أنحاء مصر. وبالنسبة للتنين الصينى فإن الرئيس تمكن خلال زيارته لبكين من التوقيع على 6 اتفاقيات تعاون بين البلدين فى عدد من المجالات المختلفة، منها التوقيع على استراتيجية الشراكة الشاملة بين البلدين. وتم التوقيع على اتفاقية التعاون الاقتصادى والفنى بين الحكومة المصرية والحكومة الصينية، ووقعت عليها الدكتورة نجلاء الأهوانى وزيرة الدولة للتعاون الدولى. كما وقع منير فخرى وزير التجارة والصناعة مع وزير التجارة الصينى على محضر الاجتماع السادس بين اللجنة المصرية الصينية الاقتصادية المشتركة، اتفاق تعاون بين هيئة الفضاء الصينية وهيئة الاستشعار عن بعد فى مصر فى مجال تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد. كما وقع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء ورئيس الهيئة الوطنية للطاقة فى الصين على اتفاقية إطارية فى شأن الطاقة المتجددة، فيما وقع السفير المصرى الدكتور مجدى عامر سفير مصر لدى بكين على مذكرة تفاهم بين وزارة علوم التكنولوجيا الصينية ووزارة البحث العلمى المصرية لبناء مختبر للطاقة المتجددة. الرحالات السابقة للرئيس ليست بهدف جعل مصر دولة رائدة فى الشرق الأوسط من خلال مساعيه الدءوبة داخليا وخارجيا، وإنما لديه طموح جامح فى أن يكون لمصر مقعد غير دائم بمجلس الأمن فى دورته عام 2016 و2017، وهو ما أكد عليه الرئيس خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والطريق إلى ذلك يكون عن طريق إقناع الدول الأعضاء الدائمين بقدرات وإمكانيات مصر.