ناشد المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فى اجتماعه مساء أمس، مواجهة خطر الإرهاب والأفكار التكفيرية، حيث طالب كل المؤسسات الدينية وغير الدينية وأهل العلم ورجال الفكر بتكاتف كافة طوائف المجتمع الوطنية. وحذر المجلس فى بيان له كل من ساعد وتعاون فى سبيل قتل نفس حيث إن قاتل النفس يكون خالدا فى النار ولا يخلد فيها إلا الكافر. وأوصى المجلس كافة مؤسسات الدولة الدينية والتربوية التفاعل مع الشارع والنزول إلى أرض الواقع بين المواطنين لمواجهة تلك الأفكار التكفيرية ووأدها قبل أن تتفشى، وعلى الدولة دعم كافة المؤسسات الدينية والتى تؤدى دورا وسطيا بكافة السبل ماديا ومعنويا ونبذ الخلافات الداخلية لتوحيد الصفوف والمساعدة على عدم إثارة الفتن، وذلك من أجل مواجهة تلك المخاطر حتى لا تصبح تلك المؤسسات أدوارها سلبية فى ظل عجزها عن مكافحة الإرهاب والذى يحتاج إلى جهد من الدولة لدعم تلك المؤسسات حتى لا نترك شبابنا فريسة ولقمة سائعة لتلك المخططات. كما وجه المجلس نداء للدول العظمى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من الدول والدويلات التى تدعم الإرهاب، وتسعى إلى استغلاله من أجل فرض سطوتهم على منطقة الشرق الأوسط فى محاولة منها لتفكيك الدول العربية بأن من يسعى إلى تبنى نظرية الإرهاب سوف تطاله نارها عن قريب فى وقت لا ينفع فيه الندم، وطالب تلك الدول بتوجيه رأس مالها وخططها الاستراتيجية التى تدعم مخططات الإرهاب من شراء أسلحة مدمرة إلى دعم السلام ومكافحة الفقر والجوع وتهدئة الأوضاع بين كافة الدول، مما سيدفع قوى الإرهاب إلى الاندثار طالما لم تجد دعما دوليا وماديا لتنفيذ أهدافها. وعن الإرهاب أوصى المجلس الأعلى للصوفية بالتصدى لبعض الجهات والجمعيات والتى تسعى إلى تبنى أفكار نظريات من شأنها أحداث فتنة فى الوقت الذى تحتاج فيه الدولة إلى تكاتف كافة المؤسسات لذلك يجب بتر تلك الأفكار والجمعيات قبل أن تستشرى فى فساد المجتمع، يجب على مؤسسات الدولة كافة احترام النفس الإنسانية بعيدا عن الدين أو الجنس وتكريمها لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان رحيما ليس بالإنسان فقط بل بالحيوان والجماد. وطالب المجلس فى اجتماعه بتفعيل كيفية تطبيق نظرية مكارم الأخلاق فى كافة مؤسسات الدولة وفى الحياة الوظيفية وتوعية المواطنين بأهمية تلك النظرية والتى لو طبقت سوف تنعكس على أداء المجتمع المصرى، والتشديد على أهمية دور الأسرة فى تربية النشء لأن غياب دور الأسرة يجعل الأبناء عرضة للأفكار الإرهابية والدعوات التكفيرية، ويجعلهم فريسة للمنحرفين تمكنهم من توظيفهم ضد الدين والوطن. كما طالب المجلس بتشكيل لجنة رفيعة المستوى من المؤسسات الدينية الوسطية كالطرق الصوفية ووزارة الأوقاف ونقابة الاشراف بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف لوضع تلك التوصيات موضع التنفيذ لمكافحة الإرهاب، ويجب على تلك اللجنة توسيع إطار عملها بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة الداخلية والتعاون مع كافة الدول العربية من أجل تطبيق تلك التوصيات على أرض الواقع، ومخاطبة سفارات كافة الدول الأوروبية من أجل إيصال تلك التوصيات على أن يتم التعاون مع تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب ليس له وطن ولا دين ومن الممكن أن يطال العالم بأسره. ترأس الاجتماع الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها بحضور أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف وممثل الوزارة بالمجلس الأعلى وعضو المجلس، لمناقشة العديد من القضايا على رأسها دور المشيخة العامة فى مكافحة الارهاب دعويا ومواجهة الأفكار التكفيرية، وذلك فى إطار حرص مؤسسات الدولة الدينية ومن بينها المشيخة العامة للطرق الصوفية مواجهة الإرهاب داخليا وخارجيا.